أي دور للنخبة في الإصلاح السياسي؟.. العلوي وأفتاتي يجيبان

الشرقي الحرش

 أجمع كل من مولاي إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية وعبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني السابق، والقيادي في حزب العدالة والتنمية على ضرورة قيام النخبة بالأدوار المنوطة بها في عملية الإصلاح السياسي، وذلك  خلال تأطيرهما لندوة ضمن فعاليات أكاديمية أطر الغد التي تنظمها منظمة التجديد الطلابي بالرباط

 مواصفات النخبة القائدة للإصلاح

 في مداخلته،تطرق مولاي إسماعيل العلوي لمجموعة من المواصفات التي يجب أن تتوفر في النخبة التي أرادت أن تجعل من نفسها قائدة للإصلاح.

مولاي إسماعيل العلوي، الذي ميز بين الثورة باعتبارها الانتقال من نسق إلى آخر، وبين الإصلاح الذي ليس سوى تصويب لما اعوج ونوع من ترميم ما يمكن ترميمه، اعتبر أن أفراد النخبة القائدة للإصلاح لا بد أن يكونوا مصلحين من أجل مناهضة الفساد، وأن لا يسقطوا في المزايدة.

وقال الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية " من يعتبر نفسه ثوري حتى وإن أراد أن يحدث نوعا من القطيعة بين ما كان عليه الأمر من قبل، وما يريد أن يراه، عليه أن لا يسقط في المزايدة"، مضيفا أنه "على الثوري أن يبقى موضوعيا وواقعيا في كل ما يتخذه من مبادرات"، لكن لا بد من عدم الخلط بين مفهوم الواقعية والانبطاح، بحسبه، فالواقعية هي الاستعداد لخوض المعركة إن حصلت أو الانتقال لمعركة أخرى".

 ولتوضيح فكرته، لجأ مولاي إسماعيل العلوي إلى واحدة من أهم حوادث التاريخ الإسلامي وهي معاهدة صلح الحديبية، التي اعتبرها مثالا للواقعية دون انبطاح، وقال  "رغم أن محمد صلى الله عليه وسلم أرغم على الرجوع إلى المدينة رفقة أصحابه، إلا أن المعاهدة كانت مناسبة لضبط الأمور وتحصين بعض المكتسبات إزاء قريش، لذلك وجب أن ننظر للواقعية بهذا المفهوم، وأن نضمن الوسائل من أجل إعادة الكرة في وقت لاحق".

 ويرى العلوي أن الإصلاح يمكن أن يكون عميقا أو جزئيا مرحليا دون أن ننسى الهدف الذي نسعى إليه، كما على أفراد نخبة الإصلاح أن يتحلوا دائما بالتواضع أمام الآخرين، وأمام المواقف التي يجابهونها حتى لا يسقطوا في الغرور، وأن تكون لهم نظرة واضحة للأوضاع التي يسعون لتغييرها ويتحلون بالتبصر والصبر أمام الصعاب وهي عديدة، ويكونوا صابرين أمام الخيبات التي يمكن أن تحدث".

" وتابع "يجب  أن تكون النخبة قادرة على تشخيص مكامن الخلل ولها ما يكفي من الجرأة للتنديد بمن أدى إلى الفساد، وأن يكونوا قادرين على التعبئة ضد هذا الفساد وأن يكونوا بمثابة الرواد للمجتمع

 أفتاتي: عملية الإصلاح جارية

 من جهته، اعتبر عبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني السابق، والقيادي في حزب العدالة والتنمية أن عملية الإصلاح جارية في المغرب رغم ما يواجهها من عراقيل.

 وقال أفتاتي "دليلي على أن عملية الإصلاح جارية أن المخالفين لها لا يقدمون شيئا"، مضيفا أنه "لا يمكن لأي مدرسة أن تقوم بالإصلاح بمفردها"، مبرزا أن عملية الإصلاح جارية لكنها تحتاج إلى تصويب  .

 واعتبر أفتاتي أن الدولة عملت أحيانا على اقتناص بعض النخب والكفاءات ووظفتهم في مواجهة المجتمع بدل أن استخدامهم لصالحه، معتبرا أن هذه العملية فشلت.

ودعا أفتاتي إلى مزيد من التعاون بين النخب الإسلامية واليسارية بما يصب في مصلحة الإصلاح السياسي .