الثقافة المغربية.. مسرحية "البستان" الإسرائيلية الشهيرة تحطُ الرحال في الرباط

محمد فرنان

تحطُ المسرحية الموسيقية الشهيرة بستان الفارديم، لإسحاق باقون، من المسرح الوطني الإسرائيلي (هبيما) التي أخرجها تسادي تسرفاتي، ولعب أدوارها الممثلون طال موسيري وروني دلومي وهاني نحمياس، الرحال يومي 30 نونبر و1 دجنبر 2022 بالمسرح الوطني محمد الخامس في الرباط.

والمسرحية تُعقد برعاية من وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، ووزارة التعاون الإقليمي الإسرائيلية، وبتعاون مع مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، وعرض جمعية أصدقاء الثقافة اليهودية المغربية في المغرب.

وقال نعام سيميل، المدير العام للمسرح الوطني الإسرائيلي، في ندوة صحفية، اليوم الخميس، "سعيد بتواجدي في المغرب، وما نقوم به الآن، فهو نتيجة علاقات تاريخية قديمة بين المغرب وإسرائيل".

وأضاف المتحدث ذاته، أن "اليهود المغاربة اللذين هاجروا إلى إسرائيل، حافظوا على ثقلهم الثقافي والديني، بل رسخوا ذلك في المجتمع الإسرائيلي، والثقافة المغربية في المجتمع أصبحت متجذرة، وتجلت في السينما والغناء والمطبخ والرقص".

وأوضح محمد بنحساين، مدير مسرح محمد الخامس، إن "العدد المهم للمغاربة اليهود في إسرائيل من حقها زيارة بلدها، وأن ننقل لها ثقافتها هناك، وما يعجبني تمسكهم بالعادات والتقاليد المغربية، وهذا انعكس على المسرح".

ملخص المسرحية

وحسب البلاغ الصحفي، "تصور مسرحية "بستان السفراديم" لإسحاق نافون، حياة حي يهودي سفاردي بالقدس في أوائل القرن العشرين، من خلال محن عائلة كاستل، وترتكز المسرحية على "ألحان من "مختارات الصلوات اليهودية الإسبانية" و"كتاب الرومانسيين" لإسحق ليفي".

وتصف المسرحية الروابط الأسرية والاجتماعية في هذا الحي، وذلك عبر الاستفادة من الحكمة الشعبية التي توجه الحياة اليومية للشخصيات المأخوذة من التراث الشعبي لهذا المجتمع، والمستمدة من الحضور المغربية والسفاردية للمؤلف.

كما يستحضر هذا العرض المسرحي، أغاني الحب والألم والفرح، والروايات الرومانسية التي صمدت أمام تقلبات الزمن ولا تزال تعنى إلى اليوم، بعاطفة وحنين، في الشتات المغربي والسفاردي.

من هو إسحاق نافون؟

وحسب البلاغ، إسحاق ناقون، هو سياسي إسرائيلي، والرئيس الخامس لدولة إسرائيل من 19 أبريل 1978 إلى 5 ماي 1963، وهو يهودي سفاردي مغربي، ولد في القدس يوم 19 أبريل 1921 وتوفي يوم 6 نونبر 2015.

انتقلت عائلة والده إلى القدس في القرن السابع عشر، وجاءت عائلة والدته المغربية إلى المدينة نفسها منذ سنة 1884، وبوصفه شخصية ثرية اشتغلت بالتدريس والسياسة، وبصمت على مسار متميز في حياتها، أراد دافون أن يكون رجل حوار بين الشعوب والثقافات.

هبيما

وأورد البلاغ أن "هبيما (المسرح الوطني الإسرائيلي)، تعتبر واحدا من المسارح الأولى التي جمعت ريبيرتوارها باللغة العبرية، وتعني كلمة "Ha-bimah" في اللغة العبرية الحديثة "المسرح"، غير أن كلمة "bimah" تدل كذلك على المنصة المركزية لترتيل التوراة في الكنيس اليهودي.

ويعود تأسيس هبيما إلى سنة 1917 في موسكو على يد ناحوم زيماش، قبل انتقاله إلى تل أبيب سنة 1931، واعتبارا من سنة 1958 أصبح رسميا هو المسرح الوطني لإسرائيل، وذلك اثر إحراز فرقته على جائزة مسرح إسرائيل.

ويعدُ هيما اليوم، مؤسسة مؤثرة، وذلك لتوفره على 80 ممثلا و120 مستخدما، وإنتاجه لاثني عشر عملا مسرحيا جديدا، وتقديمه لـ 1500 عرض مسرحي في السنة، وجمهوره الذي يتعدى 400 ألف متفرج في تل أبيب ومختلف أرجاء إسرائيل.