هكذا غيرت زيارة الملك إلى قطر حياة المغاربة المقيمين فيها

الملك محمد السادس رفقة مغاربة مقيمين في قطر بسوق الواقف
أحمد مدياني

لم يخف عدد من المغاربة المقيمين في قطر، تغير تعامل القطريين معهم بفضل موقف المغرب من الأزمة الخليجية، المتوج بالزيارة الرسمية التي قادت الملك محمد السادس إلى الدوحة، إذ أصبحوا يستفيدون من "معاملة خاصة واحترام وتقدير كبيرين". "تيلكيل – عربي"، استقى شهادات من هناك تحكي تفاصيل التغيير، الذي يرى محمد الراجي، الباحث في مركز الدراسات السياسية بقطر، أنه أول ثمار الموقف المغربي، الحابل بفرص يمكن أن يستفيد منها المغرب على مختلف الأصعدة.

أعلام مغربية تعلو جل فضاءات وبنايات قطر. صور الملك محمد السادس، والعلم الوطني، طبعت على الأقمصة وغزت سوق " واقف" الشعبي في قلب الدوحة، كما أن "معزة المغاربة عند القطريين زادت" بتعبير أنور المكي، وهو مغربي موظف بوزارة الاتصال القطرية.

تلك التغييرات، جاء بها موقف المغرب "الحيادي والبناء" من حصار قطر، وزادت حين حطت طائرة الملك محمد السادس بالإمارة في زيارة رسمية، كانت محطة إقلاعها، دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي إحدى دول "الحصار"، بتعبير القطريين، الذين ذهبت وسائل الإعلام في بلدهم، إلى حد وصف الملك محمد السادس بـ"كاسر الحصار".

"معزة المغاربة زادت"

يؤكد أنور المكي، الموظف بوزارة الاتصال القطرية، أن المغاربة أصبحوا يحظون باحترام القطريين منذ إعلان المغرب لـ"موقفه الحيادي والبناء من الحصار الذي ضربته دول الخليج بقيادة السعودية على الإمارة".

 وعن نوع التغيير الذي طرأ، يوضح المتحدث ذاته في تصريحه لـ"تيل كيل عربي" من الدوحة، أن "القطريين شاركوا المغاربة بشكل كبير فرحة تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم روسيا "2018. كما أن "جل حديثهم مع المغاربة، أصبح يتمحور حول إبداء الاحترام للمغاربة وملكهم".

ويتابع أنور المكي حديثه قائلا: " أصبح القطريون، خلال دخولي إلى العمل صباح كل يوم، يسألونني بشكل كبير عن المغرب".

ويفسر المكي، سلوك القطريين تجاه المغاربة بالقول إنهم "أصبحوا يحسون بنوع من الغربة في محيطهم بسبب الحصار، ويجدون اليوم، أن المغاربة وحدهم قادرون على التواصل معهم وربط العلاقات معهم على مختلف الأصعدة دون خوف أو مركب نقص".

ويضيف المتحدث ذاته: "إنهم يبحثون عند المغاربة من خلال موقف دولتهم وملكهم، عما افتقدوه لدى باقي المقيمين هنا من مختلف الدول العربية والمغاربية".

الخلاصات ذاتها، تؤكدها أميمة المرابط، طالبة مغربية بمعهد الدوحة، في حديث مع "تيل كيل عربي"، من قطر،  بالقول "بعد الزيارة الملكية للدوحة، أصبح المغاربة يوصفون بكاسري الحصار".

 وتتابع في حديثها مع موقع، قائلة: "أعلام المغرب وصور الملك محمد السادس غزت فضاءات الإمارة، بالإضافة إلى طبع كل ما له علاقة بالمملكة على الأقمصة والشالات وطرحها في الأسواق".

وتؤكد الطالبة أميمة، أن تعامل مختلف المصالح القطرية مع المغاربة، أصبح يتصف بنوع من "الاحترام الفائق وتسهيل مختلف الخدمات"، وهو الإحساس، الذي تشترك فيه مع مغاربة آخرين، تلتقيهم هناك.

شراكة إستراتيجية

محمد الراجي، باحث مغربي في مركز الدراسات السياسية بقطر، ويقول عن انعكاسات الزيارة الملكية لقطر في سياق "الحصار" المضروب عليها، وموقف المغرب من الأزمة، أن المغرب "يجب أن يتعامل مع اللحظة بعيداً عن منطق انتهاز الفرصة، وأن يضع قطر، كما هو الحال اليوم ودائما، في مرتبة الدولة الشقيقة".

ويرى الراجي، في حديث مع "تيلكيل – عربي"، أن ما يقوم به المغرب في سياساته الخارجية مع قطر، "يجب ألا يكون وفق لحظة سياسية بعينها، ويجب أن يتسم ببعد النظر من أجل قطف ثمار إيجابية مستقبلا، تعود على البلدين بالفائدة في مختلف المجالات، وتكون فيها المصالح مشتركة على المستويات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والتشغيل".

ويضيف المتحدث ذاته، أنه خلال الأشهر الأخيرة، "أصبحت العمالة المغربية تتوافد بشكل كبيرة على قطر، وذلك في مختلف المجالات"، وبناء عليه، حسب المتحدث ذاته، "يجب تعميق البحث بين المغرب وقطر، عن ما ينقص الدولتين وحاجياتهما، ليس فقط خلال هذه الفترة، بل وفق رؤية إستراتيجية".

وبالنسبة إلى الراجي، تعامل المغرب مع الأزمة التي طوقت قطر، موضوف بـ"حكمة سياسية متميزة يجب التنويه بها"، عكس ما يصفه المتحدث، بـ"حكومات الرز"، خاصة "عددا من الدول الإفريقية، التي قطعت علاقاتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع قطر باتصال هاتفي فقط".

وفي السياق ذاته، يحكي أنور المكي، الموظف بوزارة الاتصال القطرية، أن عدداً من المستثمرين ورجال الأعمال في قطر، أصبحوا يسألونه في الفترة الأخيرة عن فرص الاستثمار في المغرب، وما هي المجالات التي يمكنهم أن يوظفوا أموالهم فيها.

وينطبق الأمر ذاته، حسب المتحدث ذاته، على المستوردين القطريين، إذ "يستفسرون عن مختلف السلع وأنواعها المتوفرة في المغرب، وما هي الشروط والطرق التي يمكنهم اتباعها لاستيرادها، وما هي الجهة التي يمكنهم التواصل معها في الدوحة لتسهيل هذه العملية"، علاوة على "كيفية ربط قنوات الاتصال والتواصل بينهم وبين المنتجين المغاربة ومختلف القطاعات الخاصة والعامة في المملكة".

جواز سفر "في أي بي"

خلال عودته من رحلة قادته إلى باكستان، حط عزيز عليلو، الصحافي بموقع القناة الثانية، مساء أمس (الأربعاء)، الرحال بمطار الدوحة، قبل أن يقلع منه نحو مطار محمد الخامس بالرباط.

ويقول عزيز في اتصال بـ"تيل كيل عربي"، أنه لاحظ خلال فترة وجوده بمطار الدوحة، "نوعاً من المعاملة الخاصة من قبل مختلف المصالح داخل المطار،" بل "استشعر وكأنه يحمل جواز سفر دبلوماسي أو "في أي بي" (خمس نجوم)" بحسب تعبيره، خلال مروره بمحطات الدخول والخروج من المطار، وهي المعاملة التي أحس بها كل مغربي يحمل جواز سفر بلاده.