هادي معزوز يكتب: حكاية امرأة في حاجة إلى قانون ما..!

تيل كيل عربي

 

            ملحوظة: كل تشابه بين الأشخاص ليس من وحي الخيال..

تقول السيدة: لما كنت أدرس في الثانوية،كنت محط أنظار العديد من العيون المتربصة،كانت تقاسيمي جميلة وجسدي فارع ومفاتني صاخبة حتى من وراء "اللباس المحتشم" الذي فرضه علي والدي. كنت جد متفوقة في الدراسة، ولم يكن الانتقال من مستوى لآخر هاجسا موضوعيا، وإنما كان هاجسي يتعلق أساسا بالحصول على أول رتبة، لكن نبوغي لم يكن يصاحبه فخر محيطي، وإنما حذر شديد ورقابة من طرفه حتى تمنيت لو كنت بشعة المظهر.. تيقنت حينها لماذا كان مدرس الفلسفة يقول لنا أن الجمال لعنة تصيب وتقتل الجميل. لكن لكم كان يشدني بين الفينة والأخرى شعور كبير بالعجرفة والغرور جراء الاهتمام المتزايد بالمعجبين وعيونهم المتفحصة..ثم استمرت حكايتي على هذا النحو الذي يجمع بين النبوغ والتخفي والتمنع والإعجاب والرقابة، لتنقلب بعدئذ إلى إيقاع آخر حينما أمرني والدي بالانقطاع على الدراسة..!

كان السبب غريبا كأني أحلم، وقال لي بكل ثقة في النفس: ستنقطعي بسبب جمالك الشيطاني! وسننتظر قدوم من يستحقك للزواج.. فكرت في الهروب، لكن إلى أين سأذهب؟ بدا لي الانتحار الحل الأوحد، إلا أنهم أنقذوني في آخر لحظة بعدما تناولت كمية كبيرة من العقاقير، ولسوء الحظ فقد أصبحت مراقبة من طرف أسرتي، إلى أن طرق بيتنا شخص لا نعرف عنه أي شيء، كان أول من طلب يدي، فجاءت الموافقة على لسان والدي دون أن يستشيرني، بل ودون أن أراه حتى.فهمت حينها ماذا كان يعني بعبارة "يستحقك للزواج" ثم جاء موعد الخطوبة الذي شعرت فيه بكوني بضاعة حينما كانا يتفاوضان حول مبلغ مهر الزواج، لم يكن لدي أي مجال لإبداء الرأي، فأنا امرأة في نظرهم ولا يحق لي سوى الطاعة، طاعة الأب ثم طاعة الزوج بعدئذ.

لازلت أتذكر كل تلك الوعود التي قطعها خطيبي على والدي، وبأنه سيصون كرامتي وسيحترمني احترام الزوج لزوجته باسم الدين ومبادئ المجتمع، قلت في نفسي قد تكون فرصة سانحة للانعتاق من جحيم رقابة الأسرة، وأنه بقوة العادة قد أميل إليه،خاصة وأنه أبدى نوعا من اللباقة وإن لم يعجبني مظهره. حل موعد الزواج، وكم كانت صدمتي كبيرة حينما اقتصر حفل الزفاف على حضور الأسرتين فقط، وتبريرهم في ذلك أن مظاهر البذخ والمدعويين والموسيقى تجلب الشياطين لما فيها من اختلاط ورقص، وأنا التي كنت أحلم بارتداء فستان أبيض ورأسي يعلوه تاج ويدي تحمل باقة ورد، بينما أتبادل الغمز واللمز مع صديقاتي، ثم أنصرف مباشرة إلى مكان جميل أقضي فيه شهر العسل. لم أنعم حتى بهذه الأمور التي تعتبر لدى المرأة جزءا كبيرا من حياتها. كان "حفل الزفاف" بمثابة مأتم، قُرأت فيه الفاتحة، وأُلقي فيه الدعاء بالحياة الكريمة التي ترضي الله والذرية الصالحة.

لما وصلنا إلى بيته شعرت بوحدة قاتلة، تمنيت لو بقيت تحت كنف أسرتي بالرغم من كل شيء، وقبل أن أجلس على الكنبة إذا به يحملني بقوة ويأخذني إلى غرفة النوم. لن أنسى تلك الليلة ما حييت، نزع ملابسي، ولما أبديت مقاومة صفعني بدعوى أني بتُّ في ملكه، وأنه توجب علي أن أطيعه باسم الدين، وأمامعنادي الشديد، تناول حبلا ثم كبلني من يدي ورجلي، استدار ثم بدأ يقرأ بعض الآيات والأدعية، ولما انتهى من هذا الطقس نزع ملابسه ثم استلقى فوقي بقوة، افتض بكارتي بعنف، بعد أن قام بعضّ مناطقي الحساسة، بعدها ألقاني على بطني وجاءني من الدبر، وما أن انتهى حتى أفرغ شيئه على جسدي وهو يلهث ثم استدار ونام وشخيره يوقظ أموات القبور.

علمني شيئا وحيدا وهو ألا أرفض أي أمر يقوله، أما إذا أبديت نوعا من التبرم، فإن مصيري لن يخرج عن الضرب والصفع ثم الهجران من المضجع، وأنه علي التودد له لأن الملائكة ستلعنني طوال الليل إذا نمت وأنا على خصام معه..لكن لم أستطع السير على هذا الإيقاع. كان يتركني وحيدة في البيت ثم ينصرف بعد أن يغلق بابه من الخارج، أما النوافذ فلا يجب أن تُفتح بتاتا.. وحينما يعود مساء يأمرني بأن أغسل رجليه بالماء الدافئ، يتناول وجبة العشاء دون أن يكلمني، ثم يأمرني حينها بأن أفعل أشياء شاذة على فراش الزوجية، وما إن ينتهي حتى يستدير ويغط في نوم عميق..

جاء نوع من الفرج حينما بدأت بوادر الحمل تظهر، لم يعاملني مثلما يجب أن يعامل رجل امرأة في مرحلة الوحم، كان يصرخ في وجهي كلما اشتهيت شيئا، وكم صدمني أكثر حينما أنجبت وعرف أن المولود أنثى، صرخ في وجهي لأنه كان ينتظر ذكرا، وكأنني المسؤولة عن اختيار الجنس، ابتسمت داخليا وتفاجأت من شخص له فهم غريب للدين، حتى جعلني أفكر في الانسلاخ التام عن كل معتقداتي..وجدت في ابنتي الصغيرة ملاذا ومؤنسا ومعنى جديدا للحياة، وكلما ارتبطت بها كلما اختلق مشكلا ينتهي بضربي ثم ممارسة الجنس علي بطريقة قوية وشاذة.

لما أخبرته برغبتي في الطلاق، قال لي إنه يوافق شريطة تنازلي عن كل الحقوق، لم أجد بدا من ذلك.. ولما عدت للبيت وجدت رفضا ونفورا كبيرا من أهلي.. حينها قررت الخروج للشارع، أبيع جسدي كي أضمن لنفسي ولابنتي قوت يومي.. لأني وبكل بساطة ليس لدي مستوى دراسي محترم، كما أني لا أتقن أي حرفة أسد بها الرمق.. المهم ألا يحدث لصغيرتي ما حدث لي.. أما أنا فقد انتهيت قبل أن أبدأ.

        انتهت الحكاية الواقعية التي تعاد كل يوم تقريبا...