مصدر حكومي رفيع: الأزمة بين "البيجيدي" و"الأحرار" قد تتجاوز رئيس الحكومة

سعد الدين العثماني، عزيز أخنوش، إدريس لشكر / تصوير رشيد تنيوني
الشرقي الحرش

يبدو أن الأزمة بين حزب التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية الحليفين في الحكومة مرشحة لمزيد من التصعيد.

 فبعد بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أمس الأربعاء، الذي اعتبر اتهامات رشيد الطالبي العلمي لحزب "المصباح" بقيادة مشروع تخريبي، خطأ جسيما، وغير مسؤول، ورد فعل عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي انبرى للدفاع عنه، واعتبر تصرف الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية غير مقبول، سيكون على سعد الدين العثماني الذي عاد من نيويورك إيجاد حل للأزمة التي اندلعت في غيابه.

مصدر حكومي، قريب من العثماني، اعتبر، في حديث مع موقع "تيل كيل عربي"، أن تصريح أخنوش زاد من تعقيد الأزمة التي قد تكون لها تداعيات خطيرة على التماسك الحكومي، وقد تتجاوز رئيس الحكومة نفسه.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "قيادة العدالة والتنمية كانت تنتظر أن يقوم أخنوش بالتبرء من تصريحات العلمي، ويعتبرها معزولة، لكن حينما خرج للدفاع عنه، أصبحنا في مواجهة حزب وليس شخص،  مما سيعقد الازمة بشكل كبير".

وأضاف "إذا كان أخنوش اعتبر أن ما قام به العلمي يدخل في حرية التعبير، فإننا نقول له إن السب أبعد ما يكون عن حرية التعبير"، مضيفا أنه "من حق قيادة التجمع ومن حق شبابه أن ينتقدوا حزب العدالة والتنمية، لكن دون سب، ودون أن يصدر ذلك من قبل وزير، فهذا يهدد لا محالة التماسك الحكومي".

وكان عزيز اخنوش قد عمم أمس تصريحا على الصحافة، ردا على بلاغ الأمانة العامة ضد رشيد الطالبي العلمي، جاء فيه "لقد اندهشنا من هذا التهافت في ردود الأفعال المتضخمة وغير المفهومة التي استهدفت عضوا للمكتب السياسي في حزبنا، والذي كان يتحدث للشبيبة بمناسبة مداخلته في الجامعة الصيفية لشبيبة الحزب، ويقوم بدوره التأطيري ويمارس حقه في التعبير فيما يتعلق بالخيارات الاقتصادية التي يمكن لبلدنا أن يسير على منوالها أو يتفاداها".

وأضاف "إننا نعتبر أن تصرف الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي يرأس الأغلبية الحكومية، غير مقبول، إذ ذهب إلى حد إصدار بلاغ صحفي لمهاجمة أحد أعضاء المكتب السياسي في حزب التجمع الوطني للأحرار علنا".

وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أصدرت بلاغا أمس الأربعاء شديد اللهجة ضد الطالبي العلمي.