مجموعة السبع تقدم لأوكرانيا دعما عسكريا "طويل الأمد" وزيلينسكي يعتبرها خطوة نحو عضوية "الناتو"

وكالات

تعهدت مجموعة السبع، في فيلنيوس، يوم أمس الأربعاء، بتقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لأوكرانيا، لمساعدتها على صد الغزو الروسي ومنع موسكو من الاعتداء عليها في المستقبل، في خطوة رأت كييف أنها تقربها من الانضمام لحلف شمال الأطلسي بعد انتهاء الحرب، ولا تمثل بأي حال بديلا عن هذه العضوية.

وقالت بريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان، في بيان تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه: "سنعمل مع أوكرانيا على التزامات أمنية محددة وثنائية طويلة الأمد، لضمان قوة مستدامة قادرة على الدفاع عن أوكرانيا، الآن، وردع أي عدوان روسي في المستقبل".

وأضافت الدول السبع في البيان الذي أصدرته، على هامش اجتماعات اليوم الثاني والأخير لقمة حلف شمال الأطلسي، في فيلنيوس، أنه "في حال شنت روسيا هجوما مسلحا في المستقبل، نعتزم تقديم مساعدة أمنية سريعة ومستمرة لأوكرانيا، وأعتدة عسكرية متطورة في المجالات البرية والبحرية والجوية، فضلا عن مساعدة اقتصادية، من أجل تكبيد روسيا تكاليف اقتصادية وسواها".

وقدمت الدول الصناعية السبع الكبرى هذه التعهدات لكييف، بعد مرور 18 شهرا تقريبا على بدء الغزو الروسي لأراضيها.

وطوال النهار، كثف زيلينسكي رسائل الشكر على "المساعدة الهائلة" التي تلقتها أوكرانيا. وقال بعد لقاء مع نظيره الأمربكي، جو بايدن: "شكرا جزيلا. أنتم وجميع الأمريكيين والكونغرس (...)، كنتم معنا منذ الأيام الأولى لهذه الحرب".

وعندما سئل الرئيس الأوكراني عن تصريحات وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الذي قال إن بلاده "ليست أمازون" في ما يتعلق بتزويد أوكرانيا السلاح، مشيرا إلى أن كييف يمكنها أن تظهر المزيد من "الامتنان"، قال: "لقد كنا دائما ممتنين للمملكة المتحدة".

على صعيد آخر، قال زيلينسكي إن أوكرانيا لن تقبل بـ"تجميد" الجبهة مع القوات الروسية، وتعتزم استعادة كل أراضيها المحتلة.

من جهته، أشاد بايدن، خلال اجتماعه مع زيلينسكي، يوم أمس الأربعاء، بالشجاعة "المذهلة" التي أظهرتها أوكرانيا في تصديها للغزو الروسي، مؤكدا أن الشعب الأوكراني قدم مثالا يحتذى "للعالم أجمع".

وفي خطاب ألقاه أمام حشد، في فيلنيوس، تعهد بايدن بعدم تخلي الغرب عن أوكرانيا، في حربها ضد الغزو الروسي.

وقال في باحة جامعة فيلنيوس: "لن نتردد" في دعم أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين كان يتوقع أن "ينكسر" حلف شمال الأطلسي، لكنه "أخطأ في ظنه".

وإذا كانت التعهدات الغربية أثارت، في الحال، غضب موسكو، فهي لم تمح خيبة الأمل التي منيت بها كييف، بعد فشلها في انتزاع جدول زمني محدد لانضمامها إلى الحلف.

وقال الكرملين إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا ستؤدي إلى "تقويض أمن روسيا، وستجعل أوروبا أخطر بكثير، لسنوات".

في المقابل، رحب زيلينسكي بالضمانات الأمنية، مؤكدا في الوقت عينه أنها لا يمكن أن تحل محل مطلب بلاده بالانضمام إلى الحلف، معبرا عن ثقته بأن أوكرانيا ستنضم إليه بعد الحرب.

وتنص المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أن أي هجوم يستهدف أي دولة عضو في التحالف هو هجوم على دول التحالف بأسره.

وتخشى الولايات المتحدة، خصوصا، من إمكان انجرارها إلى صراع نووي محتمل مع روسيا، إذا ما أصبحت أوكرانيا عضوا في الحلف.

ودعت واشنطن إلى اتباع نموذج مماثل لذلك المعتمد مع إسرائيل، والذي تعهدت واشنطن، بموجبه، بتقديم مساعدات عسكرية لها، على الأمد الطويل.

لكن زيلينسكي حاول، يوم أمس الأربعاء، التخفيف من خيبة أمله، معتبرا أن التعهدات التي حصلت عليها بلاده تشكل "انتصارا أمنيا كبيرا" لها.

وقال زيلينسكي بعد مشاركته في قمة الناتو إن "الوفد الأوكراني يحمل إلى الديار انتصارا أمنيا كبيرا لأوكرانيا، لبلادنا، لشعبنا، لأطفالنا".

وخلال مراسم شارك فيها قادة دول مجموعة السبع وزيلينسكي، قال بايدن: "سنساعدهم في بناء قدرات دفاعية قوية في البر والجو والبحر"، مشددا على أن "مستقبل أوكرانيا هو في حلف شمال الأطلسي".

وتشكل تعهدات مجموعة السبع إطارا لإبرام اتفاقات ثنائية، في وقت لاحق، بين هذه الدول وكييف، تتضمن تفاصيل الأسلحة التي ستمد بها كييف، لمدة عشر سنوات.

وأرسل المانحون الغربيون، إلى حدود الساعة، أسلحة بقيمة عشرات المليارات من اليوروهات إلى أوكرانيا، لمساعدتها في مكافحة الغزو الروسي.

وقالت ألمانيا، أول أمس الثلاثاء، إنها ستقدم مزيدا من الدبابات ومن صواريخ "باتريوت" الدفاعية والعربات المدرعة، بقيمة 700 مليون يورو إضافية.

وأعلنت فرنسا عن إرسال صواريخ طويلة المدى من طراز "سكالب"، بينما أكد تحالف يضم 11 دولة أنه سيبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات "اف-16"، اعتبارا من الشهر المقبل.

كذلك، أعلنت النرويج، يوم أمس الأربعاء، أنها ستقدم لأوكرانيا، خلال العام الحالي، مساعدات عسكرية إضافية تشمل طائرات مسيرة متناهية الصغر وأنظمة دفاع جوي وحصصا غذائية للجنود.

وفي اليوم الأول من قمة الأطلسي، أول أمس الثلاثاء، أكد قادة الدول الأعضاء في التحالف العسكري بأن "مستقبل أوكرانيا هو في الناتو"، وهو الإعلان الذي لا يذهب أبعد من التزام قطع، في عام 2008، بشأن انضمام في المستقبل.

من جهة ثانية، حذر الكرملين، يوم أمس الأربعاء، من أن روسيا ستضطر لاتخاذ "إجراءات مضادة"، إذا استخدمت أوكرانيا القنابل العنقودية التي قالت الولايات المتحدة إنها ستزودها بها.

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين، إن "الاستخدام المحتمل (من قبل كييف) لهذا النوع من الأسلحة يغير الوضع، وهو حتما يلزم روسيا باتخاذ إجراءات مضاد ة معينة" يقررها الجيش الروسي، في حينه.

وفي جاكرتا، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لصحيفة إندونيسية، إن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي، ما لم يتوقف الغرب عن السعي لدحر موسكو.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "كومباس" الإندونيسية، قبيل اجتماعات يعقدها في جاكرتا، هذا الأسبوع، مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، انتقد لافروف بشدة الولايات المتحدة وحلفاءها، لدعمهم أوكرانيا.

وميدانيا، أعلنت أوكرانيا أنها أسقطت 11 مسيرة روسية مفخخة أطلقت، ليل الثلاثاء-الأربعاء، على كييف.