"وحشية مفرطة".. إدانة حقوقية لاعتداءات الحرس الإسباني على المهاجرين ودعوة لفتح تحقيق

بشرى الردادي

أبدت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان غضبها من "الوحشية المفرطة" التي طبعت تدخلات الحرس المدني الإسباني، في التصدي للمهاجرين، الذين حاولوا التسلل إلى مليلية المحتلة، الأسبوع الماضي، وهي الاعتداءات نفسها التي استنكرتها منظمة العفو الدولية، "بشدّة"، حسب صحيفة "إل باييس" الإسبانية.

ووفق نفس المصدر، طالبت المنظمات غير الحكومية بفتح تحقيق في هذه الاعتداءات التي تعرض لها المهاجرون، أثناء قيامهم بأكبر عملية اقتحام حتى الآن؛ حيث نجح 870 منهم في التسلل إلى مليلية المحتلة، خلال يومين (02 و03 مارس الجاري)، مقابل 1092 خلال عام 2021 بكامله، حسب ما أعلنت عنه أرقام السلطات الإسبانية.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو التي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل واسع، الحرس المدني الإسباني وهم يضربون ويركلون بشكل عنيف، كل من ينزل من السياج؛ حيث وثّق للحظة التي كان يضع فيها أحدهم حذاءه على عنق مهاجر سُمع أنينه، طيلة مدة الفيديو. فيما ظهر آخر وهو ينتظر رمي مهاجر تحت رجليه، وكأنه كيس قمامة، لينهال عليه بهراوته؛ الشيء الذي جعل الاحتجاجات على ما حصل تصل إلى الأمم المتحدة.

وبهذا الخصوص، قال غونزاليس موراليس، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين، يوم الجمعة الماضي: "من الضروري توضيح ما حدث، وتبني العقوبات المقابلة".

من جهته، استفسر أمين المظالم في الدولة الإسبانية، أنجيل غابيلوندو، وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، حول تصرفات الحرس المدني الأسباني، بقوله: "هذه الصور تظهر، مما يمكن رؤيته، استخداما غير متناسب للقوة".

كما أشار إلى أن الإجراءات التي تتم على الحدود يجب أن تحترم الحق في السلامة الجسدية والمعنوية، دون أن يتعرض أي شخص لسوء المعاملة، أو المعاملة اللا إنسانية أو المهينة، مطالبا بوجوب تحديد هوية الحرس المدني الذي قاموا بالاعتداء على المهاجرين.

ووثّق فيديو قناة "RTVE" الذي انتشر هو الآخر، بشكل واسع عبر الشبكات الاجتماعية، لقطة نزول أحد المهاجرين على السياج؛ حيث بدا مترددا، وهو يشاهد الحرس المدني ينتظره بالهراوات، وتحذيرات أصحابه تزيد من توتره، قبل أن يُسمع صوت رصاصة، فيسقط أرضا، ليحيطوا به ويستقبلوه بالضرب المبرح والركل، محبطين كل محاولاته من أجل النهوض والركض هاربا، لدرجة أنهم ظلوا يركلونه رغم استسلامه!

ومن أجل تبرير ما حدث، قالت وزارة الداخلية الإسبانية إن تصرفات قوات الأمن جاءت كرد فعل على "العنف غير المعتاد" الذي يستخدمه المهاجرون، من أجل الوصول إلى المدينة المحتلة، مضيفا أنهم كانوا يحملون بدورهم هراوات، وخطافات، وأحذية بمسامير، لتسلق السياج الشبكي.

من جهتها، أشارت فرجينيا ألفاريز، رئيسة برنامج السياسات الداخلية والباحثة في الفرع الإسباني لمنظمة العفو الدولية، إلى أن "العالم الآن يشعر بالرعب من الصور التي تصل من الحرب في أوكرانيا، والاتحاد الأوروبي يرفع يده إلى رأسه، بسبب عدد اللاجئين الذين ستخلفهم هذه الحرب. في هذه الأثناء، على حدودنا، يعاقب المهاجرون بوحشية شديدة. تنتهك إسبانيا القانون الدولي على حدودها منذ سنوات، وقد شهدنا هذه المعاملة القاسية في مناسبات عديدة".