انفراد.. البحارة يرفضون الالتحاق بميناء دشنه الملك واستنفار لاحتواء غضبهم

تيل كيل عربي

قرر أرباب ومهنيو الصيد بميناء طنجة المدينة، عدم الانتقال إلى المنشأة البحرية الجديدة التي دشنها الملك محمد السادس، أمس الخميس، بدعوى وجود صعوبات موضوعية تحول دون رسو مراكب الصيد الساحلي وقوارب الصيدي التقليدي،  ورفضوا الدخول إلى الميناء الجديد إلا بعد استكمال تجهيزه بمختلف شروط السلامة البحرية ووسائل الحماية، تفاديا لوقوع كوارث تودي بأرواح رجال البحر.

قرار البحارة جعل والي جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد اليعقوبي، يتصل بالمندوب الإقليمي للصيد البحري، يطالبه بعقد اجتماع مستعجل مع المهنيين، وحثهم على الانتقال للميناء الجديد في أفق يوم الغد صباحا، حتى لا يفهم الأمر على نحو سلبي لدى الرأي العام المحلي والوطني.

 وفي غضون الساعة الثانية بعد الزوال من يومه الجمعة، انطلق اجتماع بين مندوب الصيد البحري، ومدير الوكالة الوطنية للموانئ، مع البحارة والتجار الكبار وأرباب مصانع الثلج ومختلف مهنيي القطاع، بحضور مسؤولين من ولاية جهة طنجة.

مصادر مطلعة، حضرت أشغال هذا اللقاء الذي استمر إلى قبيل وقت الإفطار دون أن يخرج بأية نتيجة، كشفت أنه جرى في أجواء عاصفة، إذ حاول المندوب الجهوي احتواء توتر المهنيين الغاضبين، والذين أقسموا على استحالة الشروع في بداية الخدمة بالميناء يوم غد أو بعد غد وحتى بعد شهر، بسبب نقص تجهيز ات الميناء وعدم توفره على المحتويات اللازمة.

وقال أحد المهنيين؛ "كيف ستدخل المراكب والقوارب إلى الأحواض المائية، والأرصفة غير مجهزة بوسائل الجر، ولا تتوفر على رافعات الوزن الثقيل"،  مضيفا "من سيحمل المحركات التي تزن أكثر من 40 كيلو ويخرجها من البحر إلى اليابسة، هل هو البحار ؟"، محذرا من أن الدخول إلى الميناء على هذه الحالة، مغامرة تنطوي على مخاطر حقيقية تهدد سلامة وأرواح العاملين في المجال البحري.

لكن مسؤولة من ولاية طنجة، أخذت الكلمة وتحدثت بلغة حازمة، قائلة للمهنين؛ "اسمعوا الله يخليكم هادشي فيه التعليمات ديال السيد الوالي، راه إذا ممشيتواش غدا للمارصا تخدموا  راكم عارفين التفكير ديال الناس شنو غادي يقولو، وهادشي غادي يستغلوه دوك الفئة لي عندهم الحسابات مع الدولة وغادي يبداو يفضحوا هادشي".

غير أن المهنيين لم يقتنعوا بتبريراتها مطلقا، ورد بعضهم عليها بالقول؛ "واقيلا السيد الوالي معرفشي الاختلالات لي كاينة، واش غير شافنا البارح دخلنا للمارصا وكانوا الناس كيبيعو الحوت سحابلو الأمور مزيانة؟ راه حنا غير استجبنا لهم حيت قالونا الزيارة الملكية وسيدنا خصو يشوف كلشي هو هداك، اللهم نعبروا على الموقف ديالنا دابا، ولا حتى توقع شي كارثة وتنفجر الأمور وعاد تفتح التحقيقات ونسمعوا شي غضبة ملكية، بغينا المشاكل تتحل دابا قبل مندخلوا"،

ومن بين المشاكل التي تطرق إليها المهنيون، تأخر تسليم التجار محلاتهم من طرف الوكالة الوطنية للموانئ، وجود اختلالات تقنية فادحة في تجهيزات الميناء، أخطرها تهيئة الأحواض المائية مقابلة لرياح الشرقي، عدم وجود حاجز اسمنتي لصد الرياح عن المراكب المتوقفة في الأرصفة، مما يهدد باصطدامها فيما بينها وتدميرها، كما أن منفذ ولوج المراكب والقوارب إلى الميناء ضيق جدا، إذ في حالة علو وهيجان البحر يمكن للأمواج أن تصدم السفن بالأحجار الصخرية الجانبية، حسب قولهم.

وبحسب تسجيلات صوتية لوقائع أشغال الاجتماع العاصف، حصل عليها "تيل كيل عربي"، فإن مندوب الصيد البحري وممثلة ولاية جهة طنجة، حاولا امتصاص غضب المهنيين، وقدموا لهم وعودا بالتجاوب مع مطالبهم وحلحلة المشاكل القائمة، غير أنهم تمسكوا بموقفهم مطالبين بفتح تحقيق مع وزارة التجهيز والوكالة الوطنية للموانئ، لأنهما لم يستشيرا المهنيين أثناء تشييد الميناء.

وفي الوقت الذي انتقلت مختلف المصالح الخارجية إلى مكاتبها الإدارية في الميناء الجديد، كما هو الشأن بالنسبة للدرك البحري، والقيادة، والجمارك، والبحرية الملكية، والشرطة، فإن أهم عنصر في منظومة الصيد البحري امتنع عن الالتحاق بالميناء الجديد، ليضع المسؤولين الذين أشرفوا على إنجازه في حرج كبير أمام الملك محمد السادس، خاصة وأن زوبعة إعفاءات مسؤولي "منارة المتوسط" لم تهدأ بعد.