وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، أمس السبت، لإجراء محادثات "تاريخية" مع وزراء خارجية إسرائيل، والمغرب، ومصر، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، يومي الأحد والاثنين.
وتركز زيارة بلينكن، وهي المحطة الأولى في رحلة ستقوده أيضا إلى الضفة الغربية، ثم المغرب، فالجزائر، على حشد الدعم لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن هناك مسألتين رئيسيتين أخريتين على جدول أعمال الزيارة؛ هي تهدئة مخاوف إسرائيل بشأن اتفاق نووي وشيك مع إيران، ومناقشة النقص العالمي المحتمل في القمح الناجم عن الحرب في أوكرانيا، والذي يمكن أن يسبب أزمة في الشرق الأوسط المعتمد بشدة على استيراد هذه المادة.
وقبل الزيارة، قالت يائيل ليمبرت، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكي بالإنابة: "نعلم أن هذا الألم محسوس بشدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث تستورد معظم البلدان ما لا يقل عن نصف حاجياتها من القمح"، ومعظمه من أوكرانيا.
وأشارت إلى أن الحرب "ستواصل فقط زيادة أسعار السلع الأساسية؛ مثل الخبز في المنطقة، وتأخذ الأموال من جيوب العائلات الأكثر شقاء وضعفا".
وتأتي زيارة بلينكن في وقت دخلت الولايات المتحدة، والقوى الدولية الكبرى، وإيران، المراحل النهائية من التفاوض، بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، والتي تهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وانسحبت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق أحاديا، في 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. ومذاك، استأنفت إيران الكثير من أنشطتها النووية الحساسة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن التوصل إلى اتفاق يتوقف على مسألة أو مسألتين رئيسيتين. لكن يتعين على طهران اتخاذ "خيارات صعبة" إذا كانت تريد اتفاقا.
غير أن إمكان التوصل إلى اتفاق يثير قلق إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، الذين يرون في إيران مصدر تهديد لهم.
وقبل المحادثات المرتقبة، بعث بينيت رسالة نادرة إلى المملكة العربية السعودية، معربا عن "الألم" إزاء موجة الهجمات التي شنها المتمردون اليمنيون الحوثيون المدعومون من إيران، أول أمس الجمعة، والتي أصابت أهدافا في المملكة.
وكتب بينيت على "تويتر"، في وقت متأخر، أمس السبت: "هذا الهجوم دليل آخر على أن عدوان إيران الإقليمي لا يعرف حدودا".
كما يلتقي أنتوني بلينكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ليتوجه بعد ذلك إلى المغرب والجزائر، للحديث عن الأمن الإقليمي والصحراء المغربية المتنازع عليها، والتي تمثل موضوع الخلاف الأبرز بين الجارتين.
وفي المغرب أيضا، سيجري بلينكن محادثات مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الذي أصبح لاعبا سياسيا رئيسيا في المنطقة.
وستشمل المحادثات مع بن زايد مواضيع تخص العلاقات مع خصوم الولايات المتحدة، روسيا، والصين، وإيران، ثم الحرب في اليمن، فالارتفاع الشديد في أسعار النفط.