مؤشر "القوة الناعمة" العالمي.. رتب متأخرة للمغرب في القيم والتربية والتعليم

بشرى الردادي

صنّفت شركة الاستشارات البريطانية "Brand Finance"، المتخصصة في تقييم العلامات التجارية، المغرب، في الرتبة الأولى بمنطقة المغرب العربي، والسابع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مؤشر القوة الناعمة العالمي 2022، الذي يروج لسمعة الدول.

وحسب التقرير السنوي عن مؤشر "Global Soft Power Index" لعام 2022، فإن المغرب، وبرصيد 34.9 من 100، احتل المرتبة 46 عالميا من بين 120 دولة (ضمنها 15 دولة جديدة تم الترحيب بها هذا العام في الترتيب)، بعد أن كان يحتل المرتبة 48، عام 2021.

واحتلّ المغرب المرتبة السابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين 15 دولة مدرجة، بعد كل من الإمارات العربية المتحدة (المرتبة 15)، وإسرائيل (المرتبة 23)، والمملكة العربية السعودية (المرتبة 24)، ومصر (المرتبة 31)، والكويت (المرتبة 36).

فيما تلت المغرب مغاربيا، كل من الجزائر (المرتبة 75)، وتونس (المرتبة 76)، بينما لم يشمل الترتيب ليبيا، وموريتانيا.

وتصدرت الولايات المتحدة تصنيف القوة الناعمة العالمية (70.7 درجة)، تلتها بريطانيا (درجة 64.9)، وألمانيا (64.6 درجة)، ثم الصين (64.2 درجة)، فاليابان (63.5 درجة).

وتم تصنيف البلدان على أساس "مقاييس القوة الناعمة الـ12"، المتمثلة في السمعة التي احتل فيها المغرب الرتبة 62، بـ5.5 درجة، والمعرفة (المرتبة 48)، بـ5.2 درجة، والأداء في التعامل مع جائحة "كوفيد-19" (المرتبة 50)، بـ3.9 درجة، والتأثير (المرتبة 42)، بـ3.4 درجة، والتجارة والأعمال (المرتبة 55)، بـ3.0 درجة، والموروث الثقافي (المرتبة 52)، بـ2.8 درجة، والقيم والشعوب (المرتبة 71)، بـ2.6 درجة، والعلاقات الدولية (المرتبة 62)، بـ2.5 درجة، ووسائل الإعلام والتواصل (المرتبة 71)، بـ2.3 درجة، والحوكمة (المرتبة 55)، بـ2.3 درجة، والتربية والعلوم (المرتبة 97)، بـ1.9 درجة، بينما لم يحقق أي درجة فيما يخص مقياس الميداليات التي تم إحرازها رياضيا، وهي التنقيطات التي تعتبر ضعيفة للغاية، وتجعل المغرب في مصاف الدول المتأخرة عالميا بخصوص هذا المؤشر.

وتعدّ "القوة الناعمة"، المفهوم الذي صاغه عالم السياسة الأمريكي، جوزيف ناي، لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، قوّة النموذج، وجاذبية الثقافة، وسمو القيم والمبادئ، والمصداقية في الالتزام بكل هذا؛ بمعنى أن تمتلك الخصائص التي تجعل الآخرين يتطلعون للدولة، باعتبارها نموذجا يحتذى به، ومصدرا للإلهام.

وفي الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره، من خلال قنوات أقل شفافية نسبيا، والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية.

وحسب ما جاء في حفل ختام القمة العالمية للقوة الناعمة لسنة 2022: "مع الغزو الروسي لأوكرانيا، عادت القوة الناعمة إلى الواجهة بقوة، لتظهر أن استعمال القوة الصلبة "السلاح والعقوبات الاقتصادية"، تظل نتائجه محدودة وخسائره كبيرة، بالمقارنة مع توظيف القوة الناعمة في وقت الحرب والسلم".