أفاد مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، سمير فطاجو، بأنه تم تعزيز الطاقة الاستيعابية للأحياء والإقامات الجامعية، برسم الموسم الجامعي 2023-2024، بإضافة ما يفوق 5000 سرير، وذلك عبر افتتاح أحياء جامعية جديدة وتوسعة أخرى قائمة.
وأوضح فطاجو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المكتب لديه مشاريع بناء أحياء جامعية جديدة في طور الإنجاز، في عدة مدن مغربية، مبرزا أن الدخول الجامعي الحالي سيعرف التنزيل الفعلي للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، برؤية جديدة ومستجدات كثيرة، لاسيما في شقه المتعلق بدعم الحياة الطلابية والأنشطة الجامعية الموازية.
وتابع أن المكتب وضع إستراتيجية واضحة لتعزيز الخدمات الاجتماعية وتحسين جودتها، عملا بتوصيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وذلك من خلال الرفع من الأسرة، لإيواء المزيد من الطلبة، على الصعيد الوطني، على اعتبار الطلب المتزايد عليها، وذلك عبر برمجة بناء مجموعة من الأحياء الجامعية، وإنجاز مشاريع توسعة أحياء قائمة، وتوقيع اتفاقيات شراكة مع مختلف الفاعلين المحليين من مجالس الجماعات والمؤسسات العمومية، لبناء إقامات طلابية جديدة، مع إعطاء مجموعة من التحفيزات للقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال.
كما تم إخضاع بعض الأحياء الجامعية التابعة للمكتب، يضيف فطاجو، لمختلف عمليات الصيانة والتهيئة والإصلاح وإعادة التأهيل، والتي تهم البنايات السكنية وبعض المرافق التابعة لهذه الأحياء الجامعية، لافتا إلى أن المكتب سيعمل على تعميم خدمة الإنترنت، على صعيد جميع الأحياء الجامعية.
ولمواكبة الارتفاع المتزايد في أعداد الطلبة الحاصلين على شهادة الباكالوريا، قررت الوزارة، في إطار المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، البحث عن حلول موازية للرفع من الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية والإقامات الطلابية، وفق نفس المصدر.
وتتمثل هذه الحلول في مساهمة المؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على مستوى مختلف الجهات والأقاليم، في التموين الكلي أو الجزئي لمشاريع البناء، وإجراء اتفاقيات شراكة مع كل من المجلس الجماعي أولماس، من أجل إنجاز إقامتين طلابيتين بالقنيطرة، وإحدى عمالات جهة الرباط سلا القنيطرة، وولاية جهة بني ملال خنيفرة، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، من أجل إنجاز سكن جامعي لفائدة طالبات جامعة السلطان مولاي سليمان، وولاية جهة الشرق، ومجلس جهة الشرق، وجامعة محمد الأول بوجدة، من أجل إنشاء دار إفريقيا لإيواء الطلبة الأفارقة والطلبة المغاربة، وتوسيع وتهيئة المركب الرياضي لجامعة محمد الأول بوجدة، ومجلس جهة فاس مكناس، من أجل إنجاز توسعة للحي الجامعي مكناس، فضلا عن تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في السكن الجامعي الموجه لإيواء الطلبة ذوي الدخل المحدود، عن طريق إطلاق طلب إبداء الاهتمام في وجه مختلف المستثمرين الخواص.
أما في ما يخص مشاريع المكتب، في إطار الشراكة مع القطاع الخاص، فقامت الوزارة الوصية، حسب المسؤول ذاته، بعقد اتفاقيات شراكة مع مختلف المنعشين العقاريين في القطاع الخاص، لبناء إقامات طلابية، بمختلف المدن الجامعية، خاصة بالمدن التي تشهد خصاصا ملحوظا على مستوى الإيواء؛ حيث يستفيد المنعشون العقاريون، من خلال هذه الاتفاقيات، من عدة امتيازات تشمل إعفاءات من مجموعة من الضرائب والرسوم.
وذكر فطاجو أن عدد اتفاقيات الشراكة المبرمة بلغ 18 اتفاقية مع مختلف المنعشين العقاريين، والتي افتتح منها، لحدود الساعة، 6 إقامات جامعية، ويرتقب افتتاح إقامة طلابية جديدة بأكادير، برسم الموسم الجامعي الحالي، ليصل عدد الإقامات الطلابية في هذا الإطار، إلى 7 إقامات، بطاقة استيعابية تقدر بـ5300 سرير.
وبخصوص وضع السكن الجامعي في المناطق الأقرب إلى بؤرة الزلزال، الذي عرفته المملكة، يوم 8 شتنبر الجاري، قال مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية: "بعد فاجعة الزلزال، قمنا بزيارة ميدانية لحيي مراكش وأكادير، وهما المؤسستان الأكثر قربا من بؤرة الزلزال؛ حيث تبين لنا عدم تعرضهما لأي شكل من أشكال الضرر، ونفس الأمر أكدته كذلك معاينات لجان تقنية شكلت على صعيد كل مؤسسة من هاتين المؤسستين، على حدة".
وحول الدعم الذي يمكن أن يقدم للطلبة المنحدرين من المناطق المتضررة من الزلزال في ما يخص استفادتهم من السكن الجامعي، أوضح فطاجو أن الطلبة الذين كانوا في السنة الماضية يقطنون بالحي الجامعي، ومايزال لديهم الحق في إعادة التسجيل لسنة إضافية أخرى، لكن لم يتمكنوا، بسبب ظروفهم، من تجديد سكنهم، ستحتفظ لهم الإدارة بأماكنهم، حتى يلتحقوا، ولو خارج الآجال المحددة.
أما بالنسبة للطلبة الجدد الذين لم يتمكنوا من تسجيل طلباتهم في المنصة الإلكترونية، بسبب ظروف هذه الكارثة، فسوف يتم، بشكل استثنائي، تمديد آجال وضع الملفات بالنسبة لهم، وسيجري التعامل مع الحالات الإنسانية والاجتماعية، وفق مساطر استثنائية أيضا. وفي حالة عدم القدرة على تلبية طلبات سكنهم، سوف يتم تمكينهم من الاستفادة من خدمات أخرى؛ كالإطعام، والمنحة الدراسية.
وذكر مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية بأنه تم إطلاق المنصة الكترونية logement.onousc.ma، لإيداع طلبات الاستفادة من السكن الجامعي بالنسبة للطلبة الجدد، منذ يوم الثلاثاء 22 غشت 2023، وأن عملية انتقاء الطلبة تتم عبر مسطرة موحدة بين جميع الأحياء، تروم تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الطلبة، معتمدين في ذلك على برنامج معلوماتي للبت في طلبات الإيواء يرتكز على نظام التنقيط. كما يتم الأخذ بعين الاعتبار الحالات الخاصة؛ كالإعاقة، واليتم، والطلبة المتخلى عنهم. في حين تم انطلاق عملية إيواء الطلبة القدامى بالأحياء الجامعية، ابتداء من الاثنين 4 شتنبر 2023.