سارة أحمد: نساء موريتانيا لديهن ما يقدمنه للمغرب ونحتاج شجاعة المبادرة من سيدات الأعمال المغربيات

أحمد مدياني

حوارها أحمد مدياني/  موريتانيا - الأربعاء 3 يناير 2024

بين جدران مقر بسيط وسط العاصمة نواكشط بموريتانيا، حاور "تيلكيل عربي"، سارة أحمد الناطقة الرسمية باسم "اتحاد مؤسسات النساء".

جمعية تضم أكثر من 50 ألف إمرأة اقتحمن مجالات استثمار كثيرة من أجل فرض حضورهن داخل النسيج الاقتصاد بموريتانيا من أصغر حلقة إلى أكبرها.

نساء مقتنعات بأن الشركات والعمل على أرض الواقع عوامل تصنع المستحيل، ويطمحن لأن تكون الشراكة مع شقيقاتهن بالمغرب أكثر تطوارا.

*لا يُعرف الكثير عند المغاربة عن المرأة بموريتانيا ودورها الرائد في أكثر من مجال. نحن اليوم بمقر مؤسسة تنتمي إليها عشرات الآلاف من النساء الموريتانيات.

شرف كبير أن نلتقي بكم، وتواجدكم معنا مهم جدا للتعريف بتجربتنا. أنا سارة أحمد الناطقة الرسمية باسم اتحاد مؤسسات النساء.

مؤسسة تهدف إلى تطوير خلق المرأة للثروة بموريتانيا، والفئات التي تنتسب إلينا هي المرأة المنتجة ولها عمل مسبق قبل انضمامها للاتحاد، أي كان نوع العمل.

المجموعات التي يضمها الاتحاد: سيدات الأعمال، ورائدات الأعمال، والمهنيات، والنساء العاملات في القطاع غير المصنف.

*ما هي المجالات التي يشتغلن فيها النساء الموريتانيات المنتسبات للجمعية؟

أولا يصل عدد عضوات الجمعية إلى حوالي 50 ألف امرأة، ويشتغلن في جميع المجالات، والاتحاد تأسس على فكرة تشكيل تجمع اقتصادي واجتماعي لدعم المرأة، ونقوم بهذا بمجهود ذاتي لنسوة اتحدن واجتمعن لأجل هذا الهدف.

تأسس الاتحاد يوم 20 شتنبر من سنة 2019، وللأسف صادف التأسيس سنة 2020 التي شهدت الأزمة الصحية العالمية لفيروس "كورونا". توقف معها العالم ومن ضمنها دولتنا.

خلال الشهر الخامس من سنة 2020 حصلنا من البنك المركزي على رخصة لصندوق القرض والإدخار.

وسعينا للحصول على هذه الرخصة من أجل توفير تمويلات للمرأة بشكل مؤسساتي مصرفي عن طريق قروض ميسرة تنمي بها مشاريعها عبر أقساط مريحة.

*ما هي العراقيل التي تواجه نساء الأعمال والرائدات بموريتانيا؟

أول الإشكاليات التي تواجه المرأة الموريتانية في ميدان العمل هي التمويل، لذلك أخذنا زمام المبادرة أن نمول أنفسنا بأنفسنا.

ما هي مساهمة المرأة الموريتانية في المجتمع والاستثمار؟

واقع المرأة في الاستثمار ليس كواقعها في التعليم أو التوظيف أو الدراسة... في الاستثمار الواقع مختلف. أي مجال يمكن أن تصل إليه المرأة.

أما في مجال الاستثمار هناك عقبات كثيرة، ومن جملتها كيفية حصولها على التمويل، وليست كل الفرص متاحة للمرأة.

وولوج النساء في موريتانيا إلى الصفقات سواء عمومية أو خاصة صعب جدا. عندنا يُفضل أن تعمل المؤسسات مع الرجل وليس مع المرأة، هذه من التحديات التي تواجهنا.

مع ذلك هناك تحديات في قطاعات كثيرة تغلبت عليها المرأة الموريتانية. ونذكر من بينها اقتحامها للاستثمار في قطاعات السياحية ومجالات الصيد البحري والتعليم والتدوير.

فازت نساء الأعمال عندنا مؤخرا بعدة صفقات. ووصلت لأرقام قياسية في تطبيقها والوفاء بالالتزامات تجاه الدولة والمواطن كما تركن بصمة تحترم في المجالات التي اشتغلت فيها.

ما هي الشركات الكبرى التي تقودها النساء الموريتانيات وعضوات في الجمعية؟

هناك شركة تطوير السياحة تترأسها رئيسة الاتحاد، والشركة بناتية للمقاولات وريادة الأعمال ترأسها زميلة معنا، ومؤسسة للتدوير وتطوير المنتجات المحلية.

بالإضافة إلى عدد كبير من المقاولات المتوسطة والصغيرة ورائدات الأعمال اللاتي يشتغلن لخلق الثروة وتطوير مجالات تدخل النساء في الاقتصاد الموريتاني.

عندكن شراكات مع مؤسسات أو جمعيات نسائية مقاولاتية أو مع مؤسسات دولية خارج موريتانيا؟

لدينا شراكات مع مؤسسات دولية، من بينها مجموعة البنك الدولي.

ونقترب من تنظيم دورة لتكوين المنتسبات إلينا في مجالات معينة تحتاجها المرأة الموريتانية، منها تثمين المنتجات المحلية وتطويرها للتسويق داخليا وخارجيا، كما لدينا شراكات في مجالات محلية للتكوين.

أما الشراكات النسوية من مؤسسات بدول الخارج، نسعى إليها، ولكن ليس هناك شيء على أرض الواقع إلى حدود اللحظة.

ألم تفكر المؤسسة في عقد شراكات مع قطاعات نسائية في المغرب؟

نفكر في ذلك، وسعينا إليه، بل وعملنا على عقد لقاءات مع سيدان أعمال بالمغرب، ولكن لم نصل إلى حد الآن إلى أي شراكة.

كم من لقاء أو محاولات للتواصل حاولت المؤسسة عقده؟ وهل في المغرب أو في موريتانيا؟

في المغرب مرة واحدة، وعبر التواصل عن بعد.

أعتقد لقائين فقط، واحد عن طريق اجتماع عن بعد، وثاني لقاء مباشر لم تثمر حتى الآن أي نتائج، ونرجو أن تثمر لقاءات أخرى خلال الأيام القادمة ما تطح إليه نساء يجمعن الكثير من المشترك.

ارتباطا بما سبق. ماذا يمكن أن تقدمه سيدات ورائدات الأعمال في المغرب لشقيقاتهن هنا في موريتانيا؟

لا يمكن أن أحدد لك مسائل معينة. ولكن اليد مفتوحة للتعاون والتسهيلات موجودة، ونرغب في الشراكات مع سيدات الأعمال المغربيات لنستفيد من تجاربهن هنا كرائدات أعمال وسيدات أعمال والقيام بأعمال مشتركة بيننا.

دائما تبقى المبادرة مفتوحة هناك عندكم في المغرب من أجل شراكة واقعية ومستدامة.

عندنا ما نقدمه كنساء فاعلات بشكل حقيقي في المجتمع الموريتاني ونسيجه الاقتصادي. وما نقدمه هنا يمكن استثماره في المغرب والعكس صحيح.