يرى الخبير الاقتصادي، والأستاذ الجامعي عمر الكتاني في حديث مع موقع "تيل كيل عربي"، أن تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوعيده بقطع المساعدات الأمريكية على الدول التي صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قراره القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لن يكون له أي تأثير على المغرب.
واعتبر الكتاني، أن قضية القدس قضية مبدئية بالنسبة للمغرب، ولا مناقشة فيها، لذلك لم يتردد الملك محمد السادس في دعمها، وإعلان رفضه للقرار الأمريكي.
رغم تهديد الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن الدول التي ترفض قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فإن المغرب كغيره من الدول العربية والإسلامية رفض هذا قراره، كيف تنظر لهذا الموقف؟
إن المغرب يترأس لجنة القدس، وبالتالي موقفه لا يمكن أن يكون متخاذلا في هذه القضية التي دافع عليها الملك الحسن الثاني، ودافع عليها محمد السادس من بعده خلال عقود، إذن فهذه القضية مبدئية بالنسبة للمغرب، ولا مناقشة فيها، لأن أي تراجع في هذه القضية معناه تحطيم منطقة بأكملها، وليس فلسطين فقط.
وعليه فأن تعلن بعض الدول الفقيرة جدا كنيكاراغوا مساندتها للقرار الأمريكي، هذا لا يؤثر في المجال، كما أن هناك دول مرتزقة تتنازل عن عدد من الحقوق والمبادئ الإنسانية مقابل مساعدات مالية، وهذا معناه أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بشراء بعض الأصوات بمقابل مالي، لكن نتيجة التصويت تؤكد أن أمريكا لم تعد ذلك البعبع المخيف للدول، أمريكا أصبحت دولة عادية، ولا يمكن أن تقرر مكان باقي الدول.
هل يمكن أن ينفذ ترامب وعيده بقطع المساعدات المالية عن الدول التي صوتت ضد قراره؟
حتى ولو نفذه فأثاره ستكون بسيطة جدا، فالمساعدات التي تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد لها أهمية كبيرة بالنسبة لأغلب دول العالم، وإذا أقدم ترامب على هذا القرار فسيسجل في صحيفة الولايات المتحدة الأمريكية ككل، وليس في صحيفته، فهو رئيس الدولة، لكنه لا يمثلها بأكملها، وستسجل عليه أنه أدخل الولايات المتحدة الأمريكية في عزلة ديبلوماسية مع كثير من الدول، بعدما اتخذ موقفا معاديا لحقوق الإنسان، وللتاريخ وللواقع.
هل يمكن أن يكون لقرار قطع المساعدات الأمريكية تأثيرا على المغرب من الناحية الاقتصادية؟
لن يكون له أي تأثير، المغرب أصبح في غنى عن المساعدات الأمريكية، هناك مساعدات تأتي من دول الخليج، ومن أوروبا، كما أننا نتمنى أن يستغني المغرب أساسا عن هذه المساعدات، فنحن يجب أن نصل لمرحلة الاستغناء عن المساعدات الأجنبية، ونعتمد أساسا على إمكانياتنا الذاتية، لأننا نملك إمكانيات بشرية وجغرافية هائلة، ولنا تاريخ وحضارة يجب استثمارها لبلوغ هذا الهدف، كما أن اعتمادنا على ذكائنا وخبرائنا وأدمغتنا في الخارج يمكن أن يساعدنا في هذا الشأن.