شهادتان عن المدرب الجديد للمنتخب.. خليلوزيتش رجل صارم ويتأثر بسرعة

صفاء بنعوشي

منذ تعيينه مدرباً للمنتخب الوطني المغربي الأول قبل 3 أيام، أصبح ووحيد خليلوزيتش،  حديث الجماهير المغربية، فهو نفس الرجل الذي قاد أفراح الرجاويين قبل أزيد من عقدين، وساهم في تتويج النسور الخضر بدوري أبطال إفريقيا في نسخة 1997، في بداياته المهنية، قبل أن يعود اليوم وهو يحمل رصيدا من الخبرة في ملاعب القارة السمراء، وأوروبا، وأيضا آسيا.

خليلوزيتش، البوسني الذي قاد 14 فريقاً ومنتخباً قبل وصوله لتقلد مهام مدرب أول لـ"أسود الأطلس" خلفا لهيرفي رونار، استهل عمله بالمصادقة على قائمة تضم 46 لاعباً، في انتظار الظهور الأول للمجموعة، في شتنبر المقبل، في وديتي بوركينا فاسو والنيجر، بملعب مراكش الكبير.

"تيلكيل عربي" طرق باب دوليين مغربيين سابقين، اشتغلا تحت تأطير خليلوزيتش خلال فترة تدريبه للرجاء الرياضي، وهما عبد اللطيف جريدو ومصطفى الشادلي.

جريندو، الذي بدأ مشواره التدريبي حالياً بقيادة فريق شباب بنكرير، المنتمي للقسم الوطني الثاني، وواحد من اللاعبين الذين شكلوا الدعامة الأساسية لتشكيلة "الخضر" خلال فترة قيادة خليلوزيتش للمجموعة، قال إن المدرب كان صارماً جدا في وقت العمل، ويحب أن تكون جميع الأمور مضبوطة، سواء تعلق الأمل بمعسكرات الفريق، أو خلال التداريب، وما قبل المباريات.

وأردف جريندو: "بالنسبة لي لولا تلك الصرامة التي تميز بها خليلوزيتش، لما نجح مع الرجاء، فحينها المجموعة كانت تضم عدداً من النجوم، ولاعبين دائمي الحضور مع المنتخب الوطني المغربي، لذا فالطريقة التي دبر بها المجموعة كانت متميزة، وهو ما ممكنه من تحقيق الألقاب في تلك الفترة".

الدولي المغربي وواحد من بين أكثر الأسماء الكروية التي خاضت الديربي البيضاوي، اعتبر بأن "البروفايلات" التي كانت آنذاك بتشكيلة الرجاء الرياضي، تطلبت من خليلوزيتش أن يكون بتلك الصرامة والحزم، في كل الأمور المتعلقة بكرة القدم، لكنه ظل قريباً من الجميع وعلاقته باللاعبين جيدة.

أما عن أبرز ما ميز شخصية خليلوزيتش خارج المستطيل الأخضر، هو روحه المرحة، وأيضاً كونه دائم الحديث مع لاعبيه عن الفترات التي عاشها ببلاده، وأزمات الحرب، التي مر منها، بطريقة اعتبرها جريندو خاصة بالمدرب البوسني، الذي لاقى احترام الجميع.

وبالرغم من أن خليلوزيتش كان في مرحلة بداياته بعالم التدريب عندما قاد الرجاء، إلا أن الدولي المغربي السابق شدد على أنه لم يكن بالمدرب المغمور أبداً، فخلال مباراة ودية أمام فريق نانت الفرنسي، وقف الجميع احتراماً لهدافهم السابق، الذي حل بملعبهم وهو يحمل ثوب المؤطر، بعد أن كان لاعباً سابقاً.

وعودة إلى اختياره ليكون مدربا للمنتخب الوطني المغربي بسنة 2019، فقد قال عنه جريندو إنه اختيار مقبول بالنسبة إليه، خصوصاً وأنه تمكن من قيادة منتخبين إلى نهائيات كأس العالم، وخبرته ستكون مفيدة للنخبة الوطنية. في المقابل، شدد جريندو على أن الطاقم الفني المرافق خليلوزيتش يجب أن يكون مغربيا، لمساعدته على تقديم الأفضل وخدمة الكرة الوطنية.

وختم المتحدث حديثه للموقع بالإشارة إلى أن خليلوزيتش صنع إسمه بالرجاء الرياضي وهو اليوم اختار رفض مجموعة من العروض من أجل بدأ تحدي جديد مع أسود الأطلس، من الأرض التي احتضنت بداياته التدريبية، قبل أن يصبح واحداً من أشهر وأبرز المدربين بالعالم.

أما مصطفى الشاذلي، الحارس السابق للرجاء الرياضي، فقد وصف خليلوزيتش بـ"الرجل الذي يبالغ في الصرامة"، في أول رد على سؤال الموقع عن أبرز ما ميز شخصية المدرب. وأضاف الشاذلي: "لقد بدأ مشواره مع الرجاء في وقت كنا نمر من أزمة نتائج، وحمل إلينا أفكاراً جديدة كما خلق جواً من الاحترام بينه وبين جميع اللاعبين، الذين كانوا يشكلون مجموعة قوية".

المتحدث ذاته اعتبر بأن خليلوزيتش ومع مرور الوقت داخل قلعة "النسور الخضر"، تعرف الجميع على شخصيته المتميزة، فقد كان دائم البحث عن بروفايل اللاعب المحترف، ولا يقبل بالهزيمة، كما أنه في الوقت ذاته كان يتأثر بسرعة كبيرة.

مصطفى الشاذلي اعتبر بأن الرجاء الرياضي أعطى إشعاعاً للمدرب في بداية مساره التدريبي، وبالنسبة له الآن خليلوزيتش، هو رجل المرحلة بالمنتخب الوطني المغربي. وقال: "كانت هنالك مجموعة من الأسماء الكروية مرشحة لتدريب الأسود، كنت أفضل وأميل خليلوزيتش، لأنه يعرف البلد جيداً، وعاش بيننا، كما أن صبر للضغط الذي كان خلال فترة تدريبه للرجاء".

وشدد الشاذلي على أن وحيد خليلوزيتش، تمكن من ترويض نجوم سواء بمنتخب الجزائر أو الكوت ديفوار، ودبر جيداً المرحلة التي كان حينها مدرباً لهما، كما قدم مستوى وأداء كبيرا خلال مشاركة محاربي الصحراء بمونديال البرازيل، أحرجوا خلاله منتخب ألمانيا.

وأنهى المتحدث ذاته تصريحاته بالقول أن المدرب البوسني أهل بمنصبه الجديد، ونجاحه رهين بتضافر الجميع معه، من جمهور وإعلام ومحيط الأسود، لأن المرحلة المقبلة هامة جداً بالنسبة للنخبة الوطنية.