تركي آل الشيخ.. عام ونصف من الحروب ضد المغرب وقطر والجماهير المصرية

تركي آل الشيخ
وكالات

طوى أمر ملكي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الخميس، في إطار سلسلة تغييرات حكومية، حقبة تركي آل الشيخ على رأس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، مع تعيين الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل خلفا له.

وبانتقال آل الشيخ الى رئاسة الهيئة العامة للترفيه، تطوي الرياضة السعودية صفحة قصيرة لكن حافلة، تولاها رجل مقرب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتمتع خلالها بسلطة مطلقة داخل المملكة، ونفوذ متنام خارجها.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، "يعفى معالي الأستاذ تركي بن عبد المحسن آل الشيخ من رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ويعين صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيسا (...) بمرتبة وزير".

وبعد ساعات من إعلان تعيين آل الشيخ (37 عاما)، المستشار في الديوان الملكي، رئيسا لهيئة الترفيه، أشارت اللجنة الأولمبية السعودية عبر "تويتر" الى أنه استقال من منصبه رئيسا لها.

وتلا ذلك إعلان الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي استقالة آل الشيخ من رئاسته، بينما لم يصدر إعلان حتى وقت متأخر ليل الخميس من الاتحاد العربي لكرة القدم، ومقره الرياض، والذي يرأسه آل الشيخ أيضا.

وفي تعليقه على إعفائه من منصب تولاه لأقل من عام ونصف عام، كتب آل الشيخ عبر "تويتر"، "ضميري راض كل الرضا، لاني اجتهدت وعملت بجد واخلاص وكنت أضع امام عيني خدمة بلادي وشبابه وفق توجيهات مولاي خادم الحرمين وسيدي ولي العهد، ومهما فعلت فهذا واجبي وليس فضلا مني بل فضل بلادي علي وقادتها الكرام".

وأضاف "اليوم أغادر الوسط الرياضي، عرفت فيه رجالا ثقات يستطيعون المساهمة في دفع عجلة الرياضة، تشرفت بالعمل معهم، جئت محبا للرياضة واغادرها محبا لها ولجمهورها وفعالياتها وسأظل".

وتابع "أتمنى التوفيق لأخي وصديقي الأمير عبد العزيز"، مضيفا "إن أخطأت فصدور إخوان مثلكم تتسع لاخطائي، وإن أصبت فذلك فضل ربي ثم توجيهات قيادتنا وجهد المخلص المقصر".

وعي ن آل الشيخ في منصبه في سبتمبر 2017 خلفا لمحمد بن عبد الملك آل الشيخ، وأصبح سريعا أحد كبار النافذين في الرياضة السعودية والعربية، مع سلطة مطلقة على الأندية والاتحادات المحلية، وصولا الى انتقالات اللاعبين والمدربين والتكفل بعلاج إصاباتهم.

وسعى "أبو ناصر" الى تعزيز حضوره في مصر، حيث استحوذ على ملكية النادي الأسيوطي وبد ل اسمه الى بيراميدز وأنفق ملايين الجنيهات لاستقدام لاعبين، وتولى الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي قبل اعتذاره عن هذا المنصب اثر خلافات مع إدارة النادي وانتقادات حادة من مشجعيه.

ولم يخف آل الشيخ خلال مرحلة توليه رئاسة مجلس إدارة الهيئة، قربه من ولي العهد، وغالبا ما نشر صورا ذات طبيعة سياسية، منها صورة عبر حسابه على انستاغرام في 16 أبريل 2018، جالسا الى طاولة ضمت مسؤولين مثل الأمير محمد بن سلمان والعاهلين الأردني الملك عبدالله الثاني والبحريني حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وغيرهم.

وفي أعقاب الأزمة الدبلوماسية الخليجية بإعلان الرياض وأبوظبي والمنامة، إضافة للقاهرة، قطع علاقاتها مع الدوحة في  يونيو 2017، وجه آل الشيخ انتقاداته لقطر عبر حسابه على "تويتر". كما كتب المسؤول الذي عرف بنشاطه في الوسط الفني، كلمات أغنية "عل م قطر" التي أداها فنانون سعوديون بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الأزمة.

وسعى آل الشيخ الى تعزيز النفوذ السعودي في الرياضة الإقليمية والقارية لاسيما كرة القدم، فوجه انتقادات لاذعة الى رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وصو ت ضد المغرب لصالح الملف المشترك الأميركي الكندي المكسيكي لاستضافة مونديال 2026.

وبعدما تولى منذ العام 2017 منصب نائب رئيس الهيئة، ينتقل الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل الى قمة الهرم فيها.

ويعد الأمير من الرياضيين ورجال الأعمال السعوديين الشبان (35 عاما)، وخاض تجربة في عالم سباقات السيارات. وهو نجل الأمير تركي الذي سبق له تولي مناصب بارزة تتقدمها رئاسة الاستخبارات العامة.

ووجه الأمير عبد العزيز عبر "تويتر"، شكره للملك سلمان وولي عهده "على الثقة الكريمة التي حظيت بها كرئيس لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة وأسأل الله التوفيق والسداد".

وأضاف "أشكر أخي معالي المستشار تركي آل الشيخ على ما قدمه من عمل متميز في المرحلة الماضية وأتمنى له كل التوفيق (...) سنستمر في مواصلة تقديم واستضافة كل الأحداث والفعاليات الرياضية المتنوعة بجهد وعمل وتميز زملائي مسؤولي ومندوبي الهيئة والاتحادات والأندية".

وشهدت حقبة آل الشيخ محاولات لتعزيز حضور السعودية من خلال الرياضة، اذ استضافت المملكة سلسلة أحداث دولية آخرها السباق الافتتاحي لموسم بطولة العالم في "الفورمولا إي (الكهربائية)" في 15 ديسمبر الماضي.

وكان تنظيم السباق بإشراف مباشر من الأمير عبد العزيز بن تركي.

وصدر في عهد آل الشيخ قرار السماح بدخول العائلات (بما يشمل النساء) للملاعب للمرة الأولى، ورصد جوائز لحث الجماهير على الحضور، وإرسال تسعة لاعبين سعوديين لخوض تجربة احترافية لفترة وجيزة مع أندية في الدوري الإسباني.

كما استضافت المملكة منافسات في الملاكمة والشطرنج والمصارعة.

ووجه رؤساء أندية الشكر الى آل الشيخ على ما قام به.

وكتب الأمير محمد بن فيصل بن سعود آل سعود رئيس نادي الهلال بطل الدوري السعودي "ما قصرت يا أبو ناصر وأنت على رأس الهرم".

من جهته، كتب الإعلامي وليد الفراج عبر "تويتر"، "مرحلة جديدة تدخلها الرياضة السعودية مع تعيين الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل"