وسط صمت الحكومة، تفاصيل جديدة كشف عنها موقع برازيلي حول شحنة (الأبقار) التي وصلت إلى شركة تسمين دكالة، التي يمتلكها عبد الفتاح عمار، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة عبر ميناء الحرف الأصفر بالجديدة، يوم السبت الماضي.
وذكر موقع وكالة الأنباء العربية البرازيلية، أن "الشحنة تضمُ 2800 رأس، تم شحنها من ولاية بارا في البرازيل، ومن المقرر شحن 3000 حيوان آخر إلى ميناء الجرف الأصفر في تاريخ 8 أبريل".
وحسب نفس المصدر، أوضح فيليبي هيمبورجر، رئيس القطاع الاقتصادي والتجاري في سفارة البرازيل بالرباط، أنه "في يناير، تمت الموافقة على الشهادة البيطرية الدولية، وذلك خلال مهمة قامت بها هيئة الصحة المغربية إلى البرازيل، حيث التقت ووقعت اتفاقية مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية (MAPA)”.
وأبرز أن "العجول التي وصلت هي عجول مهجنة بين سلالتي أنغوس ودرباني (بالإنجليزية: Zebu)، علماً بأنّ المغاربة لم يعرفوا هذه الأخيرة بشكل جيّد مسبقاً، وأنّ هذه هي المرّة الاولى التي تدخل بها هذه السلالة البرازيلية إلى هنا".
ولفت الديبلوماسي البرازيلي، إلى أنه "من بين المواشي القادمة في هذه الدفعة، سيُذبح 1500 رأس على الفور، بينما سيتم تسمين النصف الآخر في المزارع المحلية".
وسجل نفس المسؤول أن "الاستيراد من البرازيل أرخص من الاستيراد من اسبانيا، كما أنّ البلاد تتمتع بصورة جيدة في المغرب بما يتعلّق بالزراعة وتربية المواشي. وإنّ البرازيل قادرةٌ الآن على التنافس على قدم المساواة مع أوروبا".
وأكد هيمبورجر أن "الحافز الضريبي المطبّق على استيراد الماشية الحية يمكن أن يكون نقطة انطلاق لدخول البروتين الحيواني البرازيلي إلى المغرب، سواء بشكل قطع لحم مجمدة أو ذبيحة بأكملها".
وقال إن "هذا الأمر سيعني دخول البروتين الحيواني من البرازيل، وهو الهدف الذي نريد الوصول إليه. في الواقع، نريد خفض التعريفة الجمركية لقطاع البروتين بأكمله، إذ أنّ لحوم الأبقار الخالية من العظم والمجمدة لديها تعريفة يصل قدرها حاليّاً إلى 200٪، ممّا يشكل حاجزًا جمركيًا، لكن لا يخلو الأمر من وجود بعض الآليات الممكن اتباعها، وبعض الحصص المخصّصة بنظام الكوتا والتي يمكن استغلالها؛ للوصول إلى هذا الهدف”. أمّا في حالة الدجاج المجمد فتصل هذه التعريفة إلى 93٪. بخصوص هذا يقول الدبلوماسي: “هذا عمليًا يزيل المنتج البرازيلي من السوق بسبب الحماية الجمركيّة".
وأفاد هيمبورجر، "أعتقد أن هذا سيحدث في النهاية، ومع بناء هذه الثقة بين المصدّرين البرازيليين والمستوردين المغاربة، سنصل لحصة معفاة من الضريبة الجمركية للحوم المجمدة أيضًا. البرازيل هي بلد موثوق وتقدم خدماتها بانتظام ولا بدّ أنّها ستساعد المغرب في تحقيق الأمن الغذائي".
ويعتقد هيمبورجر أن هذه الشراكة، "ستكون شراكة رابحة، لأن بيع اللحوم البرازيلية سيكون مفيداً للمستهلك المغربي والمصدّر البرازيلي على حدٍّ سواء”. ويضيف :”إن المغرب سوق مهم، تبعاً لعدد سكانها الذي يبلغ 40 مليون نسمة وهي أيضاً سوق واعد للحوم البقر".
وأورد الموقع أن "دولة المغرب العربية لا تتمتّع بالاكتفاء الذاتي من حيث الزراعة والثروة الحيوانية، وعلى الرغم من امتلاكها لقطيع كبير من الأغنام وبعض الدواجن والماشية، إلا أنها تعتمد على الواردات، بما في ذلك تلك التي تحتاجها لتغذية الحيوانات، فضلًا عن أنّها تشتري فول الصويا والذرة من البرازيل".