حسناء أبوزيد: الأمانة تقتضي إنقاذ الاتحاد والمجتمع السياسي في حالة كساد

تيل كيل عربي

أوضحت حسناء أبو زيد، القيادية في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، أن "الحالة العامة التي خلقتها استحقاقات 8 شتنبر 2021 ونتائجها والتي تتوجت بتشكيل حكومة ائتلافية ليبرالية - فيما يبدو - يقودها حزب التجمع الوطني في تحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، بالإضافة إلى السقوط المدوي لحزب العدالة والتنمية، أدخلت المجتمع السياسي في حالة كساد عميق كنتيجة متوقعة لفصل أكثر شراسة في مسلسل بتر العملية الانتخابية من أي مرجعية سياسية وفكرية".

وأضافت المرشحة لخلافة ادريس لشكر على رأس الاتحاد الاشتراكي، في وثيقة الأرضية الأولية معنونة بـ"الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: الوفاء للهوية والانطلاق نحو المستقبل"، أن "مشاهد وأحداث وسرديات انتخابات 8 شتنبر 2021، توثق للصراع المحتدم بين الأحزاب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة على استقدام المرشحين ذوي الاحترافية الانتخابية الضامنة للمقاعد كشرط رئيس وحاسم وأحيانا كشرط وحيد".

وتابعت: "حسمت الاستشارة الانتخابية لصالح الأكثر قدرة على استقدام القوى الانتخابية المحترفة، والأكثر قدرة على الاستثمار في الحملات التواصلية الرقمية، كما قال المال الانتخابي كلمته بشكل فاصل، فيما طُمست أصوات المرجعيات السياسية والفكرية و المبادئ الموجهة والقيم الناظمة للاختيارات السياسية موضوع الاستشارة الانتخابية".

 وشددت على أن "أخطر نتيجة لما حدث لا تتمثل فقط في استئساد التكتلات المصالحية الفئوية الضيقة العابرة للتعبيرات السياسية بعد وصولها إلى السلطة وتحالفها مع الوفرة التمويلية من مال ومصالح وإمكانية ترجيحها لكفة المصالح الفئوية على مصالح الوطن، بل تكمن خطورتها من جهة في إشاعة قيم الانتهازية والنفعية وتغليب المصالح الضيقة على المصالح الوطنية".

وأكدت المتحدثة ذاتها على أن "إضعاف فكرة الأحزاب الجادة التي تستند على الشرعية الشعبية والتي بدورها لا يستقيم أن تستند إلاّ على تعاقد سياسي وفكري وأخلاقي لا على ارتباطات مصلحية، ومالية، ونفعية، وما ينشأ عن ذلك من تفشي للانتهازية والفساد والزبونية والتي تشكل كما يشهد بذلك تاريخ الدول وأدبيات السياسة الخطر الداهم الذي يهدد استقرار الدول، قوتها وتطورها ورخاء المجتمعات وكرامة المواطنات والمواطنين".

ولفتت إلى أن  "تقوية شعور الوطنية والانتماء وبناء منظومة المواطنة وترسيخ قيم التضامن لا يمكن أن يتحقق في غياب أحزاب جادة قوية، بمرجعيات فكرية وسياسية واضحة وذكاء متفاعل مع تحولات القيم التمثلات الثقافية، وبتنظيمات عصرية ودينامية مواكبة للتحديات المرتبطة بالعولمة والثورة الرقمية من جهة وبالتحولات ذات الطابع الوطني والمتعلقة بالعوامل الديموغرافية والبنية الاجتماعية ومنظومة القيم وغيره".

وأبرزت أن "مسؤولية وأمانة الانتماء إلى مشروع سياسي وفكري بحجم الأفق الذي يمثله حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تفرض علينا تحديات حقيقية بشأن الحفاظ على وحدتنا و مقاومة أطروحات الإرتكاس والانكماش والضمور والتخلف عن المعركة الحقيقية والمتمثلة في أمانة إنقاذ حزبنا بالوفاء لهويته والانطلاق نحو المستقبل".