انتقد نواب من الأغلبية والمعارضة السياسة الحكومية في مجال الفلاحة، خاصة في ظل تراجع القطيع الوطني، ودعوا إلى العناية بالفلاحين الصغار وإعفائهم من القروض المتراكمة، وذلك خلال اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، الذي خصص لدراسة طلبات الفرق والمجموعة النيابية اليوم الأربعاء.
وفي هذا السياق، دعا منصف الطوب، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، إلى الإعفاء الكلي لديون الفلاحين الصغار الذين يواجهون صعوبات في السداد، على أن تتحمل الحكومة هذه الديون.
وأضاف أن عددا من الفلاحين لا يستطيعون الأداء، رغم الإعفاء الجزئي الذي أقرته الحكومة.
كما طالب الطوب بنهج النجاعة والوقوف على البرامج الموجهة للفلاح، لافتا إلى أن جل هذه البرامج لم تحظ بالمواكبة البعدية.
وأثار البرلماني الاستقلالي الانتباه إلى ملف دعم الأعلاف، الذي قال إنه عرف إشكالات كبيرة في السنوات السابقة، بسبب هيمنة بعض كبار الفلاحين على الدعم، بينما يظل الفلاح الصغير عرضة للإقصاء، حسب تعبيره.
وأشار إلى صعوبات ولوج الفلاح الصغير إلى القروض البنكية، بالنظر إلى الشروط والضمانات المطلوبة، داعيا إلى إيجاد آلية تمويل مرنة تستحضر محدودية الإمكانيات لدى هذه الفئة التي تعد المزود الرئيسي للسوق الوطني.
وفي الاتجاه ذاته، وجه خالد الشناق، عن الفريق الاستقلالي، انتقادات لاذعة إلى الاستراتيجيات الفلاحية، وفي مقدمتها مخطط المغرب الأخضر، معتبرا أنها فشلت في حماية القطيع، وقال إنها تعاني اختلالات في التنزيل، ويتم التعامل معها كما لو أنها "قرآن منزل" منزه عن الأخطاء.
وأكد الشناق أن استمرار الوضع على ما هو عليه لن يؤدي سوى إلى مزيد من الأعباء على الفلاحين، الذين يدفعون الثمن لوحدهم، داعيا إلى قول الحقيقة بخصوص حصيلة البرامج الحالية.
من جانبه، أشار محمد شرورو، عضو فريق الأصالة والمعاصرة، إلى الإكراهات التي تواجه الفلاحين، خاصة انعكاسات التغيرات المناخية من برد ورعد، وطالب بإيلاء عناية خاصة للفلاح والكساب الصغير، مع ضرورة استحضار البعد الجغرافي في الاستهداف.
أما أحمد العبادي، عن فريق التقدم والاشتراكية، فوجه انتقادات للتأخر في صرف الدعم لفائدة عدد من الكسابة، قائلا إن عددا من الفلاحين الصغار يشتكون من تأخر الدعم وتراكم الديون، في ظل أوضاع معيشية صعبة.
وسجل العبادي أن المكان الطبيعي لمناقشة ملف ما يعرف بـ"الفراقشية" هو المؤسسة التشريعية، مبديا أسفه لكون الموضوع يناقش خارج البرلمان، مشيرا إلى أن قيادة حزب الاستقلال والمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة سبق لهما أن تطرقا إليه.