مصدر حكومي رفيع: "دوزيم" ممنوعة من تغطية أشغال المجلس الحكومي

محمد بودرهم الشرقي الحرش

 في تطور جديد للتوتر بين رئاسة الحكومة والقناة الثانية، قرر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني منع "دوزيم" من تغطية اجتماعات المجلس الحكومي.

 يأتي ذلك، بعد رسالة احتجاجية وجهها مدير ديوان رئيس الحكومة جامع المعتصم إلى إدارة القناة الثانية، اتهمها فيها بنشر شريط فيديو تم تصويره دون علم العثماني.

 وكانت القناة الثانية قد بثت شريط فيديو قصير لرئيس الحكومة يوم الخميس الماضي، ظهر فيه وهو يرفض الجواب على أسئلة القناة حول حملة المقاطعة التي تستهدف منتوجات ثلاث شركات منذ 20 أبريل الماضي، لكن رئاسة الحكومة اعتبرت الأمر غير مهني بدعوى أن التصوير تم خفية.

وكشف مصدر حكومي رفيع لموقع "تيل كيل عربي" أن منع القناة الثانية يأتي ردا على ما وصفه بـ"التصرف غير المهني مع رئيس الحكومة وتصويره خفية دون إذنه"، مشيرا إلى أن عودة القناة الثانية لتغطية أشغال المجلس الحكومي رهين بتقديمها اعتذارا لرئيس الحكومة.

 وأضاف المصدر الذي، طلب عدم الكشف عن هويته، "إذا اعتذرت القناة الثانية عن خطئها سيتم رفع المنع، فرئيس الحكومة لن يمنعها أبد الآبدين، لكن كان لا بد من اتخاذ قرار حازم".

في المقابل، قال مصدر مقرب من إدارة "دوزيم": "القناة سترد من باب اللياقة في الأيام المقبلة، لأنه لا شيء يلزمنا بذلك، ولكن سنرد نقطة بنقطة على مؤاخذات العثماني". وأضاف المصدر أن "رئيس الحكومة أبان عن عدم معرفته بقوانين ومؤسسات البلاد وهذا خطير".

وكان على العثماني، يقول المصدر ذاته، أن يتوجه مباشرة إلى الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا" بدل مراسلة القناة كتابيا.

وحول تصوير رئيس الحكومة دون إذنه، قال المصدر "نحن لا نقوم بكاميرا خفية. ميكروفوننا وكاميرانا كانا ظاهرين وفرقنا التي تغطي أنشطة المجلس الحكومي معروفة لدى فريق العثماني"، مؤكدا أن القناة لم تقم إلا بمهمتها كمرفق عمومي، ليحسم بأن "الحكومة تريد وضع قناة عمومية تحت وصايتها وهذا خطير".

وأوضح المصدر عينه أنه "في الأسبوع الثالث للمقاطعة (لمنتوجات ثلاث شركات)، لم يرغب العثماني في التعبير عن رد فعله، كما العديد من وزرائه. ونحن لم نقم إلا بعملنا".

وكان مدير ديوان رئيس الحكومة جامع المعتصم قد أكد في رسالته الاحتجاجية أن "رئاسة الحكومة تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ التدابير المسطرية التي تراها مناسبة للحفاظ على جو الثقة والمهنية والتقدير الذي طبع علاقتها مع الصحافة الوطنية والدولية المعتمدة بشكل عام، ومع قنوات القطب العمومي بشكل خاص".