هل سيحضر "وزراء بوديموس" القمّة الثنائية مع المغرب؟.. ألباريس يردّ

ألباريس
بشرى الردادي

قلّل خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي الإسباني، من أهمّيّة حضور الوزراء المنتمين لائتلاف أحزاب اليسار "بوديموس"، في القمة الثنائية مع المغرب، المنتظر انعقادها، يومي 05 و06 فبراير القادم، امتثالا لما اتفق عليه الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، خلال اجتماعهما، في 7 أبريل 2022.

وحسب وسائل إعلام إسبانية، أوضح ألباريس في تصريحات صحفية بنيامي، عاصمة النيجر؛ حيث بدأ جولته الأولى في غرب إفريقيا، أن "أكثر من 10 وزراء إسبان سيرافقون سانشيز إلى الرباط"، نظرا لـ"كثافة العلاقات بين البلدين".

وفي ردّه على سؤال يخص إمكانية حضور يولاندا دياز، وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي الإسبانية، التي تنتمي لـ"باديموس"، قال وزير خارجية إسبانيا إن "وفود القمة والاجتماعات رفيعة المستوى لا تتألّف أبدا من جميع وزراء الحكومة"، لافتا إلى أن "هذا لم يكن هو الحال في مناسبات سابقة مع المغرب".

وذكّر ألباريس بأن "دياز حضرت قمما وغابت عن أخرى؛ حيث لن تحضر القمة الإسبانية الفرنسية، الأسبوع المقبل، في برشلونة، كمثال على ذلك"، موضحا أن حضور الوزراء "يعتمد على جدول الأعمال، ووجود قضايا تجب مناقشها مع النظراء المغاربة".

ولدى سؤاله عما إذا كان هذا يعني أنه ليس لدى دياز أيّ قضايا لتناقشها مع نظيرها المغربي، أقرّ بأنه "لا يعرف إن كانت هناك ملفات توجب حضورها القمة الثنائية أم لا".

يشار إلى أن صحيفة "El Confidencial Digital" كشفت، يوم 03 نونبر 2022، أن المغرب سمح بحضور يولاندا دياز للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، المقرر انعقاده بداية العام المقبل، بالرباط، مقابل استخدام حق النقض ضد زميلتيها في ائتلاف أحزاب اليسار "بوديموس"، إيرين مونتيرو، وزيرة المساواة، وألبرتو غارزون، وزيرة الاستهلاك.

وأوضحت الصحيفة أن يولاندا دياز، ورغم انتقاداتها الشديدة لحكومة سانشيز، بعد موقفها الجديد من نزاع الصحراء المغربية، إلا أنها تركت مساحة لتسوية المسألة، بقولها: "لدي محادثة معلّقة مع الرئيس".

وتابعت "El Confidencial Digital"، حسب مصادرها الحكومية، أن دياز نالت تقدير الرباط، نظرا لما بذلته من جهود لمنع انكسار التحالف الحكومي، وإسهامها في تخفيف حدة التوتر، بمرور الأيام، مضيفة أن المغرب مهتم أيضا، بتوقيع العديد من اتفاقيات العمل مع وزارة دياز.

بالمقابل، أفادت الصحيفة الإسبانية بأن الرباط اعترضت على مونتيرو وغارزون، بسبب الانتقادات الحادة التي وجهتاها لحكومة سانشيز، عقب دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، شهر مارس الماضي؛ حيث تم تحديدهما بأنهما أكثر الوزراء الإسبان ولاء لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، مضيفة أن سانشيز امتثل لأمر منعهما من مرافقة الوفد الإسباني، حتى لا يزعج الملك محمد السادس.

ولفتت "El Confidencial Digital" إلى أن غارزون التقت، بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط من الاجتماع بين الملك محمد السادس وبيدرو سانشيز، بمن يُدعى "الممثل السامي" للكيان الانفصالي، لنقل دعمها ورفضها لـ"المرحلة الجديدة" في علاقات بلادها مع المملكة المغربية.

وأبرزت الصحيفة الإسبانية أن الاستراتيجية التي اتبعتها حكومة سانشيز لمحاولة حل الأزمة، بشكل نهائي، ملخصة في عبارة: "لا تزعج الرباط".

وأوضحت أن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أوصى بتخفيف حدة دعم ممثلي "بوديموس" في الحكومة من موقفهم اتجاه الصحراء المغربية؛ حيث أصدر تعليماته لهم بتجنب الدعوة إلى استفتاء فيها، أو اقتراح استضافة قادة جبهة "البوليساريو" الوهمية، أو اتهام الرباط بـ"ابتزاز إسبانيا"، في الأشهر القليلة قبل انعقاد الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين، في تحذير واضح: "لا استفزاز آخر للمغرب".