في ليلة تكريم مهرجان مراكش.. "الطفل" فرحاتي يبكي لأنه حاضر في الذاكرة

عبد الرحيم سموكني

كسر التصفيق الغزير الذي أمطر قاعة المؤتمرات رباطة جأش المخرج المغربي جيلالي فرحاتي، ودفع وقوف الحضور الطويل احتراما لتكريم صاحب "شاطئ الأطفال الضائعين" إلى انسياب دموع فرحاتي لوقت طويل.

واحتفى مهرجان الفيلم الدولي بمراكش مساء اليوم الأربعاء بالمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي، عندما سلمه الناقد المغربي حمادي كوم النجمة الذهبية، أمام أسماء عالمية في السينما، كجيمس غراي ولورنس فيشبورن وليلى علوي، إضافة إلى أسماء كثيرة من الممثلين المغاربة الذين حجوا إلى ليلة تكريم أحد أبرز المخرجين السينمائيين.

مجرد صعوده إلى الخشبة، تفاجأ الجيلالي فرحاتي بحرارة الاحتفاء وقوة التصفيقات، ما دفعه إلى حجب عينيه براحة يديه مغالبة للدموع، غير أن رغبته في التكتم لدرء البكاء باءت بالفشل أمام استمرار التصفيق.

 

وقال فرحاتي، الذي يجر وراءه مسيرة سينمائية لثلاثة عقود، إن ما أعيشه هذه اللحظة ذكرني بعملين أدبيين قريبين إلى قلبي وهما روايتان للكاتبان الأمريكي أرنست همينغواي :"لمن تدق طبول الحرب" و"الشجاع"، وهما أكثر عملين أدبيين تقشعر لهما الأبدان بسبب ما تقدمانه من حمولة كبيرة من الأحاسيس، وبالتالي لإنني اليوم أعيش الشعور ذاته".

وولد فرحاتي العام 1942 بإحدى القرى القريبة من مدينة الخميسات لكنه نشأ وترعرع في مدينة طنجة، كما أنه يوصف بأب السينما المغربية المعاصرة، وشكل تكريمه في الدورة السابعة إحدى أقوى اللحظات في الدورة 17 من مهرجان مراكش السينمائي، بعد تكريم النجم الأمريكي روبير دي نيرو وأنيس فاردا وروبين ورايت.

وقال فرحاتي إنه لا يمكن إلا أن يكون سعيدا خلال تكريمه اليوم، وأن يكون اسمي إلى جانب العظيم دي نيرو وفاردا، فشكرا لكم، لأنك تؤكدون اليوم على أننا موجودون في ذاكرتكم.

وأضاف فرحاتي في كلمة "سينمائية" بامتياز، وتخللتها شاعرية تصويرية، عبرت عن انشراح وارتياح من الاعتراف بمسيرته من طرف مهرجان دولي من حجم مهرجان مراكش، وقال فرحاتي "في هذه الليلة، لقد أخذتم ذاك الطفل الذي بداخلي في نزهة بين كراسيكم".

وعرض مباشرة بعد حفل تكريم المخرج المغربي فيلمه الأخير"التمرد الأخير".