جلال توفيق: عودة إنتاج الهيروين إلى أفغانستان ولا لتقنين القنب لأغراض غير طبية

محمد فرنان

أوضح جلال توفيق، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، أن "سبب التركيز على تقنين القنب لأننا لاحظنا أنه منذ بضع سنوات بدأت بعض الدول خاصة في أمريكا الشمالية والجنوبية، اتباع نفس الطريق نحو تقنين استعمال القنب لأغراض غير طبية، وهو ما يناقض الاتفاقيات ومعاهدات مراقبة المخدرات. لاحظت الهيئة أن تقنين عرض القنب واستعماله لأغراض غير طبية وغير علمية ينتهك هذه الاتفاقيات، فأرادت الهيئة أن تخصص الفصل المواضيعي الأول لهذا الموضوع بالذات في هذه السنة".

وأضاف جلال توفيق، في تعليقه على تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لسنة 2022، نشره موقع الأمم المتحدة، أن "المشكلة الكبيرة تكمن في أننا الآن أصبحنا نضخم هذه المزايا الصحية ونقلل من المخاطر، وأصبح الناس ينظرون إلى هذه النبتة على أنها نبتة طبيعية ولا تشكل خطرا على الصحة ويمكن استخدامها في جميع الحالات، ويمكن استخدامها طبيا دون مراقبة وتتبع طبيين، ويمكن أيضا، في نطاق ما يسمى الآن بالحرية الشخصية الولوج إلى القنب".

وتابع: "هناك أصوات الآن تطالب بأن نتخلى عن هذا الحظر وأن يكون لدى الراشدين حرية الاختيار لتعاطي هذه النبتة. المشكلة الكبيرة في هذا هو أن هذه النبتة ليست وحيدة وفريدة. هناك أنواع عديدة لنبتة القنب يختلف فيها تركيز ما يسمى بالدلتا THC، وهو ما يسبب الإدمان والتسممات والأضرار الأخرى، لأننا عندما ننظر الآن في جميع الدراسات، نلاحظ أن تقنين القنب لأغراض غير طبية وعلمية، وهو ما يتناقض مع الاتفاقيات، يترك منظورا لدى الشباب بأن هذه النبتة لا تشكل أي خطر. ومن هنا، نلاحظ أولاً أن التعاطي عند الشباب أصبح يتنامى ويتفاقم في جميع الدول التي صرحت به للاستعمال غير الطبي وغير العلمي".

ولفت في حواره الصوتي، إلى أن "المشكلة هي عودة إنتاج الهيروين في أفغانستان، هذا يشكل قلق كبير، وهناك تصاعد للحجوزات وتوفر الهيروين في السوق، فهذا يشكل خطر على الشرق الأوسط، وجميع بلدان العالم بدون استثناء".

وأورد التقرير أنه "لا تزال الهيئة تشعر بالقلق والجزع إزاء استمرار زراعة خشخاش الأفيون وإنتاج الأفيون على نطاق واسع في أفغانستان على الرغم من الحظر الذي أعلنته السلطات بحكم الواقع".

وذكر المصدر ذاته، أنه "بعد أيام من الإعلان عن حظر زراعة خشخاش الأفيون في أبريل 2022، لاحظ مزارعو خشخاش الأفيون في المقاطعات الجنوبية، وهي منطقة إمداد رئيسية في أفغانستان، أن أسعار المحاصيل قد تضاعفت وعلاوة على ذلك، اشتدت عمليات تهريب الأفيونات من أفغانستان في الفترة المشمولة بالتقرير".