بالأرقام.. لهذا السبب يضيع مخزون الدم رغم وفرته بالمغرب

غسان الكشوري

قبل عدة أشهر وجه المركز المغربي لتحاقن الدم نداء مستعجلا إلى المغاربة، ينذر بأن احتياطي بنك الدم يكفي لخمسة أيام فقط، وأن المغرب في حاجة إلى مخزون كافي لإنقاذ أرواح آلالاف المرضى كل سنة. لكن وحسب المعطيات والأرقام، فإن المغرب يتجاوز كل عام حاجته لمخزون الدم بنسب تفوق 100 بالمائة. إذن ما سبب هذا التناقض ؟

على مدى 5 سنوات الأخيرة، تجاوزت نسبة التبرع بالدم بالمغرب الكميات المطلوبة، حيث تراوحت بين 121 بالمائة و132 بالمائة خلال هذه الفترة، وذلك وفق معطيات حصل عليها "تيليكل عربي" من المركز الوطني لتحاقن الدم، مما يشكل تجاوزا لنسبة تغطية الحاجيات من الدم. لكن ورغم ذلك إلا "أننا لم نسجل اكتفاء ذاتيا، حيث تتمثل الصعوبات في ارتفاع الحاجيات التي تفوق بكثير عدد المتبرعين"، يقول مدير المركز محمد بنعجيبة.

التناقض القائم بين تجاوز نسبة كميات الدم المطلوبة، وعدم الاكتفاء في نفس الوقت، تفسره الدكتورة نجية العمراوي، المسؤولة عن حملات التبرع بنفس المركز، بأن "المتبرعين يفدون إلى المراكز في نفس الوقت من السنة، مما يوفر كميات كبيرة من الدم تفسد إذا انتهت مدة صلاحيتها، في حين نحتاج إلى كميات أكثر في فترات أخرى".

من جهته يوضح بنعجيبة في حديثه لـ"تيليكيل عربي"، بمناسبة اليوم الوطني للتبرع بالدم (5 دجنبر)، بأن التحدي الذي تواجهه عملية جمع مخزون الدم، هو عدم تجاوز الكمية المطلوبة، "لأن مدة صلاحية الدم محدودة لا يمكن الاحتفاظ به لمدة أطول". ويضيف مدير المركز بأن فصيلة الدم تتحكم في مدة صلاحيته، "إذ يمكن أن نحتفظ بالدم لمدة تصل لـ42 يوما بالنسبة لخلايا الدم الأحمر، ولـ5 أيام بالنسبة لصفائح الدم". بنعجيبة يستبعد توفر أية تكنولوجيا طبية، تمكن المغرب من الاستفادة من مخزون الدم لمدة أطول، على غرار باقي دول العالم.

وبحسب نفس المعطيات الصادرة عن المركز الوطني لتحاقن الدم، فإن الأرقام تشير إلى أن معدل التبرع بالدم بالمغرب في سنة 2016، بلغ ما يناهز313.680 متبرع. فيما بلغ عدد المتبرعين إلى حدود شهر أكتوبر المنصرم من هذه السنة، 260.276 متبرع.

وفي نهاية سنة 2016، وصل عدد المتبرعين بالدم إلى مليون و248 453، أي بمجموع معدل 0.96 بالمائة من سكان المغرب خلال الخمس سنوات الأخيرة. هذه الأرقام، بحسب نفس المعطيات المتوفرة لموقع "تيلكيل عربي"، تعتبر "حصيلة إيجابية تتمثل في تجاوز عدد أكياس الدم المتبرع بها العدد المحددة في البرنامج العملي للمركز الوطني". هذا المعدل "من المحتمل أن يصل لـ 1 بالمائة من سكان المغرب من المتبرعين، نهاية سنة 2017"، يضيف بنعجيبة للموقع.

محمد بنعجيبة يسجل كذلك ملاحظاته حول ضعف عدد المستجيبين لحملات وزارة الصحة التي يسخر لها الممرضون والأطباء؛ "إذ يستجيب 10 أشخاص فقط لكل حافلة تبرع للدم مركونة في المرافق العمومية، وفي أحسن الحالات تصل ل25 أو 30 شخصا".

ولسد خصاص مخزون الدم، يأمل المركز الذي اتخذ شعار حملته الممتدة إلى نهاية شهر دجنبر الجاري، "التبرع بالدم هو مسؤولية المجتمع"، بأن يجمع 326.227 كيسا من الدم في نهاية سنة 2017. وبهذا الخصوص تشدد الدكتورة العمراوي في حديثها للموقع، على أن يعرف المتبرع أن "هناك إكراهات تتمثل في مدة صلاحية أنواع من الدم التي لا تتجاوز عدة أيام"، وبالتالي من الأفضل في توفير حاجيات المغرب من الدم "أن يلتزم المتبرع كلما كانت الحاجة إلى فصيلته، ولو مرتين في السنة".