تطورت قضية اعتداء مساعد الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون المتورط باعتداءات جسدية على متظاهرين في باريس، لتتحول إلى كرة ثلج كبيرة ارتطمت بجدران حزب الرئيس إيمانويل ماكرون وأقحمت وزير الداخلية في مساءلات داخل البرلمان الفرنسي، فمن يكون ألكسندر بنعلا، الذي خلق الحدث لدرجة أنه غطى على فوز الفرنسيين بكأس العالم؟
"اسمي مشكلتي"
لم يكن اسم ألكسندر بنعلا رائجا بشكل كبير في وسائل الإعلام قبل أشهر فقط، ولم ينتبه كثيرون إلى تركيبة اسمه التي تمزج بين اسم شخصي غربي واسم عائلي تحيل تركيبته على أصول عربية، حتى ظهر في تسجيلات فيديو وهو يعنف متظاهرا، يوم فاتح ماي الماضي، في ساحة "كونترسكارب"، قبل أن يغادر هاربا مخافة افتضاح أمره.
لفت هذا الشخص، الذي اعتقد كثيرون حينها أنه ينتمي إلى الشرطة السرية، التي كانت مكلفة بتأمين تظاهرة طلابية دعا إليها "الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا" و"فرنسا غير الخاضعة" التي يقودها الزعيم اليساري جون لوك ميلانشون، تضامنا مع عمال السكك الحديدية والطلبة الذين يحتلون العديد من الجامعات ومع المضربين في المستشفيات، وكان مقررا لها أن تنتهي في ساحة "كونترسكارب" بباريس الخامسة، غير أن تسجيلات كثيرة كشفت أن الشخص لا يمت بأي صلة لوزارة الداخلية، وإنما هو أحد أفراد الأمن الرئاسي.
مقاطع الفيديو تظهر شخصا طويل القامة وضخم الجثة، يرتدي خوذة قوات مكافحة الشغب، يعنف شابا وشابة، فجالت الفيديوهات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مما ساهم في التعرف على هوية هذا الشخص، ليبدأ مسلسل فضائحي هو الأول من نوعه في مسيرة الرئيس الشاب إمانويل ماكرون.
وفق ما كشفت عنه صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، فإن أصول ألكسندر بنعلا مغربية، وأنه اضطر إلى تغيير اسمه الشخصي حتى يصبح أكثر "تفرنسا".
طموح الارتقاء
ولد بنالا سنة 1991 في مدينة إيرفو الواقعة بمنطقة النورماندي، لينشأ بإحدى الضواحي الشعبية للمدينة وتحديدا حي "لامدلين".
تقول اليومية إن المسار التعليمي لألكسندر تميز بالتنقل الثير بين المرسسات التعليمية في المدينة، وخلال نشأته لم يخف الشاب القوي البنية طموحه للارتقاء؛ إذ خلال دراسته ما بين 2001 و2005 اشتهر بكونه أحد أقوى المتعاركين الضارين في المدينة.
بعد هذا التاريخ سيبدأ ألكسندر برسم أولى خطوط مساره لإيجاد موطئ قدم له داخل الدوائر السياسية الفرنسية، ويصبح أحد المقربين الأمنيين من الرئيس الحالي إمانويل ماكرون.
سيكون انضمام الشاب،الذي يخلق الجدل حاليا في بلاد الأنوار، إلى صفوف الدرك الفرنسي، عبارة عن بوابة رئيسية ستقوده مباشرة إلى تحقيق طموحه، ودخول نادي السياسيين، من خلال اختياره ضمن الفريق الأمني للرئيس الحالي ماكرون.
تنقل الجريدة، على لسان أحد الجنود الاحتياطيين، الذين تلقوا تديربهم العسكري رفقة ألكسندر في صفوف الدرك، "لقد استفاد من تكوينه العسكري ليرسم مسارا أمنيا بالقرب من السياسيين، وهذا الأمر هو ما جعله يستفيد من ترقية إلى رتبة كولونيل ملازم عقيد، ويختم زميل التكوينن العسكري لألكسندر بنالا "هذه الترقية لم تكن لولا تدخل الإلزيه".