باريس تفضل موت الدواعش "المغاربة" على عودتهم

أحمد مدياني

فرنسا تفضل موت الجهاديين الفرنسيين من أصول مغربية في سوريا والعراق على عودتهم إلى أراضيها، مخافة قيامهم بعمليات إرهابية فوق ترابها. موقف جاء بشكل صريح على لسان وزيرة الجيوش فلورنس بارلي، بالقول: "إذا قضى الجهاديون في هذه المعارك، سأقول إن هذا أفضل" وجاء تصريحها ساعات قبل سقوط مدينة الرقة.

وسبق الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية صرح لـ"باري ماتش"، في يونيو 2017 "لدينا اتفاق ضمني مع الفرنسيين لنتجنب قدر الإمكان أن يخرج فرنسي حياً من الموصل".

السلطات الفرنسية تقدر عدد الجهاديين الذين يحملون جنسيتها بحوالي 500 شخص، فيما تتحدث أرقام أخرى على أن عددهم يقارب 1800 مقاتل. مصدر أمني مغربي رفيع، رفض الكشف عن هويته ، قال للموقع إن الفرنسيين أنفسهم لا يعرفون على وجه الدقة أعداد مقاتليهم في مناطق التوتر، ولا أعداد الذين هم من أصول مغربية.

وأوضح رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بن حمو، في تصريح لتيل كيل عربي أن "نسبة الفرنسيين من أصول مغربية ومغاربية مهمة وأنه يصعب تحديد عددهم بالضبط".

وفسر الدكتور بنحمو الرغبة الفرنسية، بـ"صعوبة إعادة إدماج المقاتلين العائدين". وتابع أن "عودتهم تعني فتح ملفات تحقيق ومحاكمات وهذا مسار كل دولة ترغب في تجنبه. إذا ماتوا هناك يرون أنه السيناريو الأفضل. الدول الأوروبية وخاصة فرنسا، متخوفون من تحول العائدين إلى قنابل موقوتة عاجلاً أو آجلاً ستخرج من السجن، ولا يمكن اصدار أحكام بالإعدام في حقها".

وبحسب أسبوعية "باري ماتش" الفرنسية و"وال ستريت جورنال الأمريكية، فإن عناصر القوات الخاصة الفرنسية طاردوا لفترة طويلة متطرفين فرنسيين في الموصل بمساعدة طائرات بدون طيار والتنصت، وسلموا العراقيين لائحة أهداف لتدميرها".

الدكتور بنحمو، يرى أن مخاوف الفرنسيين والأوربيين عموماً ترتكز على عدة عوامل، من بينها استراتيجية "داعش" في الاستقطاب وتنفيذ العمليات، وقال بهذا الصدد، إن "تنظيم (القاعدة) كان يعتمد أسلوب الدعاية بالبوراغوندا والاستقطاب الجماعي، لكن "داعش" نهج أسلوب المقاتل الفيروسي، والذي يعمل في صمت ليؤثر في محيطه ويحضر للعمليات الإرهابية بأقل الموارد البشرية واللوجستية الممكنة. لا يمكن أن تضع فرنسيا عدداً كبيرا من مقاتلي التنظيم داخل السجون، لأنها هذا الإجراء سيمنحهم فرصة التواصل مع آخرين والتأثير فيهم، وأسوار السجون لا يمكنها منع تسرب الفكر المتطرف والتخطيط للعمليات من الداخل".

جدير بالذكر، أن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، قدر شهر أبريل 2016 عدد الذين سافروا قرابة  إلى "داعش" 4249 مقاتلا من مختلف الدول الأوروبية، ويأتي الفرنسيون على رأس القائمة. وقدر المركز أن 30 في المائة منهم أكدت السلطات مقتلهم، و23 في المائة اعتقلوا، لكن وإلى حدود صدور التقرير يبقى مصير باقي المقاتلين مجهولاً.