أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، عن الحدث الكروي الأبرز في إفريقيا والذي سيجمع 24 منتخباً من جميع أرجائها تحت لواء النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، والتي تستقبلها الأراضي المصرية للمرة الخامسة في تاريخها.
المنتخب الوطني المغربي، يد شن بدوره مشاركة بنسخة 2019، للمرة الثانية توالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، بعد أن سجل حضوره بنسخة الغابون، وغادرها من دور ربع النهائي، بعد سقوط أمام فراعنة مصر.
"ذكريات الكان"، تستضيف في حلقاتها الثالثة، يوسف حجي، الدولي المغربي السابق الذي حمل قميص المغرب في 4 نسخ من البطولة الكروية القارية، بداية من نسخة 2004 في تونس، و كأس الأمم 2006، ثم 2008 وأخيراً نسخة 2012.
"محبوب الجماهير المغربية " كان جزءاُ من جيل "استثنائي" وسجل حضوراً حاضراً قويا في تونس، تحت قيادة بادو الزاكي، وثلة من النجوم الشباب الذين صنعوا الحدث بالبطولة الكروية، ليعود بنا في الحوار ذاته، إلى تفاصيل طبعت مشاركته بكأس أمم إفريقيا، وأبرز الذكريات التي يحتفظ بها، وأيضاً ليسلط الضوء على توقعاته بخصوص مجموعة الأسود لـ 2019، بعد أن وضعت القرعة رفاق مهدي بنعطية في مواجهة أمام الكوت ديفوار، جنوب إفريقيا، ثم ناميبيا.
المشاركة في 4 نسخ من كأس أمم إفريقيا مع المنتخب الوطني المغربي رقم قياسي، حدثنا عن تلك الفترة في مشوارك الكروي؟
صحيح، أنا محظوظ جداً بخوض 4 نسخ متتالية من بطولة كأس أمم إفريقيا مع الأسود، وبالنسبة لي الأولى ستبقى راسخة في ذهني، لاعتبارات عديدة.
سنة 2004 كانت تجربتي الأولى، وتمت المناداة علي في السنة ذاتها لحمل قميص الأسود بـ "كان تونس"، اكتشفت آنذاك تلك الأجواء الرائعة، وانبهرت بالدعم الكبير الذي حظينا به من طرف الشعب المغربي الذي ساندنا إلى آخر مباراة نهائية.
لقد كانت أوقاتاً خاصة جداً بالنسبة لي، والمنتخب آنذاك قدم مشواراً بارزاً في البطولة القارية، واستطعنا خلالها العبور إلى مباراة النهائي بأداء كبير، الجميع تحدث عنه.
بعدها، كنت فخوراً جداً في كل مرة تتم المناداة علي لحمل القميص المغربي، حاولت جاهداً طيلة تواجد إسمي في لوائح المنتخب تقديم الأفضل، وأعتبر أن مسابقة كأس الأمم خاصة جداً.
هل لديك ذكريات خاصة أو مباريات ستبقى راسخة في ذهنك، خلال مشاركتك بإحدى نسخ "الكان"؟
بالنسبة لي الأمور التي لن أنساها هي تلك المشاعر التي نحس بها كلاعبين في كل مرة تتم المناداة علينا للدفاع عن بلدنا، وأيضاً ترديد النشيط الوطني وسط ذلك الحضور الجماهيري الضخم، كل هاته الأمور استثنائية بالنسبة لي.
بعد كل مباراة، أو خلال تواجدنا بمقر إقامة البعثة المغربية، وحتى أوقات خروجنا إلى الشارع، نجد المغاربة وراءنا بكلماتهم و بدعمهم الخاص.. المنتخب يمثل الشيء الكثير للشعب، فكرة القدم تبقى اللعبة الأكثر شعبية بالمغرب.
أعتقد بأن الجماهير كانت لها دائما كلمات جميلة وخاصة لنا كلاعبين، هاته التفاصيل التي عشتها لأزيد من 10 سنوات وسط الجماهير وحبهم، هي الأفضل بالنسبة لي، ولن تنمحي من الذاكرة.
- كنت من بين الأسماء التي تركت ورائها أثرا طيباً بالمنتخب المغربي، كيف هي علاقتك حالياً مع الأسماء التي جاورت طيلة فترة حملك للقميص الوطني؟
بالطبع لازالت في تواصل مع جل الأسماء الكروية التي لعبت معها يوماً ما بالمنتخب المغربي، وبعد التطور التكنولوجي بالسنوات الأخيرة قررنا إنشاء مجموعة على "الواتساب" لكي لا ينقطع التواصل بيننا، دائماً نتحدث مع بعضنا، يمكن القول بأننا نتناقش ونسأل عن بعضنا البعض، بشكل يومي.
أرى بأن هذا الرابط القوي بيننا كلاعبين، هو دليل قوة المنتخب في تلك الفترات، وفي كل مرة نكون سعداء جداً بعقد لقاءات، فآ
2019، المغرب يعود للمشاركة مجددا بكأس أمم إفريقيا، كيف ترى حظوظهم في المسابقة التي ستعرف مشاركة 24 منتخباً بدلا من 16؟
اليوم المنتخب الوطني المغربي، يعد ضمن أفضل النخب في القارة السمراء، والجميع ينتظر ظهوره بالمسابقة القارية، خصوصاً بعد المستوى الذي قدمته المجموعة بنهائيات كأس العالم في روسيا.
بالنسبة لي، ونظراً للتألق المغربي في المسابقات الأخيرة، فالمهمة ستكون معقدة بالنسبة لهم، لشيء واحد، هو أن الجميع سيستعد بشكل خاص لمواجهتهم، و بـ "كان مصر"، الجميع سيضرب ألف حساب لبنعطية ورفاقه قبل كل مباراة.
بدنياً، أرى بأنها ستكون معركة في كل مباراة لهم، وشخصيا أن مطمئن جداً عليهم، بداية لأن لدينا أسماء كبيرة وواعدة وخصوصا مقاتلة، وثانيا الاندماج الكبير الذي يسود بينهم، وإن لعبوا بالطريقة ذاتها التي ظهروا بها خلال الفترات الأخيرة بالقلب وبالصرامة والتركيز ذاته، سنمضي بمشوار الكأس القارية، نحو الأدوار المتقدمة.
القرعة وضعت المغرب في مواجهة ناميبيا، ساحل العاج، ثم جنوب إفريقيا، كيف ترى هذه المجموعة؟
هي مجموعة الموت بالتأكيد، ونحن اعتدنا على ذلك في المسابقات القارية، فقد سبق لنا مواجهة منتخبين على الأقل خلال السنوات الأخيرة.
بالنسبة لي المنتخبات "الأنغلوفونية" في القارة السمراء خصوم عنيدة، وأرى بأن كلا من ناميبيا، وأيضا جنوب إفريقيا، منتخبان يحبان المعارك بالمستطيل الأخضر، الصراعات البدنية ستكون حاضرة، في الدور التمهيدي، وبالنسبة لهم ستكون مباراة كالنهائي فهم يواجهون المغرب.
أما عن الكوت ديفوار، فسيدخلون بفكرة "الثأر"، لقد كان المغرب سبباً في إبعادهم من المشاركة بنهائيات كأس العالم الأخيرة، عندما فزنا عليهم بأرضهم وأمام جماهيرهم، لكنها تبقى مباريات الأسود قادرون على حسمها، بالتركيز والقتالية، وعدم الخوف من الخصم مهما كان.
هل تفكر في خوض نفس مسار شقيقك الأكبر مصطفى حجي، وما هي مخططاتك المستقبلية بعد أن أعلنت اعتزالك رسمياً لعب كرة القدم؟
بالتأكيد، مصطفى كان دائماً مثالاً بالنسبة لي حتى في بداياتي الكروية، وكلاعب كنت دائماً أحاول أن أقدم ولو قليلاً من الأشياء التي بصم عليها بالملاعب الكروية، سواء مع الأندية التي لعب لها أو المنتخب الوطني المغربي.
اليوم، هو جزء من الطاقم التقني للمنتخب، وهي تجربة لها خصوصيتها في بداية مشواره بعالم التدريب، لقد كان حضوره مع الأسود دائما فأل خير (يضحك).
الآن أريد أيضاً أن أدخل لعالم التدريب، لن أحرق المراحل، فحالياً علي أن أدرس وأتعرف جيداً على مفاتيح المهنة وأسرارها، قبل أن أخوض أي تجربة، هنا في فرنسا.
وحالياً أفكر جدياً في أن أرد ولو القليل من المعروف للمغرب والمغاربة على كل ذلك الحب والمعروف، وهنالك مشاريع مستقبلية ببلدي الأم، لأتهيأ لدخول هذا العالم.