التطبيب عن بعد يدحض معارضيه في زمن الوباء.. ومختص مغربي يوضح

عبد الرحيم سموكني

أظهرت "الحرب" المستعرة على فيروس "كورونا" المستجد الحاجة المتنامية إلى سلاح تكميلي، يمكن أن يخفف الضغط على الكتائب الطبية من أطباء وممرضين، وأن يقدم خدمة عملية للمرضى ويقلص من نفقاتهم.

ويعترف الدكتور أنور حكم المتخصص في الصحية الرقمية والتطبيب عن بعد" أن أزمة جائحة "كورونا" أظهرت أهمية هذا التخصص، وأن كثيرين من المعارضين للتطبيب عن بعد غيروا نظرتهم في زمن الوباء.

ويوضح حكم، في حديثه لـ"تيلكيل عربي" أن المغرب اعتمد التطبيب عن بعد منذ 2018 بعد أن جرى تجهيز بعض قرى في مناطق أنفكو وإملشيل وزاوية أحنصال بمعدات خاصة للاتصال، لإرسال بيانات الضغط الدموي ودقات القلب وتخطيط القلب، ويؤكد أن القانون المنظم  لهذا التخصص يجبر المريض أن يكون مرفقا بمهني صحة، لإجراء الاستشارة عن بعد، ويقول "أعتقد أن هذا الشرط سيتغير مستقبلا، بما يسمح بمرونة أكبر لإجراء فحوصات عن بعد".

يعترف حكم بأن التطبيب عن بعد ليس حلا أوحدا، وإنما هو تكيميلي للطب السريري، لكنه يقول "حتى منظمة الصحة العالمية تقول بإنه لا يمكن الوصول إلى تغطية صحية شاملة دون الاعتماد على الصحة الرقمية.

ويسترسل المتحدث ذاته بأن أهمية التطبيب عن بعد تتجلى في مراقبة الأمراض المزمنة، خاصة في زمن يعاني فيه كثيرون من أمراض الضغط والقلب والشرايين والسكري، ويقول "في غالب الاستشارات الطبية، يكون على الطبيب مراقبة ارتفاع مستوى ضغط الدم وضربات القلب، ليقوم فيما بعدها بمنح الدواء أو تغييره، وهي استشارات يمكن القيام بها عن بعد، يمكن للطبيب أن يطلع على الضغط وتخطيط القلب عن بعد، وأن ينصح مريضه بتغيير الدواء أو معدل تناوله؛ أي يمكن أن يتجنب المريض التنقل لمسافات ثم أنه سيكسب وقت انتظار دوره، أي أنه بإمكان المراقبة عن بعد أن تربح المريض والطبيب وقتا وجهدا أكبر".

ويدعو المختص في "télémédecine" إلى ضرورة تبني رقمنة الملفات الطبية بشكل أوسع، إذ رغم أن جرى سن إلزامية إنجاز ملف طبي لكل مريض سنة 1995، فإن الرهان اليوم منصب على تشييد نظام معلوماتي صحي، ويوضح"عندما أزيل إظهار فصيلة الدم من جواز السياقة، تعقدت أمور كثيرة بالنسبة للأطقم الطبية، خاصة في المستعجلات. يجب أن يجري الأخذ بعين الاعتبار المعلومات الطبية والصحية لكل مواطن في البطاقة الوطنية، أو جواز صحي رقمي يتوفر على التاريخ المرضي، من قبيل إن كان الشخص يعاني من حساسية معينة، إضافة إلى فصيلة الدم".

ويفرق الدكتور حكم بين الاستشارة الطبية عن بعد والمشورة الطبية عن بعد، والتي تجرى عادة عبر الهاتف، وجرى الاعتماد عليها كثيرا خلال الحجر الصحي في كثير من البلدان، ويضيف موضحا "الاستشارة الطبية عن بعد تتطلب أجهزة اتصال وأجهزة كشف، ففي فرنسا يتوفر كثير من المرضى على معدات تسمح بنقل معلوماتهم الطبية بشكل آني ومتواصل للطبيب، ما يدفع الطبيب في حالات كثيرة إلى استباق الاتصال بالمريض ليخبره بأن ضغطه أو دقات قلبه مختلة وما عليه أن يقوم به، أما المشورة الطبية فهي التي تعتمد على طرح أسئلة وإعادة التوجيه، وخاصة في زمن الطوارئ؛ إذ يقع كثيرون في أعراض وسواسية وقلق بسبب الضغط والهلع، وهنا يكون على الطبيب عن بعد أن يهدئ من روع المتصل، في هذه الحالات يكون تقديم الدعم النفسي والإرشاد أهم من الفحص".