يبدو أن الدولي المغربي، مهدي بنعطية، لم يتقبل بعد الانتقادات العديدة التي لاحقته بالفترة الأخيرة، بعد اختياره الرحيل عن صفوف يوفنتوس، والتوقيع بكشوفات نادي الدحيل القطري، في واحدة من أبزر انتقالات الأسود خلال الميركاتو الشتوي.
ودافع مجدداً بنعطية في حوار مع صحيفة "ليكيب" على اختياره الدوري القطري، رغم عروض أوروبية طرقت بابه سواء ما مانشستر يونايتد الإنجليزي، أو من الدوري الفرنسي الممتاز، الذي تبنى موهبة عميد الأسود خلال بداياته الكروية.
المال واختيار قطر
لم ينكر المدافع المغربي أن العروض التي كانت بين يديه للمناقشة بفترة الانتقالات الشتوية الأخيرة مهمة، فقد أوضح بأن عمالقة القارة العجوز بفرنسا وإيطاليا وإنجلترا وأيضاً ألمانيا، حرصت على التواصل مع وكيل أعماله ومع يوفنتوس، بشكل مستمر لتقديم مقترحاتها بشأن انتدابه.
وأضاف بنعطية: " أخذت وقتاً طويلا للتفكير في كل هاته المقترحات، فريق من السعودية أيضا دخل المنافسة، وضعت كل المقترحات أمامي، وخيار الدحيل القطري جاء تلقائياً، فقد كنت أود أن أنهي مسيرتي في بلد إسلامي رفقة عائلتي الصغيرة".
ولأول مرة، كشف صمام أمان دفاع الأسود، أن عرض الدحيل القطري ليس بالحديث، بل يعود إلى حوالي أربع سنوات خلت ، حيث تقدم المسؤولون عن الفريق بالمقترح لوكيل أعماله، كما أن رئيس النادي انتقل شخصياً لمجالسته.
في حين، شدد مهدي بنعطية أن قطر تتيح مستوى عيش مريح له ولعائلته، وهي النقطة التي عززت العرض الاحترافي، ليقبل رسمياً مجاورة المغربي يوسف العربي.
أما عن راتبه والامتيازات التي سيوفرها له نادييه، علق اللاعب: "يظن الجميع أن راتبي تضاعف، هل تظنون بأني كنت ألعب مجانا مع بايرن ميونخ ويوفنتوس وروما؟.. لم أركز على الجانب المادي في الصفقة فقط ولو أردت ذلك لكنت قبلت بالعرض السعودي فهوي مغري أكثر، أو غيرت الوجهة للصين".
التضحية بالرسمية مع الأسود
واستعاد بنعطية سيناريو رحيله من يوفنتوس، رغم تشبث الإدارة به، مشدداً بأنه ضحى في مناسبات عديدة بمكانته مع المنتخب الوطني المغربي، لكن في المقابل لم يتوصل بأي شيء من طرف المسؤولين عن الاختيارات التقنية لـ"السيدة العجوز".
اللاعب السابق للبافاري أكد بأنه اعتذر في مرات عديدة عن الالتحاق بمعسكرات الأسود، لأن السبب الرئيسي كان هو حرصه على الاشتغال على الجانب البدني مع يوفنتوس، ليكون في مستوى انتظارات مدربه ماسيمليانو أليغري، لكن غياب التنافسية لمدة طويلة دفعته لاتخاذ القرار المناسب حسب قوله.
واعتبر بنعطية بأنه شخص غير متطلب ولا يريد رسمية دائمة، بل سنه وأيضا تجاربه واشتغاله المستمر تفرضان على الطاقم التقني الالتفات إليه، بدلاً من مشاركته في 5 أو 6 مباريات في خمسة أشهر.
وعد المدرب أليغري
ومن التفاصيل التي تحدث عنها عميد المنتخب الوطني المغربي مع "ليكيب"، الوعود التي كان يتلقاها دائماً من طرف مدربه السابق أليغري، بعد انتدابات الصيف الماضي والتحاق مجموعة من نجوم الخط الدفاعي بالمجموعة.
وقال بنعطية: " لقد لفتت إنتباه أليغري قبل ستة أشهر إلى الأمر وتحديدا خلال فترة الانتقالات الشتوية، فعودة بونوتشي كانت ستحرمني من الرسمية بنسبة كبيرة، لكن كلامه كان آنذاك واضحاً، فقد وعدني بأن الأمور ستسير كما ينبغي".
ووجه بنعطية عتابا مباشراً إلى أليغري، مشدداً بأنه إنسان غير صادق وغير صريح، كما لم يلتزم بوعوده معه رغم مبادرته إلى الحديث عن وضعيته بعد استقدام لاعبين آخرين بالدفاع.
وعلق المدافع المغربي: " عدم التزام أليغري بوعوده أنهى كل الروابط مع يوفتوس، فقررت بعدها الرحيل، زملائي حاولوا إقناعي بالبقاء لقد كانت خطوتهم رائعة، لكن الأمر منتهي بالنسبة لي وأتمنى لهم التوفيق خلال قادم الاستحقاقات الكروية".
موقف رونار و"كان 2019"
مهدي بنعطية، أبدى في الحوار ذاته، ارتياحه لاتخاذ قرار الرحيل من يوفنتوس صوب الدحيل، خصوصاً وأن مكونات المنتخب المغرب احترمت قراره، على رأسها هيرفي رونار، وذلك قبل أشهر من انطلاق نهائيات كأس الأمم الإفريقية "مصر 2019".
وأردف المتحدث ذاته: " الناخب الوطني ليس مدربي فقط إنه صديق، كان يريد أن أواصل مشواري في أوروبا بالتأكيد، لكنه احترم قراري وفريقي الجديد، إنه شخص احترافي".
ولا يجد بنعطية حرجاً في الجلوس بدكة بدلاء الأسود أو عدم استدعائه خلال المواعيد القارية المقبلة، متابعا : " بدأ مشواري مع الأسود في سن الـ 12، عشت أشياء جميلة وأنا اليوم سأتقبل أي قرار بالإبقاء علي أو إبعادي، المهم أن تكون المجموعة متماسكة والكل يقدم مجهوداته لتقديم مستوى وأداء كبيرين".
أما عن نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019 بمصر، فتمنى بنعطية الحضور لها رفقة باقي اللاعبين، مشيراً إلى أن الأهم هو نجاج الأسود في اقتناص اللقب القاري الذي غاب لسنوات عدة عن خزائن المغرب.