بناء مساكن فوق الماء.. هل جاءك حديث المهندس كونلي إندييمي؟

المصطفى أزوكاح

حضر إلى مدينة العيون بعد رحلة طويلة من أجل عرض مشروع القائم على بناء مساكن فوق الماء، مؤكدا أن التجربة حظيت باستحسان بالصين وبلجيكا والبندقية بإيطاليا.

عرض كونلي أدييمي، المهندس النيجيري، تصوره حول ما يمكن أن يكون عليه البناء فوق الماء، أمام خبراء يمثلون حوالي 15 بلدا من القارات الخميس، بدوا مثله حين مشاركتهم يوم الجمعة والسبت في المنتدى الدولي الأول حول تطوير المدن من خلال إدارة ذكية للموارد الطبيعة والبيئة واستخدام المعرفة، مهمومين بكيفية توفير فضاءات للعيش تجنب الناس آثار التغيرات المناخية والفيضانات.

راكم أدييمي تجربة في مجال تصور ومحاولة تجسيد حلمه الخاص بالمساكن العائمة، ما دام تمكن من بناء مدرسة فوق الماء في  بماكوتو بلاغوس ببلده نيجيريا، كما أن مشروعه رأى فيه الخبراء فكرة مستقبلية، في ظل النمو الديمغرافي المرتفع وارتفاع الكثافة السكانية في المدن اليوم.

ويتطلع كونلي إدييمي، حسب ما أكد عليه خلال عرضه في المنتدى المنظم بالعيون من قبل "فوسبوكراع"، إلى بناء مساكن عائمة شبيهة بالشكل الذي اتخذته المدرسة، غير أنه مازال يبحث عن التمويل، حيث أعلن بالعيون عن إحداث شركة تسعى اليوم إلى جمع المساهمات المالية من أجل قيادة مشاريع المساكن العائمة. وهو يؤكد لـ"تيلكيل عربي" أنه مازال يبذل مساع لدى المستثمرين من أجل ضخ أموال في الشركة.

Kunle' Adeyemi with student model in the Department of Architecture office.

 يبدي شغفا كبيرا بالهندسة المعمارية، حيث سعى إلى السير على نهج والده، قبل أن يفتح مكتبه بأمستردام بهولندا، من أجل تجسيد مفهوم "الهندسة العائمة"، وهو التوجه الذي يدافع عنه مهندسون يرون أنه يمنح فضاءات غير مستغلة، في مدن تعرف كثافة سكانية كبيرة، بينما ترتفع المياه عن سطح الماء في ظل ارتفاع درجة حرارة الطقس، ما يهدد الساكنة المحاذية للسواحل بالفيضانات، ما يستدعي في تصور إدييمي نقلها في اتجاه أو على الماء، معتبرا هذا التطور مهما خاصة في بلدان العالم الثالث، حيث التعمير المتسارع يواجه بتحديات التغيرات المناخية.

ويحاول أدييمي إقناع السلطات في بلده بنقل ساكنة أكبر حي صفيحي في العالم، بتبني تصوره حول نقل الساكنة إلى مساكن فوق الماء، ماداموا يعيشون من الصيد، بدل ترحيلهم إلى أماكن أخرى. ذلك تحكيم يبقى رهينا بالقرار السياسي.

حصل المشروع المدرسة العائمة، الذي أقامه في 2013 بماكوتو بلاغوس، على جائزة الأسد الذهبي الفضية ببينال للبندقية، حيث رأت لجنة التحكيم في ذلك النموذج، نوعا من الهندسة الرمزية والبراغماتية التي يمكن أن تؤكد على أهمية التربية.

صحيح أن أمطار طوفانية عرفتها لاغوس في السابع من يونيو 2016، أفضت إلى تدمير ذلك البناء على الماء، غير أن صاحبه، البالغ من العمر 43 عاما، والذي تلقى تعليمه بلاغوس وبرينستاون بالولايات المتحدة الأمريكية، مضى في تطوير مشروعه.

ومدرسة "ماكوتو" التي رسمها إندييمي، من أجل استقبال مائة تلميذ ومدرسيهم، مشيد هيكلها من الخشب، المقام على منصة مساحتها عشرة أمتار مربعة، تحافظ على توازنها على سطح الماء بواسطة 256 برميل معبأة بالهواء والتي تساعد على الحفاظ على الحركة العائمة للبناء، الذي يتخذ شكلا هرميا.

وشيد البناء المكون من ثلاثة طوابق بمواد تم تدويرها بشراكة مع الساكنة المحلية، حيث صمم الطابق الأرضي من أجل اجتماع ساكنة "ماكوتو" وساحة لاستراحة الأطفال، بينما وظف الطابقان الباقيان كقاعة للدرس والورشات.

ويقدم كونل أندييمي حلولا هندسية، يراها ممكنة التجسيد على أرض الواقع، من آسيا إلى أمريكا الجنوبية، غير أنه يركز أكثر على ما يمكن أن يساعد على حل مشكلة أحياء الصفيح في بلده نيجيريا، حيث يؤكد على أن حل المساكن العائمة فوق الماء فعال وكلفته مناسبة.