وزير الصحة يكشف لـ"تيل كيل عربي" كواليس اجتماعه بصناع الأدوية.. الأسعار والأرباح ومستقبل الأدوية الجنيسة

وزير الصحة أنس الدكالي /ت: رشيد التنوني
أحمد مدياني

عقد وزير الصحة أنس الدكالي يوم أمس الثلاثاء، لقاء مع صناع الأدوية في المغرب، ممثلين بثلاث جمعيات تعبر عن مصالح المستثمرين في قطاع.

وكشف وزير الصحة، في حديث مع "تيل كيل عربي"، عقب الاجتماع، كواليس ما دار مع صناع الأدوية في المغرب، خاصة الجوانب المتعلقة بالأسعار وهامش الربح والرفع من جاذبية الاستثمار في القطاع، فضلاً عن مستقبل صناعة الأدوية الجنيسة والمماثلة وأفق تحول المغرب إلى منصة لقطاع الاستثمار في الأدوية في القارة الإفريقية، كذا مناقشة المشاكل التي يعاني منها القطاع في علاقة مع الصيادلة والمستشفيات والمصحات والمواطن.

وقال الدكالي، في تصريحه لـ"تيل كيل عربي"، إن الوزارة رصدت استمرار ضعف الاستثمار في صناعة الأدوية بالمغرب، رغم المراسيم والقوانين التنظيمية التي صدرت لصالح تعزيز الترسانة القانونية لهذا القطاع، وأضاف أنه منذ العام 2016 الذي عرف قفزة نوعية من حيث تسهيل المساطر للولوج إلى الاستثمار في صناعة الأدوية بالمغرب، هناك فقط 13 مقاولة أنشئت أو قيد الإنشاء، لذلك، حسب المتحدث ذاته، يجب إعطاء دفعة أخرى لهذا القطاع.

وصرح وزير الصحة، أن المغاربة ينفقون سنويا ما يقرب 415 درهماً فقط على شراء الأدوية، وهو معدل ضعيف جداً مقرانة مع دول الجوار إقليمياً، ومرد هذا الضعف حسب أنس الدكالي، ضعف التغطية الصحية للمغاربة رغم المجهودات التي بذلت لتشمل أوسع الفئات المجتمعية، أيضاً، ضعف التعويضات الممنوحة للمرضى، فضلاً عن أن 50 في المائة من المغاربة يؤدون ثمن الأدوية من جيوبهم.

وعن أبرز خلاصات اللقاء مع صناع الأدوية في المغرب، كشف الوزير أنه تم الاتفاق على تعزيز الاستثمار في القطاع، عبر تبسيط المساطر، كذا "جعل المواطن المغربي في صلب الاهتمامات وتلبية حاجياته من العلاجات".

كما خلص اللقاء إلى ضرورة الاستثمار أكثر في صناعة الأدوية الجنيسة والأدوية المماثلة، وقال وزير الصحة في هذا الصدد: "وضعنا أمام صناع الأدوية لائحة من الأدوية الجنيسة والمماثلة والتي توجد في السوق الدولية، يجب أن يستفيد المغاربة منها، ونحن مستعدون في وزارة الصحة لتبسيط مساطر صناعة الأدوية الممثالة".

وفي ما يخص امكانية خفض أسعار دفعة جديدة من الأدوية، شدد وزير الصحة في تصريحه لـ"تيل كيل عربي"، على أن مدونة أسعار الأدوية نصت على ضرورة ملاءمة سعر بيعها في المغرب مع ما هو متداول في السوق الدولية، وأن التوجه مستقبلا هو الاستمرار في خفض أسعار الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.

وناقش اللقاء كذلك، مشاكل توزيع الأدوية على الصيدليات وبيعها بأسعار تفضيلية للمصحات الخاصة، وأكد الوزير بالنسبة للموضوع الأول، أن الوزارة طلبت من صناع الأدوية ضرورة توزيع الأدوية بمنطق عادل ومتكافئ على جميع الصيادلة، وعدم السماح ببيع عدد من الأدوية بكميات كبيرة لصيدليات بعينها، ما يحرم زملاءهم من التزود بها، أما الموضوع الثاني، فشدد أنس الدكالي على أن بيع الأدوية للمصحات الخاصة بأسعار تفضيلية يضرب مبدأ المنافسة، وهذا الأمر يتم خارج إطار القانون، ويجب القطع معه، لأن المصحات تبيعها للمواطن بنفس سعر الصيدليات، لذلك يجب أن تخضع المصحات لنفس منطق البيع المتعامل به.

في سياق متصل، اعتبر وزير الصحة أن صناع الأدوية في المغرب أمام فرصة مهمة لتوجيه استثماراتهم نحو دول إفريقيا، وأوضح في هذا الصدد أن وزارة الصحة وعبر مديرية الأدوية والصيدلة تواكب أربع دول إفريقيا من بينها موريتانيا لإنشاء مختبرات خاصة بها، واعتبر أن هذا المدخل سوف يمكن صناع الأدوية بالمغرب من فتح آفاق استثمارية مهمة في قارة فرص نمو هذا القطاع فيها واعدة، ويمكن أن تمنح الأرباح وتقديم الخدمات ذات جودة وبأسعار تتناسب مع القدرة الشرائية.