كلية علوم التربية وجامعة أمريكية تواجهان تحديات تعليم الصم ولغة الإشارة بالمغرب

محمد فرنان

احتضنت كلية علوم التربية، الثلاثاء المنصرم، حفل التوقيع على اتفاقية الشراكة لتطوير وإنجاز برنامج إشهادي في التعليم الثنائي اللغة للصم، بالشراكة مع مشروع تكوين المكونين في التربية الدامجة بالمغرب.

ويقدم هذا المشروع التكويني، المنجز بالتعاون بين جامعة تينسيي نوكسفيل الأمريكية وكلية علوم التربية، أفضل المبادئ والمنهجيات والممارسات في مجال التعليم ثنائي اللغة للصم.

وقد صُممت وحدات التكوين للاستجابة للنقص في مجال الطرق البيداغوجية للأساتذة والمتخصصين في التعليم الخاص وأخصائيي النطق واللغة والأفراد المهتمين باكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لدعم التلاميذ الصم وضعاف السمع في أفق تطوير مهارات التدريس لديهم وفق نهج ثنائية اللغة.

كما يركز التكوين على تطوير المهارات اللغوية، بما في ذلك لغة الإشارة المغربية (MSL).

أكد عميد كلية علوم التربية، عبد اللطيف كداي على أن "هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز بيئة تمكن المتمدرسين الصم من التطور المعرفي والتعبير عن أنفسهم بحرية ومتابعة أحلامهم بنفس الحماس مثل أي تلميذ آخر وذلك عبر إنشاء نموذج لتعليم الصم يمكن أن يكون نموذج ومصدر إلهام ومحافظ للتغيير الإيجابي.

 ويهدف هذا المنهج حسب عبد اللطيف كداي لريادة برنامج تدريبي من شأنه تمكين المدرسين من تلبية الحاجات الفريدة للأطفال الصم في مدارسنا وتزويدهم بالمعرفة والمهارات المتخصصة اللازمة لتوفير بيئة تعليمية دامجة ومثرية للتلاميذ الصم في سعي حثيث إلى تطوير مناهج مبتكرة ومشاركة المعرفة وخلق بيئات تعليمية تسمح لكل طفل بالازدهار.

كما صرح في ذات السياق، عبد العزيز عرصي أستاذ بكلية علوم التربية بالرباط ومنسق مشروع التكوين الإشهادي للأساتذة والمكونين الذين يشتغلون مع فئة الصم بالمغرب، بأن هناك نقصا مهولا على مستوى الكفاءات المكونة في مجال تعليم لغة الصم ولغة الإشارة حيث يأتي هذا المشروع في وقته المناسب خاصة أنه سيتم العمل من خلاله على توفير الكفاءات ذات الخبرات العالية في هذا التخصص وذلك عبر تبادل الخبرات بين كل من جامعة الأمريكية وكلية علوم التربية عبر العمل على فتح استراتيجيات جديدة في مجال البحث العلمي الذي يختص في مجال الصمم ولسانيات لغة الإشارة مشيدا بالحركية التي تعرفها كلية علوم التربية في مجال التربية الدامجة عامة والصم ولغة الإشارة خاصة.

وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد في المغرب أكثر من 330000 شخص يعاني من درجات مختلفة من النقص في حاسة السمع حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، كما يواجه هؤلاء الأشخاص العديد من التحديات والاكراهات في الاندماج الاجتماعي في المجتمع المغربي بسبب النقص المقلق في الأساتذة والمترجمين الفوريين المؤهلين في لغة الإشارة وتربية للصم.

وانطلاقا من هذه الاحتياجات الوطنية من الأطر التربوية المكونة في مجال تدريس الصم بلغة الإشارة، تعطى الانطلاقة لهذا البرنامج التكويني الأول من نوعه في المغرب والذي ينجز ضمن مشروع تكوين المكونين في التربية الدامجة بالمغرب MITTA بين جامعة محمد الخامس وكلية علوم التربية بالرباط، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.

وستساهم هذه الشهادة في فتح آفاق مهنية متنوعة من فرص العمل للمشاركين منها مدرسين متخصصين في تدريس الأطفال والشباب الصم، ومترجمي لغة الإشارة المغربية وذلك بفضل المناهج الغنية والتداريب الميدانية التي من خلالها ينتظر أن يتمكن المستفيدون من أن يصبحوا مؤهلين للعمل في هذا المجال متسلحين بكل الوسائل الممكنة لتعليم أبنائنا غدا.