أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، عن الحدث الكروي الأبرز في إفريقيا والذي سيجمع 24 منتخباً من جميع أرجائها تحت لواء النسخة الـ 32 لنهائيات كأس الأمم، والتي تستقبلها الأراضي المصرية للمرة الخامسة في تاريخها.
المنتخب الوطني المغربي، يد شن بدوره مشاركة بنسخة 2019، للمرة الثانية توالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، بعد أن سجل حضوره بنسخة الغابون، وغادرها من دور ربع النهائي، بعد سقوط أمام فراعنة مصر.
"ذكريات الكان"، تستضيف في حلقاتها السادسة، هشان أبوشروان، الدولي المغربي السابق الذي حمل قميص المغربي في نسختين من البطولة الكروية القارية، سنة 2006 بمصر، وسنة 2008 في غانا.
اللاعب الرجاوي، الذي بدأ خطواته في عالم المستديرة من البيضاء سنة 1999، وخاض تجارب احترافية في كل من قطر، وليل الفرنسي، ورفقة إتحاد جدة السعودية، والترجي الرياضي التونسي، قبل أن يكون ضمن اللوائح الأساسية للأسود في أبرز المنافسات القارية والإقصائية.
- حدثنا عن مشاركته بكأس أمم إفريقيا، وتحديد نسخة 2008، التي أقيمت آنذاك في غانا؟
نسخة غانا 2008، كانت ظهوري الثاني توالياً بكأس أمم إفريقيا مع المنتخب الوطني المغربي، بعد تلك التي شاركت فيها قبل سنتين، رفقة باقي المجموعة.
شخصياً، أرى بأن المنتخب الذي تم استدعائه للمشاركة في غانا، كانت لديه من المقومات الكثير للتقدم في العرس الكروي القاري، والدفاع عن حظوظه للتتويج باللقب، إلا أن الأمور سارت عكس المتوقع.
أتذكر جيداً عندما افتتحنا "الكان" بخماسية في مرمى ناميبيا، لكن الأخطاء التي ارتكبت في المباراة الثانية والثالثة من دور المجموعات، عصفت بنا خارج البطولة، لأننا كنا آنذاك بحاجة إلى انتصار ثان، لكن يبقى دائماً خوض الكأس القارية، له وقع خاص ليس فقط علي بل جميع اللاعبين المشاركين.
ذكريات جيدة/ سيئة ستبقى راسخة في ذهنك، خلال مشاركاتك مع المنتخب الوطني القارية؟
من بين الذكريات الإيجابية كانت تسجيلي لهدف لصالح المنتخب الوطني، واعتبر في تلك النسخة من كأس أمم إفريقيا ضمن الأفضل.
أما الجانب السيئ الذي لازلت أحتفظ به خلال مشاركتي بكأس أمم إفريقيا، هو إقصاؤنا، من المسابقة، على الرغم من أننا كن أفضل من منتخبات شاركتنا أيضا مغامرة 2008.
- هل لازلت تحتفظ بعلاقات قوية مع لاعبين حملوا القميص الوطني، بعد مشوارك الكروي بالاعتزال؟
الشيء الجميل في كرة القدم، هو تلك العلاقات الإنسانية التي يحتفظ بها اللاعب مع باقي الزملاء الذين شاركوه متعة الساحرة المستديرة، خلال مشواره الكروي.
بالتأكيد، لازلت على تواصل دائم مع اللاعبين الذين جاورتهم في الفترات السابقة، وإن أتيحت الفرصة فإن تظاهرات رياضية تجمعنا لنعيد شريط ذكريات عشناها سابقاً.
أكيد أن أي لاعب يطمح إلى إنهاء مشواره الكروي على أحسن ما يُرام، لتبقى تلك الروابط القوية بينه وبين زملاءه والفعاليات التي تنتمي إلى أسرة كرة القدم قائمة، رغم الابتعاد عن الاضطراري عن المستطيل الأخضر، بداعي الاعتزال.
- 2019، الأسود سيعودون للمنافسة مجدداً بـ "الكان"، كيف وجدت القرعة؟
بداية، فإن القرعة التي وضعت المغرب في مواجهة أمام الكوت ديفوار، جنوب إفريقيا، ثم ناميبيا أراها صعبة نوعاً ما، لكن هذا لا يعني بأن المجموعة الوطنية لا تتوفر على عناصر جيدة، بل بالعكس لدينا ترسانة بأسماء قوية وقادرة على المنافسة وعبور الدور الأول متصدرة.
القانون الجديد لـ "الكاف" أمر إيجابي، لأن 24 منتخباً سيشارك بدلاً من 16، ويمكن لأصحاب المركز الثاني في كل مجموعة من المنافسة أيضا الخصول على بطاقة العبور إلى دور ثمن النهائي.
عقدة الدور الأول بنظري حلها المغربي خلال الكأس القارية الأخيرة، وتمكنا من التقدم بثبات في نسخة الغابون، قبل أن يكون السقوط أمام"فراعنة" مصر، والإقصاء، لكن بأداء ومستوى عال.
- كيف ترى اليوم مستوى دٌولي الخليج بترسانة المنتخب الوطني المغربي، والتي تعززت بتمثيلية هامة بالتحاق بنعطية وآخرين؟
بالنظر إلى متابعتي إلى أبرز الدوريات الخليجية وتقريباً جلها، فالأسماء الوطنية المحترفة بها، تبصم على أداء جيد وجد مقبول، وبالصراحة مستوى البطولات في تلك الدور عرف تطولاً كبيراً، خصوصا بالسعودية، التي أصبح دوريها يقدم مباريات عالية، بتنافسية شرسة بين الأندية.
في حين، أعتقد بأن الدوري القطري يبقى الأضعف، في حلقة الخليج، وأسبوعياً يمكن الاستمتاع بمباراة أو اثنتين، خصوصاً تلك التي يكون فيه كبار الدوري والمنافسين على الواجهة القارية بكأس اسيا أطرافاً فيها.
بالنسبة لأداء التمثيلية المغربية بالخليج، فإن أمرابط، حمد الله، داكوستا والأحمدي، باعتبارهم أسماء أساسية في ترسانة الأسود، يبلون البلاء الحسن، ويعدون ضمن أفضل المحترفين هناك.
بنعطية العميد، والوافد الجديد على نادي الدحيل القطري، تمكن ومنذ وصوله من الظهور كرسمي رفقة المجموعة، وبعد نصف سنة تقريباً فإنه بدأ يتأقلم تدريجياً، ومن الضروري أن يواجه صعوبات في البداية، لأن هنالك فوارق عدة بين المستوى الذي كان ينافس به رفقة يوفنتوس والأجواء بقطر، قد يكون بحاجة لمزيد من الوقت للدخول 100 في المائة بأجواء الدوري.
- قربنا أكثر من مخططاتك المستقبلية، ومتى سنرى هشام أبوشروان، مدرباً بإحدى أندية القسم الوطني الأول، على خطى لاعبين عايشتهم؟
حاليا، أنا مدرب لفريق الفتيان داخل صفوف الرجاء الرياضي، لازلت أتعلم، وأبحث عن اكتساب خبرة في الميدان، فالمدرب له مسؤوليات عديدة، دائما يبحث عن الأفضل للمجموعة التي يقود.
بالنسبة للظهور بالقسم الوطني فهو أكيد من مخططاتي، لازلت أدرس لأحصل على "الديبلومات" المؤهلة لذلك، والمشوار أمامي طويل لتحقيق أهدافي بالتأكيد.
مهنة مدرب ليست بالسهلة، هو شخص يقون مسؤولا عن كل ما يجري بفريقه، ويحرص على كل التفاصيل المتعلقة بهم، لذا على جميع مكونات الكرة الوطنية والعائلة الكروية، مظافرة جهودها لدعم المدربين الشباب الذين أرهم مستقبل الكرة الوطنية.