في الوقت الذي انقسمت فيه أراء قيادات الحزب إلى مؤيدة لبقاء بنكيران، وأخرى تعارض التمديد له، دخل عدد من قياديي حركة التوحيد والإصلاح على خط الصراع الدائر بين بنكيران ومعارضيه، بعدما عبر أغلبهم عن معارضتهم للولاية الثالثة، وذلك ما يطرح أكثر من سؤال حول ما إذا كانت الحركة قد أوصت أعضاءها بالتصويت ضد بنكيران في المؤتمر المقبل وإلى أي حد سيحسم موقفها في نتيجته؟
وعلى بعد أقل من شهر ونصف من انعقاد المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية، لازال النقاش محتدما داخل حزب العدالة والتنمية حول الولاية الثالثة لعبد الإله بنكيران، خاصة بعدما صادقت لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني للحزب على تعديل المادة 16 من النظام حزب "المصباح"، في انتظار عرضها على المجلس الوطني، ما سيفتح الباب أمام عودة بنكيران للعودة إلى كرسي زعامة الحزب.
قيادات الحركة ورفض "الثالثة"
وأظهرت تصريحات عدد من قيادات الحركة، أن هناك توجهاً عاماً داخلها يعارض عودة بنكيران، فأحمد الريسوني الرئيس السابق للحركة، وعضو مكتبها التنفيذي صرح في حوار مع "تيلكيل عربي" أنه "إذا كان لا يوجد في الحزب إلا شخص واحد يصلح، فهو حزب يجب أن يدفن فوراً". معلناً بذلك رفضه لعودة بنكيران، وهو رأي يتقاسمه معه قياديون آخرون داخل الحركة كما هو الشأن بالنسبة لامحمد الهلالي، الذي دأب على انتقاد أنصار "الولاية الثالثة" على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وذهب الهلالي حد وصف أنصار بنكيران بـ"البلطجية".
الأصوات المحسوبة على حركة التوحيد والإصلاح، من أعضاء الأمانة العامة للحزب، عبرت بدورها عن رفضها للولاية الثالثة، ومن بينهم محمد يتيم، ومحمد الحمداوي.
اقرأ أيضاً: الريسوني يصف خطاب بنكيران بالرديء أخلاقيا
في السياق، أوضح رئيس الحركة عبد الرحيم الشيخي، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن مواقف أحمد الريسوني لا تلزم التوحيد والإصلاح، التي لم يسبق لها أن طرحت قضية الولاية الثالثة على جدول أعمال اجتماعاتها، وقال بهذا الصدد إن "الريسوني كغيره من الأعضاء، يعبر عن رأيه الخاص، لكنه رأي يلزمه وحده".
حدود تأثير الحركة
وعن حدود تأثير الحركة، اعتبر مصطفى بوكرن، الباحث في الحركة الإسلامية أن موقفها سيكون له تأثير في مؤتمر العدالة والتنمية المقبل، لكن من الصعب التكهن بحجمه، ومن الصعب القول إن هذه الأصوات ستشكل الأغلبية.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريحه لـ"تيل كيل عربي"، أن "الواقع حالياً هو توجيه المنتدبين المشاركين في المؤتمر لرأي دون آخر، وهناك صراع حول من يؤثر فيهم، وكل طرف يستخرج أوراقه القوية الآن".
اقرأ أيضاً: هؤلاء قياديو "البيجيدي" الذين يرفضون الولاية الثالثة لبنكيران
ويرى بوكرن أن الريسوني "يمثل ورقة قوية في حملة الدعاية ضد التمديد بما يملكه من رمزية في صفوف الحركة، ولكن من الصعب القول إن هناك توجها لها، لأنه ليس لدينا بلاغ رسمي يؤكد أن الحركة ضد التمديد".
وتابع الباحث في الحركات الإسلامية، بالقول إن "تاريخ الحركة هو تاريخ التأكيد على احترام المنهج، أي المنطلقات الأساسية في تدبير العلاقات بين أفرادها، ولا يمكن أن تسمح بهدم المنهج من أجل شخص معين، مشيراً إلى أن الحركة "لا تريد أن ترى في الحزب الذي أسسته غياب المنهج المتبع في الإعلاء من شأن المؤسسات مهما علا شأن أي شخص".
"لكن السؤال المطروح هنا حول الفرق بين ما تريده الحركة وما سيمارسه أعضاؤها في المؤتمر؟" يقول بوكرن، "فإذا تحولت الحركة إلى ضاغط على أعضائها للالتزام بما تؤمن به، سيصبح الحديث عن استقلالية الحزب مجرد خرافة لن يصدقها أحد".
من جهته، اعتبر عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن "حركة التوحيد والإصلاح لن يكون لها أي تأثير على مؤتمر العدالة والتنمية، خاصة أن بنيته البشرية أصبحت أكبر بكثير منها، فضلاً عن الشعبية التي يتوفر عليها بنكيران داخل المصباح.
واعتبر المتحدث ذاته، أن "تصريحات قيادات التوحيد والإصلاح لن يكون لها تأثير على قواعد الحزب، بما في ذلك تصريحات الريسوني، الذي أصبح موقعه التنظيمي ضعيف جداً مقابل تعاظم شعبية بنكيران، الذي تحولت الحركة في عهده إلى ذراع دعوي للحزب فقط".