عيوش (1): هذه حقيقة صداقتي مع الملك.. والهمة لا يحركني

عيوش رفقة فؤاد عالي الهمة / تنيوني
أحمد مدياني

نور الدين عيوش، رجل الإشهار، كما يسمي نفسه، حاضر في كل المحطات والقضايا في المغرب، انطلاقا من التعليم ولغة التدريس، مرورا بالانتخابات، وصولا إلى حراك الريف. في هذا الحوار، يتحدث عيوش عن علاقته بالملك ومستشاريه، عن المبادرات التي يقدم عليها، وهل تأتي بقرار شخصي منه، أم أن  جهة ما تدفعه للتحرك

كيف تلقيت إجراء الملك محمد السادس لعمية جراحية على عينه في باريس وتواصل القصر مع هذا الطارئ؟

تواصل القصر حول صحة الملك إيجابي،  فهو ملك البلاد وعنده مسؤولية عليها وعلى مواطنها، لذلك إذا كان الملك مريضاً أو يعيش أي أمر طاريء،  فيجب أن يعرف المغاربة كل شيء عنه،  القضايا التي تتعلق بصحته. في أي بلد حديث وديمقراطي، يجب أن يتم التواصل بين الملك أو الرئيس والشعب.

هذا التواصل قد يساء التعامل معه أحيانا، ففي المرة الأولى التي أعلن فيها عن مرض الملك، قامت إحدى الصحف بنقل الخبر مرفقاً بتعليق لأحد الأطباء، والذي قدم رواية أو تفسيراً طبيا لا يعكس الوضع الصحي للملك كماهو، وهو ما لم يرق الملك "ما عجبوش الحال".

اليوم بعدما أجرى العملية ، أخبرنا طبيبه المغربي والطاقم الذي أشرف على العملية أن وضعه الصحي بخير، وأريد أن أشير هنا إلى أن السبب في قيامه بالعملية هناك، هو أن المستشفى الذي تمت به، يضم قسماً متخصصا بهذا النوع من الأمراض وله كفاءة عالية جداً.

منذ مدة، أصبح للملك حضور قوي في مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانت الصور والفيديوهات التي تخرج تظهر أنها عفوية، لكن أكيد هناك ترتيب وخطة تواصلية. هل أنت أحد مهندسيها نظراً لتجربتك في مجال التواصل والإشهار وارتباطاً كذلك بقربك من الملك كما تقول دائما؟

مواقع التواصل الاجتماعي جاءت بفلسفة جديدة، وأصبح التواصل عبرها في غاية الأهمية، والملك رأى أن مواقع التواصل الاجتماعي مهمة، وقد دخلها بطريقة جيدة جداً، لأنه أصبح يتواصل بشكل مباشر مع شريحة الشباب، أنه يظهر عفويته وبساطته أثناء التواصل، وهو دور لن تستطيع التلفزة لعبه.

هل كان لعيوش دور في هذا الاختيار؟

أشياء لا يمكن أن أتحدث عنها. هناك أمور قمنا بها منذ مدة وقدمناها بهذا الصدد، لكن لا يمكن أن أتحدث عنها. المهم هو أن للملك ميول للتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماع ورأى أهميتها لذلك أصبح يتواصل عبرها.

دائما عندما يتحدث عيوش عن محمد السادس يصف نفسه بـ"صديق الملك". بل تصرح أكثر من مرة أنك عندما تكون في حضرته تقول رأيك وتقدم النصيحة بأدب كما تصفها. نود أن نعرف كيف يتم هذا التواصل؟ وكيف تقدم أراءك ونصائحك في حضرته؟

الاتصال الذي لدي مع الملك هو عبر ما أقوم به من عمل داخل عدد من المؤسسات الاجتماعية وغيرها. أنا لعبت دوراً كبيراً في عدد من المبادرات في القروض الصغرى، وفي التعليم غير النظامي وأشياء أخرى... عبر كل هذا تم الاتصال المباشر مع الملك، وللإشارة زار مؤسستنا "زاكورة" أكثر من ثلاث مرات، حيث جاء إليها بنفسه، كما أن هناك تواصل عبر مؤسسة محمد الخامس للتواصل، وهي جمعية يرأسها، وجاءت مبادرة العمل مع "زاكورة" بطلب من القصر، بعد ما اتصلت بي المرحومة زليخة نصري، وأكبر عقد شراكة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن منذ نشأتها يجمعها  بمؤسسة"زاكورة".

وكنت التقيه خلال زيارته للمشاريع التي أطلقناها في عدد من المناطق بالمغرب، والتي زارها كلها ووقف على حجم العمل داخلها، وما أنتجته.

ويجب أن أؤكد أمرا مهما، ما تقوم به مؤسسة محمد الخامس يتم تحت إشراف مباشر من الملك محمد السادس، ويدافع عن اختياره، ويقول في كل مناسبة إنه هو من يريد أن يرأسها وليس شخصا آخر.

كما أنني أتواصل معه في أشياء أخرى تهم قطاع الإشهار، دون أن أغفل أني عضو في مجلس مؤسسة لالة سلمى لمحاربة السرطان، ومؤسسة لالة حسناء التي تعنى بالبيئة، ومؤسسة محمد السادس للبيئة، وهو يتابع كل هذا، وأحيانا، تقع هناك اتصالات وتتم دعوة عدد من الشخصيات إلى القصر أكون أنا من بينهم.

*ما نود الوقوف عنده هو نوع النصائح التي قدمتها للملك عندما تقف في حضرته؟ وما هي آخر الملفات التي تحدث فيها مع الملك أو كنت فيها صلة وصل بين القصر وأطراف أخرى؟

من بين ما تدخلت فيه وأعتقد أنه الأهم، عندما برز سوء فهم بين الصحافة والدولة أو القصر، وتدخلت حينها، وكان هناك تفاعل إيجابي، وكنت أتدخل خاصة عندما أرى أن عدد من الصحف أو الصحافيين مظلومين أو وقع سوء فهم فقط لما صدر عنهم، ودائما أتفاعل عندما يكون هناك مشكل يسيئ لصورة وسمعة المغرب في الخارج، أتدخل وأقول وجهة نظري للقصر وكما أقول دائما بأدب.

أنا مقتنع بأنه يمكنك أن تقول "لي بغيت، وأن الملك اتخذ قرار عدم متابعة أي شخص في الأمور التي تعنيه شخصياً، لكن دائما أشدد على أن الأشياء يجب أن تقال باحترام لأنك تخاطب رئيس الدولة.

هناك أشياء كثيرة تدخلت فيها أو قلتها للقصر وجاءت بنتائج إيجابية، وأنا ألعب دوري وأرى أنه مهم.

مثلا في ملف مشروع القروض الصغرى، الملك منح خمس مؤسسات 200 مليون درهم، ولو لا تفاعله الإيجابي مع مقترح المشروع هذا، لما حققت ما وصلت إليه اليوم، وبفضله نحن الدولة الثانية في إفريقيا.

*عيوش ليس لديه صفة رسمية داخل الدولة ومع ذلك يقوم بأدوار كبيرة كما يصفها. في السياق ذاته، تتحدث دائما عن علاقتك العميقة مع المستشار الملكي فؤاد علي الهمة. هل يتحرك عيوش باسم الهمة؟

لا. لم يسبق أن تحركت بأي اسم كيف ما كان. ما أقوم به هي مبادرات شخصية وأنا من أقترحها.

هنا أود أن أوضح أنه خلال العام 2011 قلت أشياء لم تكن في صالح الملك ولا في صالح الهمة، وما قلته تسبب لي في عدة مشاكل لكن كنت مسؤولا عنها بالدرجة الأولى وأتحمل ذلك.

*ماذا قلت بالضبط؟

ما قلته طالت مشاكله عدد من المسؤولين. وكنت تحدث عن أن الملك لا يجب أن يستمر كفاعل اقتصادي بنفس الطريقة ، وعليه أن ينهج نفس الطريقة التي تعتمدها ملكة بريطانيا مثلا، والدول الديمقراطية، لأنه بتلك الطريقة يكون منافسا للفاعلين الاقتصاديين.

كما تحدث عن ضرورة خروج فؤاد علي الهمة حينها من حزب الأصالة والمعاصرة، بل قلت يجب أن ينتهي "البام" "ما يبقاش في تلك الفترة " لأنه يسيئ لسمعة المملكة ولديمقراطيتها، وهذه الآراء خلقت لي مشاكل مع هؤلاء، ولكن عادت الأمور إلى نصابها، وما قمت به أشدد نابع من قناعاتي وليس هناك من يقول لي قل أو أفعل شيئا.

*يعني تحاول أن تدفعنا لنصدق أن عيوش لا يحركه أحد؟

نعم لا يحركني أحد. هناك أشياء كثيرة تم اقتراحها عليا لألعب دوراً رسمياً، من بينها الإمساك بوزارة السياحة وقلت لا، ولن أقبل بأي منصب هكذا، ولو حتى مستشار ملكي، أريد أن أشتغل انطلاقا مما أقتنع به.