خبير سياحي لـ"تيلكيل عربي": المغرب أمام فرصة لاقتناص حصة كبيرة من سوق السياح الصينيين

خديجة قدوري

في خطوة استعدادا لاستئناف الرحلات المباشرة بين الدار البيضاء وبكين في 20 يناير 2025، قامت شركة الخطوط الملكية المغربية بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات مع أبرز وكالات السفر الصينية خلال حفل أقيم في العاصمة الصينية بكين.

في هذا السياق، أشار الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، إلى أن السوق الصينية تُعد سوقًا استراتيجية وواسعة الأهمية بالنسبة للمغرب.

وأوضح، بلغة الأرقام، أن عدد سكان الصين يبلغ حوالي مليار ونصف نسمة، من بينهم ما بين 300 إلى 400 مليون ينتمون إلى الطبقة المتوسطة ذات القدرة الشرائية المرتفعة. كما نوّه بأن الصين أصبحت لاعبًا رئيسيًا على المستوى العالمي بفضل انتشار مقاولاتها وظهور ما يُعرف بـ"الأثرياء الجدد".

وأوضح بوحوت، أن المغرب، إذا عدنا عشر سنوات إلى الوراء، كان يستقبل ما بين 9 آلاف و10 آلاف زائر صيني سنويًا خلال عامي 2014 و2015. إلا أن زيارة الملك إلى الصين في عام 2016، والتي تم خلالها اتخاذ قرار إلغاء التأشيرات للمواطنين الصينيين، أسفرت عن ارتفاع ملحوظ في أعداد الزوار. فقد تجاوز العدد 40 ألف زائر بين عامي 2015 و2016، مع الإشارة إلى أن القرار دخل حيز التنفيذ بعد زيارة الملك في منتصف عام 2016.

ولفت إلى أن دينامية السوق تظهر بوضوح من خلال الأرقام المحققة عامًا بعد عام، حتى جاءت الجائحة التي تسببت في توقف مؤقت. ومع ذلك، شهدت الفترة بين عامي 2022 و2023 استمرارًا في النمو، ومع التوقعات القائمة، قد يصل عدد الزوار خلال عام 2024 إلى ما بين 80 و100 ألف.

وأورد الخبير، أن هذا الخط الجوي الجديد سيؤدي دورًا كبيرًا، نظرًا لاستخدام طائرات ذات سعة كبيرة. وإذا تم الترويج له وتسويقه بشكل فعّال، فمن المتوقع أن يحقق ما بين 40 إلى 50 ألف راكب سنويًا. كما أشار إلى وجود خط آخر غير مباشر يربط شانغهاي بمارسيليا قبل الوصول إلى المغرب، ويستخدم طائرات بنفس السعة، إلا أن الخط المباشر يظل أكثر أهمية.

وأضاف بوحوت، أن المكتب الوطني المغربي للسياحة، بحكم خبرته الطويلة في الأسواق، يجب أن يتدخل بشكل فعّال في هذا المجال. ورغم أن الخطوط الجوية قامت بدور الناقل ونظمت لقاءات مع وكالات الأسفار، إلا أن دور المكتب يظل محوريًا لتعزيز هذه الجهود. كما شدد على أهمية إشراك المهنيين في هذا السياق لضمان نجاح المبادرات وتحقيق الأهداف المرجوة.

واختتم حديثه قائلاً: "وأعتقد أنه من الضروري تحريك الدبلوماسية الموازية، إذ أن الصين بدأت تدخل السوق المغربية وتستحوذ على العديد من القطاعات، خصوصًا في البنية التحتية والمصانع وغيرها. ومن هذا المنطلق، يجب تعزيز العلاقات مع الصين بشكل أكبر لتحقيق استفادة أكبر من هذا السوق، نظرًا لأهميته الاستراتيجية. فبحلول عام 2030، من المتوقع أن يكون حوالي 251 مليون سائح صيني من أصل مليار و300 مليون سائح عالمي، أي ما يعادل حوالي 20% من إجمالي السياح، وهذه هي القوة الاستراتيجية الحالية للسوق الصينية."