دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، أول أمس الاثنين، سكان مناطق في شرق مدينة رفح، إلى "الإخلاء الفوري"، والتوجه نحو وسط قطاع غزة، وذلك في ظل التلويح بشن هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.
وأثارت التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على رفح قلقا دوليا واسعا، في ظل اكتظاظ المدينة بنحو 1,2 مليون شخص، غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
كندا: نواصل الضغط على إسرائيل
وفي هذا الصدد، جددت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، يوم أمس الثلاثاء، معارضة الحكومة الفيدرالية للعملية العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح الفلسطينية، داعية إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار.
ووصفت جولي، في تصريحات للصحفيين، الوضع في غزة، بأنه "كارثي"، داعية إلى ضرورة وقف أعمال العنف وإطلاق سراح الرهائن، حتى يتسنى البدء في وقف إطلاق النار.
وقالت المسؤولة الكندية إن "غزو رفح سيعرض حياة المدنيين والأطفال والنساء للخطر، وهو أمر غير مقبول"، مشيرة إلى أن كندا تواصل الضغط على المسؤولين الإسرائيليين، والعمل مع الحلفاء في المنطقة، من أجل وقف إطلاق النار.
وأضافت الوزيرة: "تابعنا المفاوضات، وهي سلسة للغاية، ونأمل أن تكون مثمرة".
ألمانيا: لا يمكن أن يتبخر مليون شخص ببساطة في الهواء
من جانبها، حذرت ألمانيا، في نفس اليوم، من مغبة شن "هجوم كبير" على رفح، بعد أن دخلت دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح، داعية إلى إعادة فتح المعابر مع القطاع.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عبر منصة "إكس": "أحذر من شن هجوم كبير على رفح"، مضيفة: "لا يمكن أن يتبخر مليون شخص ببساطة في الهواء. إنهم بحاجة إلى الحماية. إنهم بحاجة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية، بشكل عاجل. يجب إعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين، على الفور".
الصين: لا للحرب، لا للعنف
كما أعربت الصين، يوم أمس الثلاثاء، عن "قلقها البالغ من مباشرة إسرائيل عملية عسكرية برية على رفح"؛ حيث حضت على وقفها، بعدما أعلن جيش الاحتلال أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان: "تدعو الصين إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة".
وأضاف لين: "الحرب والعنف لا يمكنهما حل المشكلة بالكامل، ولا يمكنهما الدفع باتجاه أمن فعلي".
بريطانيا: نشعر بقلق عميق
بدروه، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أول أمس الاثنين، إنه "يشعر بقلق عميق" إزاء هجوم يعد له جيش الاحتلال الإسرائيلي على رفح، ودعا "جميع الأطراف، وخاصة حماس"، إلى قبول اتفاق يفضي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وقال سوناك لوسائل إعلام بريطانية: "لقد قلت، دائما، إننا نشعر بقلق عميق إزاء احتمال التوغل العسكري في رفح، نظرا لعدد المدنيين الذين يحتمون هناك، وأهمية هذا المعبر للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة".
وأضاف أنه عرض "هذه المبررات، في عدة مناسبات، على رئيس الوزراء" الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
الاتحاد الأوروبي: علينا جميعا منع هذا السيناريو
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فاعتبر، أول أمس الاثنين، دعوة الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين إلى إخلاء شرق مدينة رفح "غير مقبولة".
وقال بوريل، في منشور على منصة "إكس"، إن أمر الإخلاء هذا "ينذر بالأسوأ؛ أي مزيد من الحرب والمجاعة. هذا غير مقبول. على إسرائيل أن تتخلى عن الهجوم البري" في رفح.
وأضاف: "يستطيع الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع المجتمع الدولي، التحرك من أجل منع هذا السيناريو، وعليه أن يفعل ذلك".