بعد تهديدات بوتين النووية.. الاتحاد الأوروبي يُمول جيش أوكرانيا بـ450 مليون يورو

وكالات

يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا، اليوم الاثنين، غداة تلويح الرئيس فلاديمير بوتين بالتهديد النووي، الذي واجهه الأوروبيون بالتعهد بإرسال أسلحة إلى كييف.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيجري اليوم الاثنين، مباحثات هاتفية مع حلفائه، من دون أن يحدد هويتهم، بغية "التنسيق لرد موحد" في وجه "مستجدات" الهجوم الروسي.

وسبق للدول الغربية أن فرضت عقوبات مالية صارمة على موسكو، بدأت مفاعيلها تظهر اليوم الاثنين؛ حيث توقع البنك المركزي الأوروبي "الإفلاس" أو "الإفلاس المرجح" للفرع الأوروبي من مصرف "سبيربنك" الروسي، وهو من الأكبر في البلاد، فيما تراجع سعر صرف الروبل بنسبة 30 في المائة تقريبا.

ومن المنتظر أن تجتمع، اليوم الاثنين، الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إطار "جلسة استثنائية طارئة"، لإصدار موقف حول النزاع الذي أسفر منذ يوم الخميس، بحسب كييف، عن سقوط نحو 200 قتيل مدني، وعشرات العسكريين.

وأمر بوتين الذي تصطدم قواته على الأرض بمقاومة الأوكرانيين وتعبئة الدول الغربية، أمس الأحد، بـ"وضع قوات الردع التابعة للجيش الروسي في حالة تأهب خاصة"، الأمر الذي يشمل القوات النووية، عازيا هذا القرار إلى "التصريحات المعادية الصادرة عن حلف شمال الأطلسي"، والعقوبات "غير المشروعة" المفروضة على روسيا.

وسرعان ما نددت الولايات المتحدة بتصعيد "غير مقبول"، متهمة بوتين بـ"فبركة تهديدات غير موجودة بهدف مواصلة العدوان". فيما اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن سلوك موسكو "غير مسؤول". بينما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الأحد، لوكالة "فرانس برس"، أن اندلاع نزاع نووي فكرة "لا يمكن تصورها".

وردا على ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص 450 مليون يورو، لتمويل إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وحظر وسيلتي الإعلام الروسيتين "أر تي" و"سبوتنيك" في أوروبا، وإغلاق مجاله الجوي أمام كل الطائرات الروسية، وهو قرار اتخذته كندا أيضا.

بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين: "للمرة الأولى، سيمول الاتحاد الأوروبي عمليات شراء وتسليم أسلحة وتجهيزات أخرى إلى بلد يقع ضحية حرب. هذه نقطة تحول تاريخية".

وفي تطور رئيسي قد يكون مصدر تصعيد محتمل مع موسكو التي هددت أي دولة تساعد أوكرانيا، أعلن الاتحاد الأوروبي، مساء أمس الأحد، نيته تزويد القوات الأوكرانية بطائرات مقاتلة.

وعلى الأرض، أكد الجيش الأوكراني، صباح اليوم الاثنين، أن القوات الروسية حاولت "مرات عدة" مهاجمة مشارف كييف، خلال الليل، إلا أن كل الهجمات صدت، مضيفا أن "الوضع في العاصمة تحت السيطرة"، وذلك بعد أن استُهدفت خلال ليلة الأحد-الاثنين، بإطلاق ثلاثة صواريخ، دمر أحدها، حسبما أوضح مستشار الرئيس الأوكراني، أوليكسي أريتوفيتش.

وأضاف المسؤول نفسه أن مدينة برديانسك في الجنوب والبالغ عدد سكانها 110 آلاف نسمة، باتت في المقابل، "محتلة من قبل العدو".

وأشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى سماع دوي انفجارات قوية ليلا في خاركيف، ثاني مدن البلاد في الشمال الشرقي، والتي أعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت السيطرة عليها، بعد خول مدرعات روسية إليها ليلا.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها طوقت مدينة خيرسون الواقعة في الجنوب، والبالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة.

وأقر الجيش الروسي للمرة الأولى، أمس الأحد، بخسائر بشرية في صفوفه، لكنه لم يدل بأرقام محددة.

يشار إلى أن رئاسة أوكرانيا قبلت إجراء مفاوضات مع روسيا عند حدود بيلاروس، قرب مدينة تشرنوبيل الأوكرانية.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقطع مصور: "لا أعول كثيرا على تحقيق نتيجة. ولكن علينا أن نحاول".

واستمر تدفق اللاجئين الهاربين من أوكرانيا، في حين اتهمت كييف موسكو أمام محكمة العدل الدولية، بالتخطيط لـ"إبادة في أوكرانيا".

ومنذ يوم الخميس، فرّ نحو 368 ألف شخص إلى دول الجوار، و"يستمر عددهم بالارتفاع"، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.