قتل وحرق جثة شرطي.. مدير "البسيج" يكشف تفاصيل التحقيق في الجريمة الإرهابية

أحمد مدياني

كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الجمعة، بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، عن تفاصيل "جريمة القتل العمد التي تمت في إطار مشروع إرهابي، وراح ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه.

ووصف مدير "البسيج" حبوب الشرقاوي، في مستهل كلمته خلال الندوة الصحفية، الجريمة بأنها "اعتداء إرهابي غاشم".

وأورد أن الوصول إلى الجناة جاء نتيجة "تتويج لعمل مشترك بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمصلحة الولائية لمدينة الدار البيضاء، والفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح الشرطة العلمية".

ولفت إلى أن "الدرك الملكي قام بالمعاينة ومسح مكان اقتراف الجريمة، وإحراق السيارة عمدا، ومد مصالح المديرية العامة للأمن الوطني بكافة الأدلة وعناصر ارتكاب الجريمة".

 ونوه بـ"تعاون المواطنين والتبليغ عن كل طارئ بخصوص القضية".

فرضيات دوافع الجريمة

وشدّد المدير المركزي للأبحاث القضائية على أنه "لم يكن من الممكن استبعاد أي فرضية عند اكتشاف جثة الهالك، وفريق المحققين تعامل مع جميع الفرضيات بما فيها الإرهاب".

وذكر أن المحققين اعتبروا في بداية البحث أن "تجريد الضحية من سلاحه الوظيفي والأصفاد والتمثيل بجثته، عمل منظم، اقترفه أكثر من شخص".

ونبه إلى أن "فريق البحث عكف على الاستماع لعشرات الشهود بمحيط مكان الجريمة، إضافة إلى العمل العلمي والتقني بمكان ومحيط الجريمة، مع فحص البصمات واستخراج جميع العينات من سيارته المحروقة، وتفريغ عدد من المحتويات التقنية والرقمية، وتتبع مسار الضحية قبل ترصده وقتله".

وذكر أنه "تم تنفيذ الجريمة بسيارة مكتراة".

وبخصوص أعضاء الخلية، كشف المتحدث ذاته، أن "المشتبه به الأول تم توقيفه في الدار البيضاء والثاني في منطقة سيدي حرازم نواحي فاس، والثالث في الدار البيضاء".

والمشتبه بهم الثلاثة هم: "(م.خ) عمره 50، (ر.ح) عمره 37، (أ.و) عمره 31، وهذا الأخير هو المخطط الرئيسي للعملية الإرهابية".

وأضاف المدير المركزي أن "مستواهم الدراسي متدني، ويتقاسمون احتراف نجارة الألمنيوم".

 وكشف بوبكر سابيك الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، أن مصالح الشرطة القضائية في الدار البيضاء لوحدها، جندت 190 محققا للكشف عن مرتكبي الجريمة.

وأوضح أن الخلية كانت تجهز لعمليات إرهابية أكبر وأوسع.

وشدد المتحدث ذاته على أن "الدافع الإرهابي وراء الجريمة كان حاضرا بكل عناصره".

التطرف السريع

وبخصوص فترة تشبع عناصر الخلية بالفكر الإرهابي، أوضح المدير المركزي للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن "المشتبه فيهم كانوا يخططون للالتحاق بمعسكرات (داعش) بمنطقة الساحل، وسبب التراجع عن ذلك هو نقص التمويل، وتم تحويل الخطة نحو استهداف رجال الأمن، وبعدها السطو على وكالات بنكية، ومكاتب الصرف، وتحويل الأموال".

وأبرز أن المشتبه بهم "تشبعوا بالفكر المتطرف منذ شهر ونصف تقريبا، ما يؤكد فرضية التطرف السريع، التي تتعزز بمستواهم الدراسي المتدني، أما المتطرف الرئيسي له سوابق قضائية، آخرها سنة 2013، إذ اعتقل بتهمة العنف واستهلاك المخدرات وحيازة السلاح الأبيض".

خطر العمليات الإرهابية الفردية

وأورد مدير "البسيج" حبوب الشرقاوي أن "أساليب وتكتيكات العمل الإرهابي الفردي، تم تنفيذها هنا للحصول على السلاح الوظيفي للشرطي الفقيد، والسطو على وكالة بنكية، هذه الأخيرة تم تحديد مكانها بدقة، وخططوا لكل تفاصيل العملية".

وأشار إلى أن "السلاح الوظيفي الذي تم الاستيلاء عليه، ومعه خمس رصاصات، لم تستخدمه الخلية، حسب الخبرة التي أجريت عليه".

وشدّد على أن "تفكيك الخلية جاء متزامنا مع مشروع إرهابي وشيك تم إحباطه من طرف عناصر المديرية العامة للأمن الوطني بمدينة آسفي بتعاون وثيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني".