تطور الكرة المغربية النسوية وتجربته مع سبورتينغ.. القيشوري يتحدث لـ"تيلكيل عربي"

أمينة مودن

يواصل مهدي القيشوري، تحديه مع نادي سبورتينغ الدارالببيضاء، مفاجأة النسخة الأخيرة لدوري أبطال إفريقيا للسيدات كما علق سابقا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، على مشوار ممثل الكرة المغربية بالمُسابقة.

مهدي الذي استهل مشواره مع النادي البيضاوي مديراً رياضيا، تمكن وفي وقت قصير من العبور رفقة سبورتينغ إلى نهائي المُسابقة القارية، رغم المنافسة القوية بين سيدات الساحرة المُستديرة، بالنسخة التي استضافتها كوت ديفوار.

وفي حوار مع "تيلكيل عربي" أكد القيشوري، أن التطور الكبير الذي تعرفه كرة القدم النسوية بالمغرب و المشروع الطموح الذي اشتغلت عليه جامعة، بدأ يُعطي ثماره، على جميع المستويات.

  • قربنا أكثر من تجربتك مع نادي سبورتينغ الدارالبيضاء؟

في البداية، اشتغلت مع نادي سبورتينغ الدارالبيضاء مديرا رياضيا مع انطلاقة الموسم الكروي.

بعد رحيل المُدرب، كُنا مطالبين بإيجاد بديل سريع قبل  انطلاق منافسات دوري أبطال إفريقيا في كوت ديفوار، ووجدنا أن الحل الداخلي هو الأمثل للمجموعة، ولأنني كنت أعرف الفريق والطاقم جيدا، تقلدت المهمة وخضنا مغامرة رائعة، وحالياً أنا أستمر في مهمتي مدرباً للفريق.

  • هل كان تحدي قيادة فريق للسيدات ضمن خططك؟

قبل لقائي برئيس نادي سبورتينغ الدارالبيضاء، معاد عكاشة، لم تكن لدي فكرة تدريب فريق للسيدات، لكن طموح ورؤية النادي أقنعاني بخوض هذه التجربة، ولم أندم على ذلك على الإطلاق، لأن كرة القدم النسائية في المغرب تشهد تقدما وتطوراً كبيرا، ونادي سبورتينغ الدارالبيضاء بالنسبة لي هو المكان المثالي للتقدم.

  • كونك مدرباً شابا يصل مع فريقه إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا للسيدات، هل للأمر علاقة بالحظ أم لعمل شاق مع مجموعتك؟

إنه لشرف عظيم أن أصل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا للسيدات خلال تجربتي مع سبورتينغ الدارالبيضاء، والأولى للنادي بالمسابقة.

وأعتقد بأن ما قدمه  النادي خلال المسابقة القارية الهامة ليس له علاقة بتحقيق معجزة، بل هو مزيج من العمل والجهد الكبير من قبل الطاقم الفني واللاعبات وأيضا الإدارة.

على مستوى الفريق، لقد قمنا بالتحضير بشكل مُكثف لهذه المسابقة من خلال برمجة حصتين تدريبيتين في اليوم طيلة شهر أكتوبر، كما أننا ركزنا على الجانب  التكتيكي المكثف خلال حصصنا التدريبية بكوت ديفوار، دون أن أغفل على الرغبة والتصميم الكبير للمجموعة ككل من أجل تحقيق أفضل مسار بالبطولة والذي أراه رائعاً، باحتلالنا الوصافة.

 

  • تجربة لا تُنسى بدوري أبطال إفريقيا، ما هي الإضافة التي قدمتها هاته المشاركة بالنسبة إليك؟

لحدود اليوم تجربتي في قيادة نادي سبورتينغ الدار البيضاء إلى نهائي "تشامبيونز ليغ" الإفريقية للسيدات، هي أجمل ذكرى وأفضلها بمشواري التدريبي.

ما قدمناه جميعاً مكنني من التواجد بلائحة الاتحاد الإفريقي التي تهم جوائز الأفضل، وتحديدا فئة أفضل 5 مدربين قادوا فرقا أو منتخبات للسيدات، لقد كانت الحصيلة مع سبورتينغ مشجعة وملموسة.

  • كيف ترى ديناميكية العمل مع فريق نسوي، هل الأمر مختلف عن قيادة فريق للذكور؟

بالتأكيد، يمكننا رصد بعد الاختلافات بين تدريب لاعبات كرة القدم الشابات ولاعبي كرة القدم من الرجال.

أما فيما يهُم الجانب الفني والتكتيكي، هناك تحسن ملحوظ على مستوى كرة القدم النسائية،  ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة على مستوى القدرات البدنية بين اللاعبين واللاعبات، مما يؤثر على نوعية الجهد المطلوب منهن.

ولا يجب إغفال أن لاعبات كرة القدم أكثر عاطفية من زملائهم الذكور، لهذا فالتواصل وخلق مناخ من الثقة ضروريان لقيادة الفريق بشكل جيد.

وأؤكد بأن اللاعبات مستمعات جيدات ويقظات، كما أنهن منفتحات على الحوار.

  • بعد دوري أبطال إفريقيا للسيدات، ارتفعت تمثيلية فريق سبورتينغ الدارالبيضاء، بفئات المنتخب الوطني للسيدات

بعد مشوار نادي سبورتينغ الدارالبيضاء بدوري أبطال إفريقيا، تم استدعاء حوالي 10 لاعبات المنتخبات الوطنية  بجميع فئاته ..إنه فخر لنا أن نقدم مواهب تُطعم لوائح المنتخب الوطني.

            ما هي مشاريعك المستقبلية؟ 

في البداية، أطمح إلى  إنهاء الموسم  الكروي بأفضل طريقة ممكنة مع فريقي والفوز بالألقاب، فمع سبورتينغ الدارالبيضاء، أشعر بالرضا التام.

أما على المدى البعيد، فبتأكيد أطمح إلى خوض تحديات أخرى لما لا دولية أو تهم المُنتخبات.

   دائما، فيما يهم المشاريع المستقبلية، فكرة قيادة فريق للذكور لا تُراودك؟         

في رأيي الخاص، أعتقد بأن جسور التواصل بين كرة القدم النسائية والرجالية ليست مفتوحة بعد هنا بالمغرب بشكل كافي ولحدود الساعة.

ومع ذلك، روح التنافس والطموح، جعلني بالتأكيد مهتماً بخوض تجربة مماثلة مستقبلاً.

  • كيف تُقيم تطور كرة القدم النسائية في المغرب، والعمل الذي تقوده جامعة الكرة في هذا الصدد؟

كرة القدم للسيدات في المغرب في ازدهار بالتأكيد، فبداية إنجاز المنتخب الوطني الأول وصولا إلى فئة أقل من 20 سنة، بالحصول على بطاقة المشاركة بكأس العالم، نجد تألق أندية سبورتينغ الدارالبيضاء والجيش الملكي بدوري أبطال إفريقيا..كل ما تم تحقيقه يجلعنا نلاحظ بأن مكانة كرة القدم النسوية المغربية قوية.

وهاته النجاحات التي تم تحقيقها، هي ثمرة رؤية ملكية للنهوض بالممارسة الكروية للسيدات، عبر المشروع الذي ترجمته جامعة الكرة برئاسة فوزي لقجع.