أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، عن الحدث الكروي الأبرز في إفريقيا والذي سيجمع 24 منتخباً من جميع أرجائها تحت لواء النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، والتي تستقبلها الأراضي المصرية للمرة الخامسة في تاريخها.
المنتخب الوطني المغربي، يدشن بدوره مشاركة بنسخة 2019، للمرة الثانية توالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، بعد أن سجل حضوره بنسخة الغابون، وغادرها من دور ربع النهائي، بعد سقوط أمام فراعنة مصر.
"ذكريات الكان"، تستضيف في حلقاتها الثانية، مصطفى الحداوي، الدولي المغربي السابق ومدرب المنتخب الوطني المغربي للكرة الشاطئية حالياً، واحد من الرجالات الذين شاركوا في نسختين متتاليتين لكأس أمم إفريقيا نسخة 1986 و1988، وعايش المدرب الراحل المهدي فاريا، كما كان جزءاً من المجموعة التي ضمت كل من الراحل الظلمي، بادو الزاكي، وبودربالة وآخرين..
* حدثنا عن مشاركتك بنسخة 1986 و1988 رفقة جيل ذهبي من نجوم الساحرة المستديرة؟
كانت النسخة الأولى في مصر، والثانية هنا في المغرب، كنا مجموعة متجانسة جداً، فقد لعبنا مع بعضنا في منافسات الدوري المحلي، وبعدها هنالك من اختار الاحتراف خارج المغرب، يمكن القول إننا كنا عائلة المنتخب الوطني المغربي، فقد شاركنا في العديد من المنافسات المحلية والدولية معاً لسنوات عديدة. هذا الجيل كان يستحق التتويج على الأقل بأحد الألقاب القارية، لكن الأقدار شاءت أن ننهي نسخة 86 في الرتبة الرابعة، حيث توج آنذاك الفراعنة باللقب واحتل منتخب الكاميرون الوصافة، في حين الكوت ديفوار جاءت بالمركز الرابع بالمسابقة.
* ما هي الأشياء الغريبة/ الذكريات التي لن تمحى من ذاكرتك خلال البطولة القارية؟
هي ذكريات عديدة منها الجيد ومنها السيئ بالتأكيد، فمثلاً عندما واجهنا منتخب مصر في نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا، دارت أشياء عديدة لم تكن في صالح النخبة الوطنية، من ضغوطات ومضايقات. فخلال طريقنا إلى الملعب يوم المباراة، تخلت عنا السلطات الأمنية المرافقة للحافلة وسط القاهرة وازدحامها، لقد تقدموا ليخلوا الطريق وبعدها لم نعد نراهم، كانت ساعات عصيبة، لكنها تبقى ضمن بهارات المشاركة بالكأس. أشياء تهم الكرة وأخرى بعيدة عنها، فمثلاً كان الخصوم يحرصون على إرسال العاملين في الفندق لطرق أبواب الغرف في السادسة صباحاً للتشويش علينا، فكل مرة كانت لديهم حجة لفعلتهم..لكنها تبقى ذكريات خاصة.
* أثيرت ضجة في مباراة المغرب ومصر سنة 1986، حدثنا عنها؟
بالفعل، كانت مباراة تداخلت فيها أمور عديدة، أولها إشراك لاعب غير مؤهل في لقاء حاسم، وهو طاهر أبو زيد، قمنا بالاحتجاج بشكل كبير على الأمر، خصوصاً بعد تسجيل هدف غير صحيح. التحكيم كان نقطة سوداء بدوره، كنا الأفضل أمام مصر كروياً، إلا أن البلد المضيف للتظاهرة تأهل ووصل إلى النهائي، كما أنه توج به أيضاً. كيف يعقل لمنتخب يضم ثلة من الأسماء القوية بداية من بادو الزاكي، الحارس العملاق، أن تكون نهايته من دور النصف، فطيلة الاستعدادات والأدوار التمهيدية، الكل كان يراهن علينا للعودة باللقب، إلا أن ما هو غير رياضي أثر وبشكل واضح.
* كيف كانت علاقتكم مع الملك الراحل الحسن الثاني، في تلك الفترات؟
الراحل الحسن الثاني، كان دائم التواصل مع المدرب فاريا ومعنا كلاعبين، يساندنا يبدي ملاحظاته أيضاً، فقد كان شخصاً له دراية كبيرة بالساحرة المستديرة، كما كان دائماً يتصل بنا قبل وبعد كل لقاء. لست وحدي بل جميع اللاعبون في جيلي حصل لهم الشرف للتحدث مع الملك الراحل الحسن الثاني، لقد كان شخصاً محباً لكرة القدم، ودائماً يطمح أن يكون الأسود في المراتب المتقدمة. تواصله المستمر مع المنتخب والطاقم الفني، كان تشريفاً وتكليفا في الآن نفسه، كنا ندخل المباريات وكلماته راسخة في أذهاننا، فنحن نمثل الراية والشعب المغربي في المحافل القارية والدولية.
* بين سنوات الثمانينات و2019، كيف ترى حظوظ الأسود بنهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر؟
حالياً، لدينا منتخب متكامل، والاستقرار عامل مهم سيكون في صالح المغرب خلال العرس الكروي القاري الذي سينطلق في يونيو. أرى بأن حظوظنا كبيرة للتقدم بثبات في المسابقة القارية، لدينا لاعبين بتقنيات عالية جداً، لدينا مواهب كروية بارزة، عامل الخبرة أيضاَ، نتمنى أن يحظى المغاربة بفرجة كروية في كأس أمم إفريقيا، وسنكون دائماً وراء الأسود ندعمهم نشجعهم، فهذه المجموعة التي يتوفر عليها هيرفي رونار حالياً، تستحق لقباً.
* كيف ترى قرعة دور المجموعات بـ"كان 2019"؟
إنها صعبة بالتأكيد لتواجد منتخبات بارزة، لكنها متوازنة، فالمغرب أيضاَ لديه جميع المقومات ليقول كلمته في البطولة القارية. لا خوف على الأسود، فقد سبق لنا مواجهة الكوت ديفوار في ملعبهم قبل سنة ونصف تقريباً في تصفيات مونديال روسيا 2018، وهزمناهم، وبالنسبة لجنوب إفريقيا فهو ليس بالمنتخب المرعب. ستشتد المنافسة في هذه النسخة أكيد، لأن 24 منتخبا سيشارك، المجموعة مطالبة بالتركيز فهو مفتاح النجاح لأي نخبة في مثل هاته المسابقات، أما تقنياً فلدينا أسماء كروية جيدة جداً.