ثروة الإبل.. جبن الداخلة يسعى إلى مزاحمة "فرماج غودا" الهولندية في العالم

محمد فرنان

لا شيء يجمع بين قرية العركوب النائية التابعة لجهة الداخلة وادي الذهب، وبلدة غودا الهولندية، سوى طموح الأولى إلى رسم علامة تجارية خاصة بها منفصلة عن الأراضي المنخفضة.

لذلك، ترسم جهة الداخلة وادي الذهب، طريق خاص بها إلى عالم صناعة الجُبن من حليب الإبل، لمزاحمة "فرماج" غودا الذي تعرفه موائد العالم، فكانت البوابة عبر المعرض الدولي للفلاحة بمكناس.

فكرة هائلة

وليد عبد الغفور، من مدينة الرباط، وقّف مطولا أمام منتوج، معروض في رواق جهة الداخلة وادي الذهب، يحمل صورة جمل، وشكل دائري، ولون أصفر، وصلاحيته لن تنتهي إلا في أكتوبر 2023، بعدها شرّع يسأل من يجده هناك عن تفاصيله.

اقتربت منه، "تيلكيل عربي"، صرح قائلا: "وجدتني أشاهد جُبن الداخلة، وسألت، هل بدأ توزيعه؟ وهل سيكون في متناول المواطن المغربي؟".

وبكل تفاؤل، شدّد على أنها "فكرة هائلة، وأول مرة أسمع بها وأشاهدها، أعرف أن حليب الإبل يباع، لكن لم تخطر على بالي يوما، وجود جبن حليب الإبل، سيكون التنافس مع الأجبان المستوردة من الخارج، ويجب أن تكون في متناول المواطن المغربي".

أول مرة

شريف الأرقم، المدير الجهوي للفلاحة بجهة الداخلة وادي الذهب، أوضح لـ"تيلكيل عربي"، "لأول مرة في المغرب، ينتجُ الجبن الناضج في الداخلة، ولم يسبقنا اي أحد لهذا الأمر، ونحن في مرحلة الإشهار، وبعده الإنتاج، والتسويق".

وأشار إلى أنه "على الأقل هذا المنتوج له صلاحية طويلة، يكفي أن يكون النقل في الشاحنات التي تتوفر على المبرد، ويمكن بيعه في الأسواق الكبرى والمحلات المتخصصة في الأجبان".

وشدّد على أن "هذه الخطوة لقيت إقبالا كبيرا، من أشخاص لهم محلات مختصة يرغبون في تسويق جُبن النوق، كما أن سيدة عبرت لي عن رغبتها في تسويقه في إسبانيا، وحاليا نعد لائحة من يودون تسويقه".

شريف الأرقم، المدير الجهوي للفلاحة بجهة الداخلة وادي الذهب

العالمية 

وبوثوقية، أكد المتحدث ذاته، أن "الهدف من إنتاج جبن الداخلة هو الوصول إلى العالمية، كما أننا نتحدث عن جبن غودا بهولاندا، سوف نتحدث مستقبلا عن جُبن الداخلة، واسم غودا سوف نزيله يوما ما من الغلاف، يعني فرماج الداخلة فقط".

ولفت المتحدث ذاته، أن "جهة الداخلة واد الذهب، تنتج حوالي 9000 طن من حليب النوق في السنة، ولثمين هذا المنتوج، أمامنا طريقتين،  إما عبر الحليب أو مشتقاته".

وأبرز أن "الحليب وحده، فيه مشكل التسويق، لأن صلاحيته تنتهي بسرعة، إضافة إلى بُعد المسافة، مما يرفع من تكلفته، لذلك وضعنا في الاستراتيجية الجديدة للجيل الأخضر، هدف تثمين 70 في المائة من حليب الإبل".

وأورد المسؤول بوزارة الفلاحة، "لنا هدف في سنة 2030 بشأن إنتاج حليب الإبل، وهو الانتقال من 9000 طن في السنة، إلى 14000 طن في السنة، و70 في المائة تعني كمية كبيرة".

 8 مليون درهم

ويسعى المخطط الفلاحي الجهوي، لجهة الداخلة وادي الذهب، في أفق 2026، إلى تثمين 300 طن سنويا من حليب الإبل، وإنتاج 20 طن من الجبن الناضج والطري، ودعم التسويق الترابي للجبن الناضج والطري، رُصدت لها ميزانية  5 مليون درهما.

ويروم المشروع الذي تحتضنه تعاونية أجبان الداخلية، إلى تحقيق رقم معاملات يناهز 8 مليون درهما، وخلق 10 مناصب شغل قارة، وتمكين 30 أسرة من الولوج للطبقة المتوسطة.

كما أن هناك مشروع إحداث وحدة عصرية لتصنيع مشتقات لحوم الإبل، بتكلفة 4,6 مليون درهم، لإنتاج 5 طن من مشتقات لحوم الإبل، (النقانق، البوركر، والكاشير، والميركيز)، وذلك في أفق 2026.

ويسعى هذا المشروع إلى تحقيق رقم معاملات يناهز 7,8 مليون درهما، وخلق 20 منصب شغل قار، وتمكين 40 أسرة من الولوج للطبقة الوسطى.