مختصون مغاربة يردُون على "الخبير الدولي" بعدما شكك في وسم "أخنوش ديكاج"

محمد فرنان
علّق رواد موقع التواصل الإجتماعي "الفايسبوك" على تحليل مارك أوين جونز، الأستاذ المساعد في دراسات الشرق الأوسط والعلوم الإنسانية الرقمية، بجامعة حمد بن خليفة، حول وسم "#Dégage_Akhannouch" الذي تصدر "الترند" المغربي.

وقال مارك أوين جونز، في تدوينات له على منصة التويتر"، إن "الكثير من الحسابات المزيفة تعمل على هذا الهاشتاغ".

وأوضح أنه أجرى تحليلا لـ 19000 تغريدة بين 14 و16 يوليوز الجاري، بعدها فحص ما يقرب من 10.000 حساب، يكشف أنه ما بين عامي 2008 و16 يوليو 2022 ، تم إنشاء 522 حسابًا في يوم واحد (15 يوليوز)، و796 خلال الشهر ذاته، مبرزا أن متوسط ​​إنشاء الحساب شهريًا هو 59 فقط.

وأورد أن "الأشخاص ينضمون إلى التويتر في لحظات الأزمات، لكن هذا الرقم غير عادي، وأن الفحص الدقيق لتلك الحسابات البالغ عددها 522 يشير إلى وجود أوجه تشابه من الناحية السلوكية، مما يعني وجود تنسيق أو حملة التأثير".

وأبرز أن "98٪ من هذه الحسابات ترسل تغريدات فقط، بعبارة أخرى، بدلا عن استخدام الوظائف الكاملة لتويتر (مثل إعادة المشاركة، والرد، والإشارة..) ، فإنهم يرسلون تغريدات فريدة، وأن الحسابات المشبوهة كانت نشطة طوال فترة الحملة".

وخلُص إلى أن "هاشتاغ أخنوش تم التلاعب به، ولكن من قبل من ولأي غرض غير واضح، ربما يكون خصومه، أو أعداؤه، أو أولئك الذين يحاولون التركيز عليه".

 

تحليل مارك ميكانيكي لا يراعي السياق المغربي

في هذا الصدد، قالت ياسمين لعبي، صحفية ومدققة حقائق مغربية، إنه "في سياق حملة المطالبة برحيل رئيس الحكومة المغربي وتخفيض أسعار الوقود التي صارت تضج بها وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب، نشر البارحة الأستاذ مارك أوين جونز عبر حسابه على تويتر نتائج تحليل أخضع له الهاشتاغات الثلاث، وتوصل مارك إلى أن حوالي 500 من هذه الحسابات التي تشارك في نشر الهاشتاغات هي حسابات جديدة أنشئت في يوليوز وتقوم فقط بنشر التغريدات دون تفعيل الخاصيات الأخرى وهذا ما يحيل إلى أنها حسابات وهمية وهو ما أوصله إلى خلاصة أن الحملة موجهة manipulated".

وأضافت في تدوينة لها: "وأنا أقرأ هذا التحليل وجدتني لا أستطيع الاتفاق معه، وذلك لأنه أغفل عوامل سياقية عديدة واستهان بوقعها بالرغم من اعترافه بوجودها، بداية، في المغرب يستخدم الناس تطبيق الفايسبوك أكثر من تويتر وهذا أمر معروف ومثبت، وكملاحظة جانبية حسابات تويتر المغربية تذهب أكثر في منحى التصفيق لسياسات المغرب وقراراته وليس الانتقاد، إذ نادرا ما ستجد مغربيا يحتج ضد سياسات المغرب على تويتر لكن ستجد الأمر بشكل واسع على فايسبوك".

وأوضحت أنه "بعدما قدمنا لمحة صغيرة عن سلوك المغربي على مواقع التواصل الاجتماعي دعونا نخوض أكثر في سياق الهاشتاغات، هذه الأخيرة بدأت على فايسبوك (ساحة الاحتجاج الأولى) وأخذت تنتشر بشكل كبير على الصفحات وفي المجموعات ومن هنا جاءت دعوات كثيرة من الفايسبوكيين إلى إنشاء حسابات في تويتر لإيصال أصواتهم وجعل الهاشتاغات ترندا عالميا يُرى من قبل العالم (وهي الخاصية التي يفتقدها فايسبوك)، وبالفعل قام العديد من الأفراد بإنشاء حسابات على تويتر فقط من أجل تفعيل الهاشتاغات، وبالتالي كيف لشخص جديد على موقع ما أن يجيد استخدام كل خصائصه أو عليه أن يفعل ذلك فقط كي لا يبدو لحضراتنا أنه حساب وهمي؟".

وأبرزت أن مارك يُقر بكون "الأزمات قد تعرف التحاق أشخاص جدد لتويتر لكن ما أكد شكوكه هو أن هذه الحسابات تنشر نفس الهاشتاغات بنفس الطريقة ! تعليقي على هذه الملاحظة أن هناك خاصية الـ copy paste -ببساطة- التي تسمح لك بنشر الهاشتاغات بنفس الصيغة والمغاربة الغاضبين أصبحوا أكثر حذرا في مسألة استعمال هاشتاغات الحملة بعد ظهور هاشتاغات أخرى ك #degage_akhanouch أو #degage_Akhennouch .. وغيرها من الهاشتاغات المحورة التي قد تشتت الحملة بحسبهم".

ولفتت أنه "بدوري لا أنكر وجود تنسيق يتم على مستوى الصفحات والمجموعات ولكن الاعتماد على عدد من الحسابات الحديثة التي ترجح المعطيات أنها لأشخاص وافدين من الفايسبوك للقول أن الحملة موجهة من قبل أشخاص مجهولين هو حكم متسرع، ربما شجع عليه التعامل الميكانيكي للمغاربة مع الهاشتاغات (التغريد من أجل الوصول إلى الترند)، ومكننا من الحصول على تحليل أيضا ميكانيكي لا يراعي السياق المغربي وسلوك المغربي على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيعجب فقط رئيس حكومتنا ومسانديه الذين بدؤوا بنشر تحليل السيد مارك وتذييله بهاشتاغ #عاقوا_بكم".

الحكم على وسم من خلال 5 % من مجموع الحسابات؟؟

ونبّه يوسف لبيتي في تدوينة له، لنفترض أن هاذيك 522 هي حقا حسابات مزيفة (واخا هادشي ماشي صحيح)، فكيف لخبير أكاديمي بعقلو أن يستنتج أن الحملة مدبرة وتقودها حسابات مزيفة وهو يرى أن تلك (522 حساب الجديدة) لا تمثل إلا أقل من 5 % من مجموع الحسابات (10796) المشاركة في الهاشتاغ حسب دراسته".

 

 

وشدد على أنه "حتى تلك 522 التي تم إنشاؤها في يوم واحد فهي ليست مزيفة، بل هو أمر منطقي لأنه عند بداية الحملة على الفايسبوك بدأت ترفع مطالب بنقل الحملة إلى التويتر أيضا، وكان من الطبيعي أن يلتحق المئات لإنشاء حسابات جديدة بالتويتر ومشاركة الهاشتاغات الثلاث لأن المغاربة متواجدون بالفايسبوك وتواجدهم ضعيف على التويتر، ولا يلجؤون إلى التويتر إلا عند الضرورة".

هل أخذ مارك الوقت الكافي لتحليل الخوارزميات؟

وأورد عماد الشقيري، أن "مسؤولو التواصل يعمدون في الأزمات إلى اعتماد تقنيات مضللة، مثلا ينشر العديد من أتباع رئيس الحكومة تقريرا لشخص اسمه مارك أوين جونز، يخلص فيه إلى أن هشتاك #Dégage_Akhannouch هو عملية مزيفة وغير "حقيقي" وتقف خلفه حسابات وهمية".

وأفاد أن "مارك أوين جونز، اقرؤوها بصوت مرتفع، لا بد أنكم لاحظتم وقع الاسم، يترك انطباعا لدى المتلقي بأنه شخص مهم وفيه "ضخامة"، وبالتالي ما يقوله مهم ويجب تصديقه لأنه مارك أوين جونز. وهذه تقنية تضليل فعالة في مجتمع فاقد للثقة في نفسه وينظر إلى الآخر كمتفوق حتى لو كان شخصا عاديا جدا".

وتساءل: "هل أخذ مارك الوقت الكافي لتحليل الخوارزميات، والمعطيات وأخذ العينات لإصدار حكم مماثل يخص بلدا بعيدا عنه ومن مكنه من هذه المعطيات؟".

وأوضح أن "مارك أوين جونز يعمل بجامعة حمد بنخليفة في قطر! والسؤال كيف أصبح أتباع رئيس الحكومة وحزب التجمع الوطني للأحرار يعتمدون تقارير أشخاص يشتغلون لصالح قطر؟ ألم يعتبروا دائما قطر أصل الشرور وحاضنة الإخوان المسلمين ومن بينهم حزب العدالة والتنمية المغربي؟ هذا أمر فيه تناقض".