أكّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، في خطاب ألقاه أمام الكونغرس الأمريكي بمجلسيه، أن المساعدة الأمريكية لكييف "ليست صدقة"، بل هي "استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية"، بعدما تلقّى دعم الرئيس جو بايدن.
وبعد 300 يوم على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، في 24 فبراير الماضي، زار زيلينسكي الولايات المتحدة الأمريكية، في أول رحلة له إلى الخارج، منذ ذلك الحين، وسط إجراءات أمنية استثنائية؛ حيث استمرت الزيارة ساعات قليلة، وعده خلالها بايدن بمساعدة مالية جديدة، وللمرة الأولى، بنظام الدفاع الجوي "باتريوت".
وقال زيلينسكي في الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء الكونغرس جميعا: "أود أن أشكركم، أن أشكركم جزيل الشكر، على المساعدة المالية التي قدمتموها لنا، والتي قد تقررون تقديمها لاحقا"، مضيفا: "أموالكم ليست صدقة، إنها استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية، ونحن نديرها بأكثر الطرق مسؤولية".
وتابع: "خلافا لأسوأ التوقعات، أوكرانيا لم تسقط. أوكرانيا حية وتقاتل"، مؤكدا أن قواته "صامدة في مواقعها، ولن تستسلم أبدا".
كذلك، ربط الرئيس الأوكراني في خطابه، بين الحرب الروسية الأوكرانية والتهديد الذي تمثله إيران على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، معتبرا أنهما بلدان "إرهابيان"، ليدغدغ بذلك مشاعر المعسكر الجمهوري الذي يعارض بشدة تساهل الرئيس الديموقراطي بايدن مع طهران.
وقبل ذلك، استقبل الرئيس جو بايدن زيلينسكي، في مكتبه بالبيت الأبيض، وأكد له خلال مؤتمر صحفي مشترك، أن الولايات المتحدة ستساند أوكرانيا، "طالما اقتضت الضرورة".
ووعد بايدن كذلك بـ"الاستمرار بتعزيز قدرات أوكرانيا على الدفاع" عن نفسها، مع تعهده تسليمها منظومة الدفاعات الجوية "باتريوت".
كما أكّد أنه "غير قلق" على متانة التحالف الغربي في وجه الغزو الروسي، قائلا: "لم يسبق لي أن رأيت حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي على هذا القدر من الوحدة. ظنّ بوتين أنه سيضعف حلف شمال الأطلسي، لكنه على العكس، عزّزه".
وسيعزز نظام "باتريوت" الذي ستوفره واشنطن لكييف، "بشكل كبير"، الدفاع الأوكراني في وجه الضربات الروسية، وفق ما أكد زيلينسكي؛ حيث رأى في ذلك "مرحلة مهمة جدا لإنشاء مجال جوي آمن لأوكرانيا".
من جهته، شدّد الرئيس الأمريكي على أن "باتريوت" هو "نظام دفاعي"، موضحا: "هذا ليس إجراء تصعيديا، بل دفاعيا".
بدوره، أوضح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن حزمة المساعدات الجدية تشمل، للمرة الأولى، هذا النظام القادر على اعتراض صواريخ "كروز" وصواريخ بالستية قصيرة المدى وطائرات على ارتفاع أعلى بكثير من أنظمة الدفاعات الجوية التي زودت بها أوكرانيا، إلى حدود الساعة".
وتعهّد فلاديمير بوتين، من جهته، أمس الأربعاء، بتعزيز الجيش الروسي والقدرة النووية، محررا نفسه من أي مسؤولية في "المأساة الأوكرانية المشتركة".
وأعلن خلال اجتماع مع ضباط رفيعي المستوى، طرح صواريخ "كروز" روسية جديدة فرط صوتية من طراز "زيركون"، في "مطلع يناير 2023"، وإمكان رفع عدد الجيش الروسي إلى 1,5 مليون عسكري.
وبموازاة ذلك، حذّر الكرملين من أن أيّ إمدادات جديدة من الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا ستؤدي إلى "تفاقم" النزاع.
ويستعد البرلمانيون الأمريكيون لإقرار حزمة مساعدات جديدة وكبيرة، دعما لأوكرانيا، بقيمة 45 مليار دولار تقريبا.
يشار إلى أن الولايات المتحدة، تشكّل، وبأشواط، المانح الأكبر لأوكرانيا؛ حيث وفرت لها إلى حدود الساعة، مساعدات قيمتها حوالى 50 مليار دولار، بحسب تقديرات الخبراء، من بينها 20 مليار للأسلحة والمساعدة العسكرية.