خبراء بأصيلة: التكنولوجيا ستحفظ تراث الموسيقى في الاسلام

و.م.ع / تيلكيل

أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني للموسيقى، الذي انطلقت أشغاله اليوم الخميس بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية في أصيلة، في موضوع "صون الثقافات الموسيقية وانتقالها في عالم الإسلام"، أن للتكنولوجيات الجديدة دور رئيس في هذا الصون والانتقال.

وأضاف المتدخلون من علماء موسيقى إثنولوجية وخبراء وباحثين من فرنسا وسوريا ولبنان وتونس وبريطانيا والعراق وألمانيا فضلا عن المغرب، في الجلسة الافتتاحية، أن التكنولوجيات الحديثة من شأنها الحفاظ على التراث الماذي واللامادي، ومن ضمنه الموسيقى، وذلك بهدف تأمين مستقبل موسيقي للأجيال المقبلة.

وشددوا على ضرورة الاستعانة بمتخصصين في مجال التكنولوجيا الدقيقة والنهوض بعلاقات التعاون بين المؤسسات ومختلف مهن الأرشفة، وذلك بهدف تطوير الأرشيفات السمعية وصيانة التراث الموسيقي، مبرزين الإمكانيات الهائلة للبحث التي تمنحها هذه الأرشيفات للباحثين المتخصصين والمشتغلين على الأصوات.

وأوضح محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، أنه بعد عشر سنوات من تنظيم مؤسسة منتدى أصيلة ودار ثقافات العالم المؤتمر الأول للموسيقى في عالم الإسلام، الذي استضاف على مدى ستة أيام أزيد من خمسين متخصصا في تقييم التقاليد الموسيقية في عالم الإسلام، تتخذ الأفكار التي تم اقتراحها خلال هذه الدورة أهمية جديدة، اعتبارا للرهانات الحالية التي يواجهها عالم الإسلام، معربا عن الأمل في أن يحتضن المغرب مركزا للبحث وصون هذا التراث الموسيقي.

وأبرز رئيس دار ثقافات العالم، شريف خازندار، من جانبه، أهمية هذا المؤتمر الذي يهدف إلى الحث على التفكير في الوسائل التي من شأنها النهوض بصون وانتقال هذه الموسيقات في عالم الإسلام، مذكرا بأنه في أعقاب التوصيات الصادرة عن المؤتمر في أصيلة سنة 2007، أنجزت سلطة أبو ظبي للسياحة والثقافة، بتعاون مع المكتبة الوطنية بفرنسا، رقمنة ونشر مجموع تسجيلات مؤتمر الموسيقى الغربية الذي انعقد في القاهرة سنة 1932.

أما المحافظ العام للمكتبات في فرنسا، باسكال كورديريكس، فقد استعرض بعض الخطوط العريضة المتعلقة بصون ورقمنة التراث الموسيقي في القاهرة في عصر الرقمنة، داعيا إلى مضاعفة الجهود والموارد الصوتية بهدف إحداث قاعدة للأرشفة المشتركة وتحسين الولوج إلى التراث الموسيقي في عالم الإسلام، وصون التراث المشترك.

وقدم المتدخلون أيضا بانوراما للأرشيفات الصوتية الموجودة في العالم العربي، ومن ضمنها مؤسسة "أمار" في لبنان، وراديو بودكاس "روضة البلابل"، ومعرض صوتي لمؤسسة "همبولدت" ببرلين، والخزانة الصوتية الوطنية بتونس ، ومركز الثرات الموسيقي باليمن، مشيرين إلى تأثير مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية على العديد من البلدان العربية، ومن بينها المغرب.

يشار إلى أن هذا المؤتمر الدولي الثاني للموسيقى العربية، المنظم بتعاون مع دار ثقافات العالم (فرنسا)، في إطار الدورة الأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، سيعرف غدا نقاشات حول الريبرتوارات الحميمية وترانيم الأمهات للأطفال وإشكاليات الممارسة والإبداع الموسيقي في وضعية الهجرة والمنفى وقضايا الانتقال.