انهيار أسعار النفط بـ20%.. خسائر كبرى في أسواق السعودية والخليج

أ.ف.ب / تيلكيل

سجلت أسواق المال في دول الخليج خسائر كبرى مع افتتاح تعاملات الاثنين، وذلك لليوم الثاني على التوالي، قادتها السعودية حيث تراجع سهم شركة أرامكو إلى مستوى قياسي، وذلك على خلفية انهيار قيمة النفط في خضم "حرب أسعار" بدأتها المملكة.

وتعرضت سوق المال السعودية "تداول"، الأكبر في المنطقة، لخسائر قاسية حيث هبط المؤشر العام بأكثر من 9 بالمائة، بينما تراجعت قيمة سهم شركة أرامكو، عملاق النفط، بنسبة 10 بالمائة وهو مستوى قياسي، لتبلغ 27 ريالا.

وخسرت أرامكو الأحد والاثنين أكثر من 320 مليار دولار من قيمتها التي باتت تتراوح عند 1,4 تريليون دولار، بعيدا عن مستوى تريليوني دولار الذي أصر عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل إدراج الشركة في السوق في دجنبر الماضي.

وكان سهم أرامكو هبط الاثنين إلى ما دون سعر الطرح الرئيسي وهو 32 ريالا (8,5 دولار)، لأول مرة منذ إدراج الشركة في البورصة في 11 دجنبر في أكبر عملية اكتتاب في التاريخ بقيمة 25 مليار دولار.

وتراجعت بورصة الكويت بنسبة 10 بالمائة ما اضطر السلطات المالية إلى وقف التعاملات فيها لليوم الثاني على التوالي، بينما سجل مؤشر سوق دبي انخفاضا بنحو 9 بالمائة ومؤشر سوق أبوظبي تراجعا بنسبة 8 بالمائة.

كما تراجع مؤشر سوق قطر بأكثر من 9 بالمائة، وفي عمان والبحرين بأكثر من 4 بالمائة.

وجاءت الخسائر على وقع انهيار أسعار النفط التي تراجعت بنسبة 20 بالمائة صباح الاثنين، ما يشكل ضربة موجعة لاقتصادات الخليج التي تعتمد على الخام كمصدر رئيسي لإيراداتها.

وبلغ سعر برميل خام غرب تكساس 30 دولار صباح الاثنين، وبرميل برنت 33 دولارا.

وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا، شريكتها الرئيسية ضمن تحالف "أوبك بلاس"، أخفقت في التوصل الجمعة إلى تفاهم بشأن خفض إضافي في انتاج الخام بغية وضع حد لتراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد.

واقترحت أوبك على موسكو وشركائها التسعة الآخرين خفضا جماعيا إضافيا بـ1,5 مليون برميل يوميا حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما تم التوصل إليه العام 2017 للحفاظ على أسعار مستقر ة في سوق تشهد فائضا في الانتاج، لكن روسيا رفضت ذلك.

ورد ا على الموقف الروسي، أطلقت السعودية "حرب أسعار" السبت، فخفضت أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياته خلال 20 عاما، في محاولة لتأمين حصة كبيرة في السوق.

وخفضت المملكة سعر بيع النفط الخام لشهر أبريل لزبائن آسيا بنحو 6 دولارات للبرميل مقارنة بمارس، و7 دولارات للولايات المتحدة، وبين 6 إلى 8 دولارات لأوروبا الغربية ومنطقة البحر المتوسط حيث تبيع روسيا جزءا كبيرا من إنتاجها النفطي.

منذ مطلع 2017، تعهدت دول "أوبك بلاس" بأن تخفض الإمدادات في السوق بمعدل 1,2 مليون برميل يوميا بهدف رفع الأسعار. وفي دجنبر، زاد الكارتل العدد 500 ألف برميل يوميا.

لكن تدابير جديدة أكثر صرامة باتت ضرورية؛ إذ تعاني الإيرادات النفطية خصوصا من تباطؤ سريع فرضه وباء "كوفيد-19" على الاقتصاد الصيني، أول مستورد عالمي للنفط.