الطاهر الخلج: حان الوقت لنيل كأس أمم إفريقيا 2019.. والمغاربة "عياو" من تكرار نفس الأسطوانة

صفاء بنعوشي

أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، عن الحدث الكروي الأبرز في إفريقيا والذي سيجمع 24 منتخباً من جميع أرجائها تحت لواء النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، والتي تستقبلها الأراضي المصرية للمرة الخامسة في تاريخها.

المنتخب الوطني المغربي، يد شن بدوره مشاركة بنسخة 2019، للمرة الثانية توالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، بعد أن سجل حضوره بنسخة الغابون، وغادرها من دور ربع النهائي، بعد سقوط أمام فراعنة مصر.

"ذكريات الكان"، تستضيف في حلقاتها 11، الطاهر الخلج، واحد من اللاعبين الأكثر مشاركة بالقميص الوطني منذ التسعينيات بـ 99 مباراة حسب إحصائيات الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي دافع عن ألوان مجموعة من الأندية الأوروبية، أبرزها بنفيكا البرتغالي، وساوثهامبتون الإنجليزي، وتشارلتون.

الخلج، ابن المدينة الحمراء، لعب في 3 مناسبات بكأس أمم إفريقيا سنة 1992 و1998 وآخر ظهور قاري له بالمسابقة كان سنة 2000، كما كان ضمن القائمة الأساسية لـ"أسود الأطلس" في نسختين من كأس العالم. النجم السابق للكوكب المراكشي، يعود بنا في هذا الحوار إلى الحقبة التي نافس خلالها بأبرز البطولات القارية، كما أكد بأن سنة 2019 هي موعد التتويج لـرفاق مهدي بنعطية، مشدداً بأن لا عذر لهم أمام الترسانة البشرية القوية التي يتوفرون عليها بقيادة الفرنسي هيرفي رونار.

3  مشاركات مع المنتخب المغربي بكأس أمم أفريقيا، حدثنا عن خصوصيات التجربة القارية؟

كنت من بين اللاعبين الذي شاركوا في نسخة 92، 98، 2000، وأرى أن الاستعدادات لهاته المسابقة القارية كان لها خصوصياتها، ومختلفة تماماً عن باقي المنافسات ككأس العالم، وحتى مباريات التصفيات التي تمر عبر جولات عديدة وفي فترة متقطعة.

كل لاعب يلتحق في تلك الفترة كان يحمل معه شيئاً من موسمه الكروي، كتتويج وإنجاز مع ناديه، خصوصاً وأن حضور المحترفين كان له وزنه في الترسانة البشرية للمجموعة، كما هو الحال الآن بمنتخب 2019، الذي توج عدد من لاعبيه بألقاب بالفترة الأخيرة.

أما عن فترة الاستعدادات فهي تتماشى وطبيعة الخصوم، والبلد الذي تقام فيه المسابقة، حيث يٌكيف الطاقم المشرف تداريبه وخصوصية كل تجربة.

ويبقى "الكان" من بين المسابقات البارزة في القارة السمراء بالتأكيد، ودائماً تكون العناصر الوطنية مستعدة لخوضها وتلبية نداء الوطن، بكل حماس.

- ما هي الأمور التي تغيرت بين "كان" الأمس واليوم، بالنسبة لك؟

بالتأكيد أمور عديدة تختلف بين جيل الأمس ومشاركات المغرب الأخيرة بكأس أمم إفريقيا، فحالياً الإمكانيات موجودة بداية من فترة الإعداد، والمعسكرات التي أصبحت تٌجرى في مستوى عال خارج المغرب، وهي تفاصيل لم نكن نستفد منها في وقتنا، عندما خضت النسخ الثلاث للبطولة القارية.

اليوم كل الشروط متوفرة لهذه المجموعة، لتقديم مشوار مٌشرف بالكأس التي ستقام للمرة الخامسة في مصر، ووسط مشاركة وازنة لأندية القارة السمراء.

أنت من بين الأسماء الكروية الأكثر حضوراً بقميص الأسود بـ(99) مباراة، ما هي المفاتيح التي تساعد اللاعب للحفاظ على حضوره مع المنتخبات الوطنية؟

هذا الرقم الذي أتوفر عليه بالمباريات المندرجة تحت لواء "الفيفا"، الوصول إليه لم يكن بالسهل، فقد شاركت في مجموعة من المباريات الودية للأسود، مرورا قبلها بمرحلة الفتيان، ووصولاً إلى ضمان مكانة بالقوائم الأساسية لأبرز المسابقات الكروية التي شاركنا خلالها في تلك الفترة، ودوريات.

أي لاعب يحتاج للمثابرة بالتأكيد والانضباط، وخصوصاً أن يكون منفتحا على التطور وتعلم الأشياء، للوصول إلى أرقام هامة، تخٌص مشاركته بقميص المنتخب الوطني المغربي. كرة القدم هي رياضة ليست بالسهلة وفي الآن نفسه ليست بالمستعصية، ومفاتيح النتائج تبدأ من المواظبة واحترام الأخر، واللاعب عليه أن يكون جاهزاً لأي استحقاق ومغامرة جديدة، لأن الضغط جزء من اللعبة والأسماء التي استطاعت التألق في سمائها كانت ذكية في التعامل مع كل هاته النقاط أو العقبات.

- 2019، المغرب مقبل على المشاركة بكأس أمم إفريقيا في مصر، كيف ترى حظوظ الأسود اليوم؟

بالنسبة لي المنتخب الوطني المغربي الذي يشرف عليه هيرفي رونار حالياً، هو مجموعة قوية جداً، بترسانة بشرية تضم أفضل المحترفين في العالم، الذين سبق لهم اللعب مع بعضهم خلال الاستحقاقات الأخيرة.

أرشح المغرب ومصر للتتويج باللقب وليس فقط الذهاب بعيداً في الأدوار المتقدمة من المسابقة القارية، لأن "الفراعنة" سيستفيدون بالتأكيد من عامل الاستضافة وحضور جماهيرهم للدعم، والمضي قدما في أبرز منافسة كروية بالسنة.

- هل ترى أن المنافسة على اللقب القاري حلم مشروع للمغاربة أم مهمة صعبة؟

صدقاً، فأنأ أرى أن المنتخب الوطني المغربي الأقرب إلى التتويج بالنسخة الـ 32 للكأس القارية لأسباب عديدة. فعلى هيرفي رونار أن يعرف جيداً أن الوقت حان لتتويج قاري، فالمجموعة تضم لاعبين كبار بتجربة هامة، ومستوى التنافس لديهم عال، لأن جلهم يمارس في أندية محترمة وكبيرة ، ورحلة مصر يجب دخول غمارها بفكرة التتويج.

الوقت حان لأن نقول كلمتنا ومن غير الصحيح الحديث على أن المنتخب المغربي غير مرشح للتتويج، فمثلاً المنتخبات الكبيرة كألمانيا، البرازيل. في كل مرة تتأهب لدخول كأس العالم، تعلن بأن رحلتها ستكون من أجل اللقب ولاشيء سواه.

الشعب المغربي "عيا" من سماع أسطوانة أن المنتخب غير مرشح لدخول غمار "الكان" للتتويج. ليدنا منتخب وإمكانيات تخولنا أن نكون خصماً قويا والمجيء بهذا الكأس واللقب القاري الغالي على قلوب المغاربة بالتأكيد.

- الدخول بفكرة التتويج، ألا يمكنه أن يٌشكل ضغطاً على اللاعبين؟

اللاعبون الذين يتوفر عليهم المغرب حالياً لديهم تجربة هامة ولا يمكن إنكار ذلك، وأرى بأنهم يعيشون في الضغط بشكل دائم مع الأندية الكبيرة التي يمارسون بها، وينافسون منذ بداية الموسم على واحد من الألقاب الأوروبية الأبرز وهو دوري أبطال أوروبا.

لا عذر الآن، فالترسانة البشرية التي يعتمد عليها رونار تضم نسبة كبيرة من الأسماء المحترفة والتي تلعب في بطولات بقيمة بازرة، لذا لا وقت للحجج أو تبرير أي شيء، كأس إفريقيا هو هدفنا ونحن قادرون على المنافسة عليه.

-هل يمكنك تقريبنا من عما أكاديمية لخلج لكرة القدم التي أسستها، ولماذا هذا الاختيار بالضبط؟

بعد نهاية التجارب الاحترافية التي خضت خلال مشواري كلاعب وقررت الدخول نهائياً إلى المغرب، فكرت في إقامة مشروع تستفيد منه مدينة مراكش، وأيضاً الناشئة المحبة لكرة القدم. تقريباً قضيت تجربة لـ 16 سنة خارج المغرب، وخلالها تابعت عمل أكاديميات ومركبات كروية عديدة، وفكرة أن أنقل التجربة إلى بلدي، باعتبارها ستقدم ولو القليل لكرة القدم الوطنية، والتي تضم مجموعة من الأطفال الذين يواظبون على النداريب ببرنامج يومي تقريباً. الأكاديمية تحرص أيضاً على المشاركة في دوريات وملتقيات عديدة، وأنا فخور جداً بهاته المغامرة التي خضت في مدينتي مراكش، وأنتظر بشغف متابعة الأطفال والشبان الذي ينتمون /للأكاديمية مستقبلاً في الملاعب الوطنية لما لا.