ينذر بـ"احتقان اجتماعي".. العطش يقهر مواطنين بالأحياء الهامشية بوجدة

محمد فرنان

في عز حرارة الصيف، لا زالت ساكنة وجدة تعاني من انقطاع الماء لفترات طويلة مما أزم الوضع، وخلق احتقانا اجتماعيا، وانضاف إلى الانقطاع الأصداء التي وصلت إلى "تيلكيل عربي" بوجود "تمييز" بين الأحياء الراقية والهامشية بشأن "انقطاع الماء".

وسبق وأعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة، يوم الأربعاء 05 يوليوز 2023، عن "اضطراب في التزويد بالماء في مدينة وجدة، نظرا للعطب الذي لحق قناة الجر التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ليلة الأربعاء 05 يوليوز ،2023، والتي تزود مدينة وجدة بالماء انطلاقا من سد مشرع حمادي".

وذكرت في بلاغ لها، أن "توزيع الماء سيعرف اضطرابا مهما في التزويد ابتداء من الساعة الثانية عشرة إلى صبيحة اليوم الموالي، وذلك ابتداء من يوم الأربعاء 05 يوليوز 2023 على أن يعود توزيع الماء الصالح للشرب تدريجيا الى حالته الطبيعية ابتداء من يوم الاثنين 10 يوليوز 2023".

ورغم الموعد المحدد في البلاغ لم يعد صبيب الماء إلى طبيعته إلى حدود كتابة هذه الأسطر، حسب ما أفادت به مصادر محلية من عاصمة الشرق.

في السياق ذاته، قالت فطيمة بن عزة، النائبة البرلمانية عن حزب الاستقلال، في جلسة برلمانية سابقة، "نحن في وجدة، وصلنا لمرحلة انعدام المياه وليس ندرتها، توجد أزمة حقيقية، وعلى الجميع التدخل".

وتساءل مدون ابن وجدة: "لماذا يتم قطع الماء عن جهة دون أخرى؟ لماذا لم يقطع الماء عن المقاهي والمسابح؟ هل حقا الأحياء الراقية لا يطالها القطع، بينما الأحياء الشعبية تعاني من الانقطاع المتكرر؟ إنه الصيف والحرارة مع الاختناق يا سادة".

وكتبت الفاعلة الجمعوية، بشرى بناني، جمعية سندباد الشرق للتنمية، "دورنا كجمعيات مجتمع مدني ندافعوا على مشاكل المواطن ماشي كل مرة حفلة وكرطونات تكريم، مثلا علاش مانمشيوش لمدير الوكالة الماء والكهرباء ويفهمنا علاش أحياء مقطوع الما وشي احياء فيهم الما وعندي دليل ناس كنعرفهم مامقطوعش الماء وعندهم حتى لبسينات ؟ مالهم ماشي في وجدة، خصنا نفهموا كساكنة ؛ او على الاقل الشهر الي ينقطع فيه الما ماتجيش فاتورات لخلاص ماشي شي يتبرع وشي يخلص عليه، هذشي ماشي منطقي ابدا ونريد توضيح من الوكالة او عدم استخلاص كما قلت الشهر الي يتقطع فيه الما".

واشتكى مواطن من المدينة عبر تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيها: "حنا ساكنين فحي السمارة فالجبل موصلناش الما اليوم ربعيام موصلش بالمرة داكشي الي كنا معمرينو فالبيدويات والسيتيرنات تسالا صبحنا ناشفين وتسنينا الما وماجاش واتصلنا بيهم مكيعطوناش راس الخيط يكولو دابا نطلقوه وماشفنا والو هنا الناس كلهم راهم بلا ما مكانش حتى منين نسقيو دابا اي واحد فالاحياء الي فيها الما تمشي تسقي عندو يسقيلك خمسة ولاعشرة ليتر بحكم الفاتورة كتجي غالية الله يحسن لعوان كنطلبو من هاد الشركة نتاع الما يطلقو لنا الماء غي ساعتين فالنهار نعمرو ويقطعو المهم غي نعمرو منشربو".

وأضاف المهدي: "لماذا تتم عملية قطع التزويد بالماء على المواطن البسيط وفي المقابل تجد أصحاب المقاهي الكبرى بمسابح كبيرة لا تطالهم هذه العملية أو لا يتم تقنين تجارتهم لإرشادهم في كيفية الاقتصاد في الماء؟".

ودون آخر، "في قمة الحر، يتحمل الكادحون وحدهم عناء انقطاع الماء في وجدة دون غيرهم بحجة أن أحيائهم تقع في مناطق مرتفعة من المدينة، في حين ينعم غيرهم باستخدام الماآ متى وكيفما شاءوا، حسبنا الله ونعم الوكيل".