على الرغم من أن الإنتاجات الخليجية تسقط في كل مرة في فخ النمطية المرتبطة بتصورها للمرأة المغربية، وهو الأمر الذي أغضب في أكثر من مناسبة المغاربة، فإن رمضان هذا العام لم يشذ عن القاعدة، بعدما قدم مسلسل سعودي كليشيها جديدا عن الزواج بالمغربيات، لتخرج الشركة المنتجة عن صمتها وتقدم توضيحا غير مسبوق، فكيف ذلك؟
بداية الغضب المغربي
تسببت حلقة من مسلسل سعودي يحمل عنوان "شير شات" في غضب مغربي بامتياز نهاية الأسبوع المنصرم، بعدما قدمت حلقة "الرحلة الأخيرة" حكاية ثلاثة سعوديين يريدون الزواج بمغربيات، فما كان منهم إلا القدوم إلى مراكش والجلوس على طاولة والتطلع إلى طابور من المرشحات للزواج، كلهن مغربيات بطبيعة الحال، ولم يدع نشطاء العالم الافتراضي الفرصة تمر دون شن هجوم على الدراما السعودية والخليجية بشكل عام.
وأدى الغضب المغربي إلى خروج شركة الإنتاج السعودية عن صمتها في محاولة للدفاع عن نفسها، لكن الغريب أنها ساقت أسبابا غير متوقعة، لتتهم قطر ومعها قناة "الجزيرة" بإشعال "الفتنة".
وقالت شركة الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي المحدودة، "إن الخبر الذي نشرته صفحة قناة "الجزيرة" في "تويتر" بتاريخ 2 يونيو 2018 عن حلقتي "الرحلة الأخيرة" من المسلسل السعودي "شير شات"، والتي تحدثت عن سفر ثلاثة سعوديين إلى المغرب للزواج من مغربيات "على سنة الله ورسوله ووفق الشرع"؛ ما هو إلا محاولة من القناة للاصطياد في الماء العكر والوقيعة بين الشعبين الشقيقين السعودي والمغربي؛ برغم أن الحلقة جاءت في إطار كوميدي بحت.
ّ"الجزيرة" هي السبب
وتابعت الشركة "جاء هذا التصرف من قناة الجزيرة كردّ فعل انتقامي على الحلقة التي عرضها نفس المسلسل، وتحمل اسم "اللعبة الكبيرة"، والتي كانت تفضح الأموال المخصصة لاستهداف السعوديين، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتشكيكهم في بلادهم، حيث يتم توظيف تلك الوسائل للهجوم على المملكة والنيل منها، ومحاولة تشويه صورتها، وخلق الفتن بين السعوديين والشعوب الأخرى عبر أسماء وهمية يعتقد المتابع العادي أنها سعودية، لكنها ليست كذلك، بل تنطلق من أماكن مختلفة، ولكن مصدر تمويلها واحد ومعروف".
"اللعبة الكبيرة" والاعتذار من المغاربة
وقالت الشركة وفق ما نقلته وسائل الإعلام السعودية، اليوم الثلاثاء إن نجاح حلقة "اللعبة الكبيرة" دفع بالقناة إلى تضليل الرأي العام وتوجيه الأنظار إلى هذا الموضوع الاجتماعي، لضرب العلاقات السعودية المغربية.
وأردفت: "نؤكد احترامنا وتقديرنا الكامل للشعب المغربي بشكل عام، ولأمهاتنا وأخواتنا وشقيقاتنا بصورة خاصة، ولن نسمح لأي أحد بالإساءة مطلقا، وإذا كان ما قدمناه قد سبّب أي سوء فهم، فإننا نعبر عن إيماننا أن ما نقدمه لم يكن يتجاوز حدود الكوميديا فقط، وإننا نحترم أيضاً ما يقدمه الإعلام المغربي من مواضيع قد تتحدث عن قضايا سعودية في إطار كوميدي، فما يجمعنا مع المملكة المغربية من أواصر القربى والنسب والتاريخ المشترك، أكبر مما يفرقنا، ولن يفلح الإعلام المعادي في إفساد تلك العلاقات المتميزة".واعتبرت الشركة أنه كان بالإمكان تنفيذ هذا العمل في أي بلد آخر، لكنها اختارت المغرب على وجه التحديد بحكم وجود قاعدة كبيرة للإنتاج التلفزيوني والسينمائي بمعايير احترافية عالية، والتي جعلت المغرب جاذبا لأهم الإنتاجات في العالم، "فذهبنا للاستفادة من الخبرات المغربية في الإنتاج".