اختارت الدورة الثانية لمهرجان "طريق بيوغلو الثقافي" الذي تحتضنه مدينة إسطنبول ما بين 28 ماي و12 يونيو الجاري، المغرب لتمثيل بلدان شمال إفريقيا ضمن فقرة مخصصة للثقافات الأجنبية.
وتميزت المشاركة المغربية، التي نظمتها "مؤسسة المغرب الخاصة بالجالية المغربية بتركيا" ،الأربعاء الماضي، بتقديم عرض لحفل زفاف مغربي تقليدي أضفت عليه العروض الموسيقية أجواء حماسية، ووصلة فنية من التراث الصحراوي، وعرض أزياء للقفطان المغربي، وذلك لتسليط الضوء على التنوع الحضاري والثقافي العريق للمملكة.
وتوخت هذه الفعالية، التي حضرها القنصل العام للمملكة في إسطنبول المهدي الرامي، والمسؤول عن رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربي والمنح امري أوروتش، ممثلين عن جمعيات مغاربية وتركية، أفراد من الجالية المغربية، وعدد من الطلبة الأجانب، تقريب الجمهور التركي وأفراد من الجاليات المقيمة بإسطنبول من مختلف التعبيرات الثقافية التي تشكل روافد أساسية في المشهد الثقافي المغاربي.
وفي كلمة بالمناسبة، قال الرامي إن الثقافة لطالما شكلت همزة وصل بين البلدان، تساهم في مد جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب، مبرزا أن المغرب وتركيا تجمعهما روابط ثقافية ودبلوماسية متينة تعكس عراقة حضارتهما التي تمتد لقرون.
كما أكد أهمية الانفتاح على مثل هذه التظاهرات الثقافية بهدف إبراز غنى الموروث الحضاري والثقافي للمغرب، داعيا أفراد الجالية إلى المشاركة في مثل هذه المهرجانات بهدف تمثيل المملكة والتعريف برصيدها الثقافي العريق ومؤهلاتها السياحية المتنوعة.
من جانبه، قال رئيس "مؤسسة المغرب" بتركيا أيوب سالم إن اختيار المملكة المغربية لتمثيل بلدان شمال إفريقيا في مهرجان "طريق بيوغلو الثقافي" يعكس المكانة التي يحظى بها المغرب في تركيا، وأيضا متانة العلاقات التي تربط البلدين، مبرزا أن المغرب يعد البلد العربي الوحيد المشارك في هذه التظاهرة.
وسجل سالم رئيس الجالية المغربية بتركيا، دور الجالية في مثل هذه التظاهرات وتأتي هذه المشاركة المغربية في هذه التظاهرة الثقافية والسياحية، التي سهر على تنظيمها أعضاء المؤسسة من فئة الشباب، والتي تميزت بحضور مغاربي وازن، توخت إبراز جانب من الموروث الثقافي المغربي والمؤهلات السياحية التي تزخر بها المملكة، كوجهة سياحية متوسطية، عربية، وإفريقية بامتياز. وكذلك هو ثتمين للدور المؤسسة في خلق جسر تواصل وتعاون مع المؤسسات الحكومية الرسمية والشبه الحكومية لتعزيز الإندماج وتعاون المشترك.
ويتضمن برنامج المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة والسياحة التركية في عدد من المناطق السياحية بإسطنبول، بمناسبة افتتاح مركز "أتاتورك الثقافي" و"غلطة بورت"، باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية، بما في ذلك عروض موسيقية ومعارض فنية، وأنشطة موجهة للأطفال.
ويمتد هذا "الطريق الثقافي"، الذي تقام فعالياته في منطقة بيوغلو الثقافية والسياحية، على طول 4,1 كيلومتر من مركز "أتاتورك الثقافي" إلى "غلطة بورت"، مرورا بعدد من الأحياء والمواقع التاريخية والعصرية بهذه المنطقة، كبرج غلطة وشارع الاستقلال.
ويتوخى المهرجان نقل الحياة الثقافية والفنية في اسطنبول إلى العالمية عبر استقطاب أكبر عدد من السياح، من خلال حفلات غنائية وعروض راقصة في الهواء الطلق، ومعرض للصور الفوتوغرافية للفنان التركي الراحل آرا جولر بعنوان "ذاكرة الشاطئ"، والذي يضم 28 صورة ملونة، تم انتقاؤها لأول مرة من أرشيف الفنان.
وسيكون بإمكان زوار المهرجان اكتشاف معرض الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا للفنانة فريا كورال، من رواد فن الخزف المعاصر في تركيا.
كما يقترح المهرجان فقرة تحت شعار "مطابخ موحدة"، لتذوق أطباق تقليدية من العديد من المطابخ الدولية، منها الأرمينية واليونانية واليهودية.