دراسة مغربية: قرابة نصف الشباب يقرون أن الحجر الصحي أثر على صحتهم النفسية

محمد فرنان

كشفت دراسة حديثة، أن "الحجر الصحي قد أثر -سلبا- على أوضاع الشباب سواء من الناحية النفسية أم الأسرية أم الاجتماعية".

وأضافت دراسة أجراها معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان حول "تمثل الشابات والشباب للأمان الإنساني في مغرب اليوم"، يتوفر "تيلكيل عربي" على نُسخة منها، بخصوص الإصابة بالكوفيد، أن "أكثر من 5 على 10 من المستجوبين أقروا أنهم شعروا بأعراض المرض، ولم يلجؤوا إلى استشارة الطبيب أو إجراء اختبار بهذا الشأن". 

أما بخصوص تأثير فترة الحجر الصحي على الصحة العقلية للشباب، فقد عبر 4 على 10 من عينة البحث على أن الحجر قد أثر على سلامتهم النفسية؛ في حين أكثر من النصف شعروا حينها بنوع من القنوط والملل والقلق والضيق، حسب نفس المصدر.

وأوردت الدراسة أن "مبعث الشعور بالقلق عند غالبية هؤلاء الشباب لحظة الحجر الصحي يلخصونه في الاضطراب الفجائي في الحياة اليومية وافتقاد الدعم الاجتماعي والنفسي للأصدقاء ولقاءهم داخل مختلف فضاءات الحياة العامة".

ونبهت إلى أن "4 على 10 من الشباب قد أفصحوا على أن بيئتهم الأسرية قد تضررت بدرجات متفاوتة من تبعات الأزمة الصحية. فبالنسبة لهؤلاء، فقد تسببت الأزمة لبعضهم في خسارة أسرهم لموارد العيش، وتوتر العلاقات بين أفرادها، واضطراب مساراتهم الدراسية، والتضييق على حرياتهم الفردية". 

وتهدف الدراسة إلى "فهم آراء الشباب المغربي حول أمن الإنسان وما يهدده من مخاطر اجتماعية وصحية، واقتصادية وسياسية وبيئية".

اعتمد المعهد على "البحث الميداني مقاربة مزيجة إدماجية وتشاركية تستحضر ثلاثة من مناهج العلوم الاجتماعية: الاستبيان والمنتديات النقاشية وسرديات التجارب الحياتية للأفراد".

وأورد أنه "قد وُجهت العناية للشباب من الفئة العمرية المتراوحة بين 18 و34 سنة. فقد استهدفت في مرحلة الاستبيان الكمي 1239 مجيبا ومجيبة ذات بروفيلات متنوعة: شكلت فيها الفئة العمرية ما دون 30 سنة نسبة %87، والعنصر النسوي نسبة %47، في حين لم يحدد الجنس لدى مجيبين اثنين".

أما فيما يخص المنتديات النقاشية، فقد نظمت بثمانية مدارات حضرية جهوية كبرى: محور الرباط- الدار البيضاء، ومحور مراكش- أسفي، ومحور طنجة- تطوان، ومحور فاس- مكناس؛ وقد ضمت هذه المنتديات مجموعات تتراوح بين 10 و12 شابا، شكلت فيها الإناث نسبة %41. ولاستفاء الفهم، اختير من بين المشاركات والمشاركين في تلك المنتديات 8 منهم 4 إناثا للحكاية حول تجاربهم الحياتية.

في مختلف مراحل البحث الميداني، وجه للشباب 124 سؤالا تدور حول انشغالاتهم ومساراتهم الحياتية اليومية؛ يمكن إجمالها في الاستفهام المحوري التالي: ما معنى أن تكون شابا أو شابة وتعيش بأمان في مغرب اليوم؟